الثلاثاء  26 آب 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إعلاميو فلسطين... ليسوا استثناءً من الموت| بقلم: نبيل عمرو

2025-08-26 12:07:57 PM
إعلاميو فلسطين... ليسوا استثناءً من الموت| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

هم فدائيو النخبة، الذين لا يقتلون أو يجرحون أو يؤسرون بالصدفة، فمنذ تحصنوا وراء كاميراتهم وذهبوا بها إلى أخطر المواقع لينقلوا الحقيقة من أرضها، كانوا عارفين بأن فرص النجاة من الموت تكاد تكون معدومة، فإن لم تكن في هذه المعركة ففي التي تليها.

إعلاميو فلسطين.. ليسوا من جنسية واحدة، ولو أنهم في حرب غزة كانوا فلسطينيين بالمولد والنشأة وشكل الموت.

في حياة الفلسطينيين، حروبٌ عديدةٌ فرضت عليهم، وكان إعلاميو فلسطين في الطليعة، وكانت السترة المكتوب عليها "صحافة" بكل اللغات بمثابة هدفٍ يستدعي الجيش الإسرائيلي للقتل.

إعلاميو فلسطين والغزيون في طليعتهم، ليسوا استثناءً من الموت، بقدر ما هم استثناءٌ من الحياة، فهم يقتحمون الخطر ويعرفون ما أن يتقلدوا الكاميرا بأنهم على مهداف البنادق، ومدافع الدبابات والطائرات، وفي زمن المطاردات الدائمة، كانوا على مهداف المسدسات كاتمة الصوت والمتفجرات التي توضع تحت الأسرة وفي السيارات لتمزيق الأجساد.

إعلاميو فلسطين الذي سقط منهم المئات في حرب غزة معظمهم أدّى مهام الإعلام تحت النار، لم يحظى بتعليم مهني مكتمل، كغيره من إعلاميي العالم، ولم يجدوا الحماية التي توفرها القوانين الدولية، ورغم ذلك كله فقد سجّل لهم أنهم الأفضل من بين إعلاميي العالم، إذ لولا كاميراتهم الشجاعة لما عرفت الدنيا بأسرها أدق تفاصيل حرب الإبادة، ولما شاهد الناس في كل مكانٍ صفوف جثامين الأطفال في أكفانهم البيضاء، ولما رأوا بلداً وقد تحوّل بكامله إلى ركام.

ذات مرة قال هنري كسينجر ناصحاً الإسرائيليين،

"اعملوا كل شيء ولكن من وراء الكاميرا".

ليظهر لهم في كل حرب إعلاميو فلسطين بكاميراتهم الشجاعة، ولولا هذه الكاميرات وحاملوها لما عرف العالم ما تفعل إسرائيل بغزة، ولما تغيرت نظرة العالم لإسرائيل.

إنها حرب الكاميرا مع القذيفة الغاشمة، وقد قال التاريخ إن الحقيقة هي من ينتصر.