الأحد  11 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث: صيادون يستخدمون شباك قديمة وطرق بدائية لتحصيل قوت يومهم

2015-07-11 11:41:13 AM
متابعة الحدث: صيادون يستخدمون شباك قديمة وطرق بدائية لتحصيل قوت يومهم
صورة ارشيفية

 

الحدث - غزة - محمد مصطفى
 
اضطر الصياد محمود النجار، لنفض الغبار عن شبكة قديمة كان يستخدمها قبل سنوات طويلة، وعاد لاستخدام طرق بدائية لصيد الأسماك، في محاولة لتحصيل قوت يوم عائلته.
النجار يتوجه كل مساء إلى الشاطئ، ويجهز شبكته الطويلة، ويضعها على مركب خشبي صغير يتحرك بواسطة "مجداف"، ثم يبحر مئات الأمتار غرباً، ويضعها في المياه، ثم ويثبتها بمرساتين معدنيتين، ويضع علامتان عائمتان لمعرفة مكانها، ويعود أدراجه.
وفي صباح  اليوم التالي، يعود النجار ويدخل البحر بمساعدة نجله، ويقومان بجمع الشبكة، وكلهما أمل بأن تخرج لهما رزق وفير.
أوضاع صعبة
وأوضح النجار أن أشهر الصيف الثلاثة، يكون فيها البحر فقير بالأسماك، والدخول بالمراكب وتشغيل المصابيح أمر غير مجدي، وقد لا يحقق الصياد تكاليف الرحلة، لذلك فالمياه تبدو شبه خالية من المراكب، وينصرف الصيادون للعمل في مهن أخرى، ومن لا يمتلكون أية مهنة غير الصيد، يضطرون لاستخدام طرق بدائية، لا تكلفهم سوى المجهود.
وبين أن كميات السمك التي يصيدها يومياً على الأغلب قليلة، لكنه في بعض الأيام يمن الله عليه برزق جيد، فتأخذه زوجته وتتوجه إلى السوق لبيعه، وشراء احتياجات المنزل بثمنه.
ونوه النجار إلى أنه سيواصل الصيد بشبكته القديمة، حتى يحين موسم هجرة الأسماك الخريفية، في شهري تشرين أول وثاني، حينها سيعود للعمل على مركبه، وكله أمل بأن يكون موسم هجرة مميز، يعوض الفترات الماضية.
وفي الغالب فإن بحر قطاع غزة فقير بالأسماك، لا تشهد مياهه توالدها، كما أن الصيد الجائر يسهم في إفقاره، والصيد فيه يكون في موسمي الخريف والربيع،ـ حين تهاجر أسراب الأسماك، وتمر قبالة شاطئ القطاع، ويتمكن الصيادون من صيدها، خاصة خلال ساعات الليل، حيث يشعلون مصابيحهم القوية في المياه، لتتجمع حولها الأسماك.
صيد عشوائي
أما الصياد محمد عبده، وكان يمسك بيده بشبكة يدوية "طراحة"، وكان يلقيها في المياه بشكل عشوائي، على أمل أن تلتقط بعض الأسماك.
وأكد عبده أن الموسم المنصرم كان فقيراً، ولم يحقق خلاله دخل جيد، وها هو الآن يعاني الفقر والعوز، ويضطر لاستخدام شبكته اليدوية، رغم معرفته المسبقة بمحدودية الأسماك التي يمكنه صيدها.
ونوه إلى أنه سيواصل محاولاته، التي وصفها باليائسة لتحصيل لقمة العيش، والتي لات تفضي في بعض الأيام عن أية اسماك، وفي الأيام الجيدة يعود بصيد محدود بالكاد يسد رمق أبنائه.
واستذكر عبده حين كانت المياه المصرية مفتوحة أمام الصيادين، قبل أكثر من عامين، وكان الصياد في أي وقت من العام، فيبحر ورفاقه جنوباُ، حيث "منجم الأسماك"، على حد تعبيره، ويعود بكميات كبيرة من الأسماك، لكن بحر قطاع غزة ذو المساحة المحدودة والمليء بالصيادين والقيود الإسرائيلية، لا يجود بخيراته على أصحاب المراكب والشباك إلا ما ندر.
وتنصلت إسرائيل من بند في اتفاق التهدئة يخص الصيادين، حيث كان وبحسب الاتفاق منن المفترض أن يسمح للصيادين بالدخول حتى مسافة ستة أميال بحرية، على أن تتضاعف خلال أشهر لتصل إلى 12 ميل بحري، غير أن أقصى مسافة يمكن للصيادين دخولها حالياً لا تتعدى خمسة أميال بحرية.