الجمعة  12 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير أمريكي: تركيا ومصر حذرتا قيادة حماس من محاولة اغتيال متوقعة

2025-09-10 11:27:58 AM
تقرير أمريكي: تركيا ومصر حذرتا قيادة حماس من محاولة اغتيال متوقعة
خليل الحية

الحدث العربي الدولي

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تركيا ومصر حذرتا قيادات حركة حماس من ضرورة تشديد إجراءات الحماية حول اجتماعاتهم، قبل أسابيع من محاولة الاغتيال التي استهدفتهم على الأراضي القطرية، في عملية جوية غير مسبوقة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، وأعلنت حركة حماس عن فشلها.

وبحسب التقرير، المستند لمصادر إسرائيلية وقطرية وعربية وأميركية، فإن التحذيرات جاءت على خلفية انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. وفي إسرائيل أوضحت مصادر أمنية أن قيادة حماس في الخارج أصبحت بدورها هدفًا بعد أن تم اغتيال معظم قادة الحركة العسكريين داخل غزة منذ 7 أكتوبر.

التقرير أشار إلى أن التخطيط لاستهداف قيادة حماس الخارجية استمر على مدى أشهر، عقب سلسلة اغتيالات في دول مختلفة بالمنطقة. ففي يوليو الماضي اغتيل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بانفجار في بيت ضيافة تابع للحرس الثوري بطهران، كما تعرضت اجتماعات لقيادات من حزب الله والحوثيين لهجمات مشابهة. غير أن العملية في قطر كانت أكثر تعقيدًا بسبب موقعها الجيوسياسي، إذ تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط وتؤدي دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، ما جعل الدوحة محطة مركزية لقيادات الحركة إلى جانب القاهرة وأنقرة.

ووفق التقرير، كان من المقرر أن تبحث قيادات حماس في الدوحة المقترح الأميركي الأخير الذي ينص على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياء وأموات، دفعة واحدة. في إسرائيل، عقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتماعًا أمنيًا موسعًا وأعطى الضوء الأخضر للهجوم، الذي نُفذ عبر أكثر من عشرة مقاتلات محملة بصواريخ بعيدة المدى، بهدف اغتيال أكبر عدد ممكن من قيادات الحركة.

قدرات التسليح المتطورة للطائرات سمحت بإطلاق الصواريخ من خارج الأجواء السعودية والإماراتية، وهما الدولتان اللتان سارعتا إلى إدانة العملية بشدة خوفًا من تداعياتها على استقرار الخليج. وبحسب مصادر أميركية، أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي نظراءه الأميركيين قبل دقائق فقط من الضربة، من دون أن يحدد موقع الهدف، ما جعل قيادة الجيش الأميركي تستنتج بنفسها أن الدوحة هي المقصودة بعدما رصدت إطلاق الصواريخ.

في واشنطن، أُبلغ الرئيس دونالد ترامب بالعملية أثناء وجود قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر في طريقه إلى القاهرة. ترامب أوعز لمبعوثه الخاص ستيف فيتكوف بإبلاغ قطر، لكن المعلومات وصلت إلى الدوحة بعد وقوع الانفجارات التي دوّت في العاصمة.

وخلافًا لعمليات سابقة خارج الحدود، سارعت إسرائيل هذه المرة إلى تبني المسؤولية، في رسالة واضحة مفادها أن “قواعد اللعبة تغيّرت” وأن قادة حماس “لن يجدوا ملاذًا آمنًا بعد اليوم”. وصرّح نتنياهو خلال احتفال أقامته السفارة الأميركية في القدس قائلاً: “انتهى زمن الحصانة لرؤوس الإرهاب أينما كانوا”.

لكن أجواء البيت الأبيض بدت أقل حماسة. فقد أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالًا بترامب أدان فيه العملية، بينما صرّح الأخير أنه تحدث مع نتنياهو وأكد له أن العملية “لا تخدم مصالح إسرائيل ولا الولايات المتحدة”. وأضاف ترامب أن القضاء على حماس “هدف مشروع”، لكنه شدد على أن “المكان الذي جرت فيه الضربة مقلق للغاية”، بل وأبلغ القطريين بأنها “لن تتكرر”. وفي تصريحات لاحقة، عبّر عن امتعاضه قائلاً إنه لم يتم إخطاره مسبقًا، مؤكدًا أنه “غير راضٍ عن أي جانب من جوانب العملية”.