الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال إيال زامير، قدّم يوم الجمعة الماضي إحاطة سرّية أمام لجنة فرعية لشؤون الاستخبارات في الكنيست، وذلك قبل ساعات قليلة من بدء التوسّع البري في مدينة غزة.
ووفقًا لمصادر اطّلعت على مضمون الجلسة، أقرّ زامير بوجود حالة من الغموض حول “اليوم التالي” بعد السيطرة على غزة، مشيرًا بالقول: “رئيس الحكومة لا يوضح لنا ما هي الخطوة المقبلة، ولا نعرف على أي سيناريو يجب أن نستعد. إذا كان المطلوب حكم عسكري فليعلنوا ذلك صراحة”.
كما وجّه زامير انتقادًا شديدًا إلى خطة المراكز اللوجستية التي أقامتها الولايات المتحدة في غزة عبر “صندوق المساعدات الإنسانية” (GHF)، ووصفها بأنها “فشل ذريع”، متسائلًا: “لماذا يوسّعون عدد المراكز إلى 12، بينما التجربة السابقة بأربعة مراكز فقط كانت فاشلة؟”.
الصحيفة أوضحت أنّ زامير جدّد في هذه الجلسة التحذيرات التي سبق أن أطلقها في اجتماع الكابينت قبل أسبوعين، محذّرًا من مخاطر الخطة التي اختارتها القيادة السياسية بدلًا من الخطة التي قدّمها بنفسه.
وبيّن زامير أنّ أبرز المخاطر تتمثّل في تعريض الجنود للخطر، واحتمال تهديد حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة، إضافة إلى ضعف الشرعية الدولية، وصعوبات إجلاء السكان. ومع ذلك، شدّد زمير على أنّ الجيش ينفّذ أوامر القيادة السياسية رغم الخلافات.
وأضافت الصحيفة أنّ زامير حذّر الوزراء بأنّ غياب قرار سياسي بديل سيقود في نهاية المطاف إلى فرض حكم عسكري أمر واقع في غزة، إذ سيجد الجيش نفسه مسؤولًا عن مناطق واسعة يسيطر عليها. وهو سيناريو لا يرغب فيه لا هو ولا المؤسسة العسكرية.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقد مساء أمس اجتماعًا لمناقشة سبل تفادي المساس بالأسرى في غزة، بينما دعت عائلاتهم فريق المفاوضات والجيش إلى “منع المجازر بحق الأسرى الأحياء أو فقدانهم قتلى”، متهمة نتنياهو بأنه يغامر بحياتهم من أجل اعتبارات سياسية داخلية.