متابعة الحدث
أفادت شبكة CNN، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن جيش الاحتلال بدأ عملية برية واسعة داخل مدينة غزة، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا جديدًا للحرب، رغم الإدانات الدولية الواسعة والتحذيرات الصادرة عن عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا لدى حركة حماس.
وخلال الأيام الماضية، كثف جيش الاحتلال قصفه على المدينة، مستهدفًا أحياء سكنية كاملة، ما أدى إلى تدمير مبانٍ مدنية، واستشهاد مئات الفلسطينيين، وتشريد عشرات الآلاف.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 20 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا على قيد الحياة داخل القطاع، بعضهم يُعتقد أنهم موجودون في غزة المدينة، فيما أكدت حركة حماس أن أي هجوم بري يهدد حياتهم بشكل مباشر.
بحسب تصريحات لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق هرتسي هليفي، فإن أكثر من 10% من سكان غزة استشهدوا أو أصيبوا منذ بداية الحرب، وهو رقم يتقاطع مع المعطيات التي تعلنها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
محللون عسكريون حذروا من أن التوغل البري يضع مصير الأسرى الإسرائيليين في خطر كبير، ويهدد أي إمكانية لتحقيق استقرار طويل الأمد في غزة. العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، سيدريك ليتون، قال في حديث مع CNN إنه سيكون “أشبه بالمعجزة” أن يخرج الأسرى أحياء من العملية، موضحًا أن نوعية القوة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي تقوم على “القوة الغاشمة” لا العمليات الدقيقة.
وأضاف ليتون أن قوات الاحتلال ستجد نفسها مضطرة لشق طريقها عبر الأنقاض، والتوغل في شبكة الأنفاق التي ما زالت حماس تديرها، ما يزيد من المخاطر على حياة الأسرى وعلى المدنيين الفلسطينيين المحاصرين.
وفي السياق، أشار موقع أكسيوس الأمريكي إلى أن كبار قادة الأذرع الأمنية والعسكرية في “إسرائيل”، بينهم رئيس الأركان، ورؤساء الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية، نصحوا نتنياهو بعدم المضي في العملية. محذرين من أنها قد: تعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة للخطر، تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال، تفشل في تحقيق هدفها المعلن بتفكيك حماس وتجبر “إسرائيل” على فرض حكم عسكري مباشر على مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.
وبحسب الموقع، الهجوم بدأ بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنتنياهو وعدد من وزرائه في القدس. وخلال زيارته، شارك روبيو في فعالية نظمتها جماعة استيطانية داخل نفق أسفل بلدة سلوان الفلسطينية القريبة من المسجد الأقصى.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، اعتبر روبيو أن مواجهة حماس تتطلب “الاستعداد لاحتمال غياب أي حل دبلوماسي”، مؤكدًا دعم إدارة ترامب الكامل للعملية البرية. ونقلت أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين أن روبيو أبلغ نتنياهو برغبة واشنطن في أن تُنفذ العملية بسرعة وتنتهي بأقرب وقت ممكن.
وفي الوقت نفسه، صرّح مسؤول أمريكي للموقع بأن الإدارة لن توقف “إسرائيل” عن اتخاذ قراراتها الميدانية: “هذه ليست حرب ترامب، بل حرب نتنياهو، وهو من سيتحمل نتائجها".