دمشق: تفاهم ثلاثي مع الأردن وأمريكا حول خارطة طريق لأزمة السويداء

الحدث العربي والدولي 

أصدرت وزارة الخارجية السورية، يوم الثلاثاء، بيانا رسميا أعلنت فيه التوصل إلى تفاهم ثلاثي بين سوريا والأردن والولايات المتحدة بشأن خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، وذلك عقب اجتماع ثلاثي عقد في دمشق، وضم وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك.

وأكد البيان أن الأطراف الثلاثة اتفقت على تنفيذ خطوات عاجلة ضمن إطار "الاحترام الكامل للسيادة السورية"، مشيرا إلى أن الحكومة السورية الانتقالية ستدعو لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا لإجراء تحقيق عاجل في أحداث السويداء الأخيرة، مع تعهدها بمحاسبة كل من تثبت إدانته بارتكاب انتهاكات، وذلك وفقا للقانون السوري.

وشددت دمشق على التزامها، بدعم من الأردن والولايات المتحدة، بتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة، والاستمرار في جهود إعادة الخدمات الأساسية. كما أشارت إلى أن عمان وواشنطن ستسهمان في حشد التمويل اللازم من المانحين الدوليين لدعم هذه الجهود.

وفي ما يخص الجانب الأمني، أعلنت الحكومة السورية الانتقالية نيتها نشر قوات شرطية مدربة تابعة لوزارة الداخلية على طريق السويداء-دمشق بهدف ضمان حرية حركة المواطنين والتجارة، على أن تتم هذه العملية بدعم تقني ولوجستي من الأردن والولايات المتحدة. كما ستقوم دمشق بسحب المقاتلين المدنيين من محيط المحافظة، واستبدالهم بقوات شرطية منضبطة على الحدود الإدارية، وذلك استنادا إلى ما تم التفاهم عليه في اتفاق عمان. وتعتزم الحكومة اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بعودة سكان القرى التي شهدت اقتتالا محليا إلى منازلهم.

وتوافقت الأطراف الثلاثة على دعم جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال إطلاق سراح المختطفين والمحتجزين وتسريع عمليات التبادل، في حين أكدت الحكومة السورية الانتقالية أنها ستقود جهودا وطنية لتعزيز وحدة البلاد، ومواجهة خطاب الكراهية، من خلال إجراءات تشريعية جديدة تجرّم هذا النوع من الخطاب، وتكرّس قيم التعددية والمساواة بين السوريين.

كما كشف البيان عن توجه لعقد اجتماعات مصالحة داخلية برعاية أردنية وبالتنسيق مع دمشق، ستشمل ممثلين عن مختلف مكونات السويداء، من الدروز والمسيحيين والسنة، إلى جانب وفد من ممثلي العشائر.

واتفق المجتمعون على العمل المشترك لوضع ترتيبات أمنية وإدارية قصيرة ومتوسطة الأمد في المحافظة، خلال الفترة الانتقالية، بما يضمن اندماج السويداء الكامل في مؤسسات الدولة. وضمن هذا السياق، ستُشكل قوة شرطية محلية تضم أبناء المحافظة من مختلف المكونات، وستكون تحت قيادة شخصية محلية تُعينها وزارة الداخلية السورية، على أن يتم تحديد تركيبتها من خلال التفاهمات الجارية.

كما شددت الخارجية السورية على أن التفاهم الثلاثي أكد ضرورة إنهاء أي تدخل خارجي في السويداء، والتأكيد على أن المحافظة "جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية". ولفت البيان إلى أن الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، ستعمل على التوصل إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال بشأن الجنوب السوري، تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل طرف، مع التأكيد على السيادة السورية، في حين سيدعم الأردن هذا المسار.

وفي ختام البيان، أعلنت الدول الثلاث عزمها إنشاء آلية مشتركة لمراقبة تنفيذ خارطة الطريق، تضمن احترام السيادة السورية وتتابع تطبيق جميع البنود المتفق عليها.