استطلاع للرأي: معظم اليهود الأمريكيين ضد استمرار الحرب على غزة

الحدث الإسرائيلي

أظهر استطلاع جديد أجرته جامعة كاليفورنيا بيركلي بالتعاون مع جامعة روتشستر انقسامًا واضحًا داخل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث لم يعبّر سوى 31% من المشاركين اليهود عن دعمهم للعملية العسكرية خلال العامين الماضيين، في حين أعلن 58% معارضتهم لها. وتبين أن هذا الاتجاه لا يقتصر على الإصلاحيين أو غير المنتمين دينيًا، بل يمتد أيضًا إلى الأرثوذكس والمحافظين، إذ أبدى 38% منهم تحفظًا على السياسات الإسرائيلية، ما يعكس صورة مجتمع يهودي منقسم يشعر بالارتباط بإسرائيل لكنه لا يمنح سياساتها العسكرية قبولًا تلقائيًا.

الاستطلاع الذي شمل 1,166 مشاركًا أظهر أن 72% من اليهود الأميركيين قلقون من تصاعد معاداة السامية في الحرم الجامعي، بينما قال 40% إنهم تعرضوا لها شخصيًا خلال العامين الأخيرين. ومع ذلك، أعرب نحو 60% عن رفضهم لقرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بحرمان جامعات كبرى مثل هارفارد وكولومبيا وUCLA من التمويل الفدرالي بدعوى التقصير في مواجهة معاداة السامية. ورأى ثلاثة أرباع المستطلعين أن هذه الإجراءات كانت ذات طابع سياسي عقابي أكثر من كونها تطبيقًا فعليًا للقانون، فيما حذر خبراء من أنها تمثل اعتداءً على حرية التعبير والحريات الأكاديمية. وأوضح البروفيسور جيمس دروكمان من جامعة روتشستر، أحد القائمين على الاستطلاع، أن المجتمع اليهودي بات أكثر انتقادًا لاستخدام تهمة معاداة السامية كذريعة لتمرير خطوات سياسية.

في سياق متصل، أثار السيناتور الأميركي اليهودي برني ساندرز جدلًا واسعًا بعدما أعلن أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ليصبح أول عضو في مجلس الشيوخ يستخدم هذا التوصيف. ساندرز استند إلى إحصاءات الأمم المتحدة التي تشير إلى مقتل نحو 65 ألف فلسطيني وإصابة 164 ألفًا خلال العامين الماضيين، بينهم ما لا يقل عن 83% من المدنيين. ودعا إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وفرض وقف فوري لإطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع. كما ربط المصطلح بجذوره التاريخية في الهولوكوست محذرًا من أن غياب المحاسبة سيفتح الباب أمام ديماغوجيين آخرين لتكرار الفعل ذاته.

مواقف ساندرز تلاقت مع دعمِه للسياسي التقدمي زهران مَمداني المرشح لرئاسة بلدية نيويورك، إذ أظهر استطلاع جديد لمعهد Marist أن ممداني، المعروف بخطابه المناهض لسياسات إسرائيل، يتقدم بـ 45% من نوايا التصويت، متفوقًا على منافسه الأقرب أندرو كومو بـ 21 نقطة. ورغم مواقفه الصدامية تجاه إسرائيل، يحافظ ممداني على نسبة معتبرة من أصوات اليهود في المدينة (35%)، ما يعكس تحولات أعمق في المزاج السياسي لدى الأجيال الشابة. وفي استطلاع منفصل لصحيفة نيويورك تايمز، صرّح نحو نصف المشاركين بأن ممداني يقدم الرؤية الأكثر إقناعًا لحل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، فيما أيد ثلثا الناخبين الشباب دون سن التاسعة والعشرين موقفه الداعي إلى إنهاء الحرب.