الحدث العربي والدولي
في الأيام الأخيرة كثّف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطها للإطاحة برئيس فنزويلا نيكولاس مادورو. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمريكية أن البيت الأبيض أطلق حملة واسعة تستند إلى تصعيد عسكري، يقودها وزير الخارجية ماركو روبيو.
روبيو وصف مادورو بأنه "زعيم غير شرعي” يقود شبكة إجرامية منظمة مسؤولة عن تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة ويشكّل “تهديدًا مباشرًا". وقد نفذ الجيش الأمريكي مؤخرًا هجمات دامية ضد قوارب مدنية يُشتبه بأنها تنقل مخدرات لحساب عصابات فنزويلية. وبالتوازي، تبني واشنطن استراتيجية أكثر هجومية بالاعتماد على معلومات استخباراتية من وكالة الـCIA، ونشرت أكثر من 6,500 جندي أمريكي في منطقة البحر الكاريبي.
تقارير أمريكية تحدثت أيضًا عن تحضير لمرحلة جديدة تتضمن عمليات عسكرية داخل فنزويلا نفسها ضد شبكات الجريمة المرتبطة بالتهريب، بهدف مضاعفة الضغط على مادورو. ويستند روبيو في حججه إلى لائحة اتهام صادرة عن وزارة العدل عام 2020 تتهم مادورو ومساعديه بتهريب المخدرات، واصفًا إياه بأنه “مجرم فارّ” و"رأس تنظيم إرهابي وإجرامي أخذ دولة كاملة رهينة".
في موازاة ذلك، أقرت شخصيات بارزة من المعارضة الفنزويلية بأنها تستعد لمرحلة ما بعد مادورو، مؤكدة وجود تنسيق مع إدارة ترامب لنقل السلطة إلى إدمنودو غونزاليس، المرشح الذي خاض الانتخابات الأخيرة ضد مادورو. مراقبون مستقلون أكدوا أن الانتخابات شابها تزوير وأن غونزاليس – الذي لجأ إلى إسبانيا – كان الفائز الشرعي.
لكن البيت الأبيض شدد علنًا على أن الحملة تقتصر على مكافحة كارتلات المخدرات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت: "مادورو ليس الزعيم الشرعي لفنزويلا، إنه مجرم فارّ يقوّض استقرار المنطقة ويسمم المواطنين الأمريكيين. نحن نستهدف كارتلات المخدرات فقط، وأي ادعاء آخر محض افتراء".
خلف الكواليس، يشهد البيت الأبيض خلافات داخلية. فبينما يطالب روبيو وتياره بزيادة الضغط العسكري، يحذر مبعوث ترامب إلى فنزويلا، ريتشارد غرينيل، من أن إسقاط مادورو بالقوة قد يورط الولايات المتحدة في حرب طويلة ومكلفة، على عكس وعود ترامب بعدم الانخراط في صراعات جديدة. واعتبر غرينيل أن الحل الدبلوماسي والتفاوض هو الطريق الأمثل.
من جانبها، ردّت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، بالقول إن بلادها ليست مصدرًا رئيسيًا للمخدرات، متهمة واشنطن بالسعي إلى "تغيير النظام". وأكدت أن فنزويلا منفتحة على الحوار وتنظيم العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، لكن استقالة مادورو “ليست مطروحة للنقاش"
أما ترامب، فقد استغل خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليؤكد نية بلاده المضي في المواجهة: "بدأنا باستخدام قوة الجيش الأمريكي لتدمير شبكات الإرهاب والمخدرات التابعة لمادورو… سنمحوكم من الوجود".