الخميس  02 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

النازيون الجدد: الاحتلال يعيد إنتاج السلوك النازي بغزة

2025-10-02 02:19:09 PM
النازيون الجدد: الاحتلال يعيد إنتاج السلوك النازي بغزة
من المظاهرات التضامنية

الحدث المحلي

خلال حرب غزة تصاعدت عبارات تربط سلوك الاحتلال بممارسات النازيين أو "النازية الجديدة" في خطاب قادة وسياسيين ومؤسسات إعلامية ونشطاء حول العالم. الباعث الأبرز على هذه المقارنة كان اتّهام الاحتلال باستخدام خطاب تجريدي وتحريض جماعي، وفرض حصار وتجويع ومعاقبة جماعية، إلى جانب تصريحات لمسؤولين وُصفت بأنها تدعو للإبادة أو التطهير.

على المستوى الدولي، كان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من أوائل من قدّموا تشبيهاً مباشراً، إذ قارن ما يجري في غزة بالنازية وانتقد بشدة خطاب الاحتلال؛ الأمر الذي أثار سجالاً دبلوماسياً مع واشنطن وتل أبيب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتواصل الجدل حتى سبتمبر/أيلول 2025 بعد مواقفه في نيويورك.

إقليمياً، كرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقارنة بين نتنياهو والنازية أكثر من مرة؛ فقال أواخر 2023 إن نتنياهو "لا يختلف عن هتلر"، ثم صعّد في مايو/أيار 2024 بالقول إن "أساليب نتنياهو الإبادية تجعل هتلر يغار"، في سياق تنديده بقصف غزة. 

في المشهد الإعلامي والحقوقي، برزت تحليلات تنتقد "خطاب نزع الإنسانية" بوصفه يمهّد لجرائم حرب، منها حديث أستاذ القانون "الإسرائيلي" نِفي غوردون عن أن وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات" يهدف إلى شرعنة الاستهداف واسع النطاق. 

يستند كثير من مطلقي التشبيه إلى مفردات وتحريضات وردت على ألسنة مسؤولين بارزين في حكومة الاحتلال، تضمنت تهديدات صريحة وتجريدًا من الإنسانية ودعوات للعقاب الجماعي:

"نقاتل حيوانات بشرية" و"حصار كامل": أعلن وزير الاحتلال السابق يوآف غالانت:

"أمرت بحصار كامل على غزة. لا كهرباء، لا طعام، لا وقود، كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية وسنتصرف وفق ذلك."
وُصفت هذه العبارات بأنها ذروة في التجريد من الإنسانية والتجويع كسلاح حرب. 

التلويح بـ"الخيار النووي": صرّح وزير التراث في حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو (نوفمبر/تشرين الثاني 2023) قائلاً:

"القنبلة النووية هي أحد الخيارات ضد غزة."
وأثارت هذه العبارة ردود فعل داخلية وخارجية، فوبّخ نتنياهو إلياهو وأُعلن تعليق مشاركته في اجتماعات الحكومة، لكن التصريح اعتُبر مؤشراً على تطبيع خطاب الإبادة في هوامش السلطة. 

إحالة نتنياهو إلى "عمليق": في خطاب موجَّه للجيش بتاريخ 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهد بنيامين نتنياهو بالآية:

"اذكروا ما فعله لكم عمليق…"
وقد اعتُبرت هذه الإحالة الدينية ذات حمولة تاريخية تُستخدم أحياناً في أدبيات الإبادة، واستُشهد بها في نقاشات قانونية دولية لبحث نوايا التدمير. 

وتصريحات استئصالية وانتقامية  أظهرت دعوات على لسان بعض المسؤولين وأعضاء الكنيست إلى "مسح" أو "محو" مناطق فلسطينية بالكامل، وهي عبارات تُستحضر عادةً في الاتهامات بوجود "خطاب نازي جديد" داخل خطاب الاحتلال.

"غزة ستُدمَّر بالكامل": نقلت وسائل دولية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "غزة ستُدمَّر كلياً" مع التلويح بترحيل السكان. أثارت العبارة انتقادات واسعة واعتُبرت مؤشراً على التوجه نحو خطاب استئصالي.

"يجب محو حوارة": دعا مسؤول إسرائيلي في أعقاب أحداث عنف إلى "محو" بلدة حوارة الفلسطينية قائلاً:

"أعتقد أن حوارة يجب أن تُمحى. وأعتقد أن دولة إسرائيل هي من يجب أن تقوم بذلك."
هذا التصريح وُصف بأنه تحريض صريح على العنف وجزء من خطاب إقصائي واستئصالي. 

المقارنة بإطار "النازيين الجدد" ظهرت دولياً وإقليمياً بوصف نقدي حادّ لسلوك الاحتلال في غزة، واستندت إلى رصد لعبارات تجريدية وتحريضية وتهديدات قصوى صدرت عن مسؤوليه. ورغم أن جدل "القياس على النازية" يثير اعتراضات أخلاقية وتاريخية لدى أطراف واسعة، فإنّه أصبح جزءاً ثابتاً من السجال الإعلامي والسياسي حول الحرب، مدفوعاً بخطاب رسمي يُوصَف بأنه يُطَبّع التجويع والعقاب الجماعي والتحريض الديني–القومي.