الأحد  12 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الجهاد الإسلامي تحيي انطلاقتها الـ38 وتستذكر مؤسسها الشقاقي

2025-10-06 11:49:00 AM
الجهاد الإسلامي تحيي انطلاقتها الـ38 وتستذكر مؤسسها الشقاقي
أرشيفية

الحدث المحلي

أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الاثنين الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقتها، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لمعركة طوفان الأقصى. وفي بيان رسمي صادر عن مكتبها الإعلامي، أكدت الحركة ثباتها على طريق المقاومة والجهاد حتى نيل الحقوق الوطنية كاملة، مشددة على أن التنسيق قائم مع مختلف قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.

البيان وصف المرحلة الراهنة بأنها الأخطر، حيث يتواصل منذ عامين عدوان شامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصل إلى مستوى "حرب إبادة" طالت البشر والحجر وكل مناحي الحياة. وأشار إلى أن الاحتلال، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر استمرار المجازر في غزة، وعمليات اقتحام مدن وبلدات الضفة الغربية، وهدم المخيمات وتهجير أهلها، إلى جانب تكثيف محاولات تهويد القدس والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة. كما نددت الحركة بحملات التضييق والملاحقة ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل، وبالمساعي لشطب قضية اللاجئين.

وأكدت الحركة أن صمود الشعب الفلسطيني وإيمانه العميق بحقوقه أفشل جميع محاولات التهجير من قطاع غزة، وأن هذا الصمود يجب أن يُحصّن بإجماع وطني فلسطيني يمنح الشعب الحق في إدارة شؤونه بعيدًا عن التدخلات الخارجية. كما شددت على أنها لن تدخر جهدًا من أجل التوصل إلى وقف دائم للعدوان، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ورفع الحصار، وتبادل مشرّف للأسرى، إلى جانب إطلاق عملية إعادة إعمار شاملة.

وفي الوقت نفسه، جدّدت الحركة رفضها لكل محاولات الاحتلال لتفتيت الضفة الغربية أو ضمها أو تحويلها إلى كانتونات عشائرية وقبلية، مؤكدة على حق الشعب في الاستمرار بالمقاومة بكافة أشكالها، وفي مقدمتها الكفاح المسلح. كما تمسكت بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ورفض أي محاولة لتصفية وكالة الأونروا.

البيان وجّه تحية تقدير إلى كل من يساند الشعب الفلسطيني في معركته، ولا سيما المقاومة في لبنان واليمن، وأحرار العالم الذين دعموا القضية الفلسطينية ووقفوا في وجه الجرائم الأمريكية – الإسرائيلية، مع الإشادة بأبطال أساطيل الحرية الذين سعوا لكسر الحصار عن غزة. كما حيّت الحركة الشهداء من أبناء الشعب كافة، وفي مقدمتهم مؤسسو الحركة الدكتور فتحي الشقاقي والدكتور رمضان شلح، وأرواح القادة الشهداء الذين قضوا دفاعًا عن الشعب ومقاومته، إلى جانب الأسرى والجرحى والمنكوبين.

أرشيقية

وفي ختام بيانها، شددت الحركة على أن المقاومة الفلسطينية ستبقى خط الدفاع الأول عن القضية وعن الأمة العربية والإسلامية، مؤكدة أنها ماضية في دربها حتى تحقيق النصر أو نيل الشهادة، رافعة شعارها: "وإنه لجهاد… نصر أو استشهاد".

مواقف الفصائل الفلسطينية الأخرى

بمناسبة ذكرى الانطلاقة، أصدرت عدة فصائل فلسطينية بيانات تهنئة وتأييد لحركة الجهاد الإسلامي. فقد عبّرت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن تهانيها للأخوة في الجهاد الإسلامي، مؤكدة أن انطلاقتها شكّلت "إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية وإسهامًا بارزًا في تعزيز المقاومة الشاملة وصولًا إلى التحرير والعودة". وأشادت الحركة بمسيرة قادة الجهاد الشهداء، وعلى رأسهم المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي والدكتور رمضان شلح، وأكدت اعتزازها بالعلاقة التي تجمع سرايا القدس وكتائب القسام وسائر أذرع المقاومة في مواجهة الاحتلال، مع التشديد على استمرار وحدة الموقف والتنسيق المشترك مع الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل.

أما لجان المقاومة في فلسطين فقد قدّمت التهنئة للجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس بمناسبة الانطلاقة الثامنة والثلاثين، مؤكدة أنها ستواصل مع كل القوى والفصائل العمل الدؤوب والجاد من أجل توحيد المواقف والأهداف، وترسيخ الوحدة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني، بما يحقق المصلحة العليا للقضية.

الرسالة المشتركة للفصائل في ذكرى الانطلاقة

تظهر بيانات حركة الجهاد الإسلامي، وحماس، ولجان المقاومة، وحدةً في الخطاب تؤكد جميعها على مركزية خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال، وعلى ضرورة تعزيز التنسيق الميداني والسياسي لمجابهة العدوان المستمر منذ عامين على قطاع غزة والضفة الغربية. وفي الوقت الذي يصف فيه الجهاد الإسلامي المرحلة الراهنة بأنها حرب إبادة شاملة، تشدد الفصائل مجتمعة على أن وحدة الصف هي الكفيلة بإفشال مشاريع الاحتلال ومحاولاته لتهويد القدس وتفتيت الضفة وشطب قضية اللاجئين.

هذا التوافق، كما يرى مراقبون، يعكس إدراكًا جماعيًا بين الفصائل بأن المعركة الحالية ليست معركة تنظيم بعينه، بل معركة وجود لشعب بأكمله، وأن صمود الفلسطينيين ومقاومتهم يشكلان خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية وعن مستقبل الأمة العربية والإسلامية.

أرشيفية