الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا لا تثمر المفاوضات مع إسرائيل؟ / بقلم" سامي سرحان

2015-07-14 12:25:23 PM
 لماذا لا تثمر المفاوضات مع إسرائيل؟ / بقلم
صورة ارشيفية
 
المفاوضات السياسية وبفضل الجهود الدولية ودأب القائمين عليها ونيتهم في الوصول إلى نتيجة، أدت إلى تذليل كل العقبات التي حالت منذ عدة أعوام دون توقيع الاتفاق النووي مع إيران رغم كل الضغوط التي مارستها اسرائيل ولوبياتها على الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي حتى اللحظة الأخيرة.
 
وسابقاً، توصل البيض والسود في جنوب افريقيا وروديسيا (زمبابوي) إلى تسويات تاريخية، وتعيش مكونات هاتين الدولتين جنبا إلى جنب في ظل نظام ديمقراطي لا نسمع فيه عن اضطهاد عرق لعرق أو لون للون وباتت جنوب افريقيا وزمبابوي (روديسيا سابقا) دولتين عصريتين تنعمان بالاستقرار وتؤمنان الرفاه لمواطنيها.
 
فلماذا لا تثمر المفاوضات في الصراع العربي-الاسرائيلي وبالتحديد الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي الممتد لأكثر من سبعين سنة الوصول إلى حل منصف ومتفق عليه للصراع؟
 
كثيرون سيقولون ان الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي هو صراع وجود بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين لا حل له فإما نحن وإما هم على أرض فلسطين، ويزيد آخرون بأنه صراع ديني بين المسلمين واليهود إلى يوم القيامة.
 
وآخرون يقولون إن موازين القوى لا تساعد على التوصل إلى حل منصف، وهي تميل بشكل مطلق إلى جانب اسرائيل التي لن تتنازل عن حقوق اكتسبتها بالقوة ووقائع فرضتها على الارض وهي بصدد تعزيز هذه المواقع بالمزيد من الاستيطان ومصادرة الارض والتضييق على المواطن الفلسطيني في كل مناحي حياته.
 
إن إسرائيل في احتلالها لفلسطين وفي ممارساتها ضد شعب فلسطين تقتفي أثر الولايات المتحدة عندما قضى البيض الاوروبيون النازحون إلى الأرض الجديدة على هوية السكان الأصليين لصالح ما يسمى اليوم الولايات الامريكية، وحاصرتهم في بعض المساحات تماما كما تفعل اسرائيل اليوم مع عرب الداخل الفلسطيني وفي الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تقتفي اسرائيل أثر استراليا وكندا اللتان قامتا على أنقاض الشعوب الاصلية لهاتين الدولتين. ولا عجب إن رأينا أن هذه الدول الثلاث الولايات المتحدة وكندا واستراليا من أكثر الدول في العالم دعما للكيان الإسرائيلي العنصري في فلسطين.
 
لم يعد الوضع العربي ضاغطا ولا مساعدا في مؤازرة شعب فلسطين لانتزاع حقوقه الوطنية المشروعة التي تقلصت إلى إقامة دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا ومنصفا وفق القرار الأممي رقم 194.
 
فمصر الدولة العربية المركزية تعاني من أوضاع أمنية داخلية تحول دون قيامها بدورها التاريخي المعهود. والعراق بوابة الأمة العربية الشرقية تعاني هي الأخرى من حرب طائفية وتدخلات خارجية تهدد وحدتها الجغرافية وهويتها العربية وتضعف جيشها ونسيجها الاجتماعي. وسوريا الفاقدة لأرض الجولان منذ عام 1967 تعاني من حرب داخلية دمرت البلاد والعباد جعلت إسرائيل تفكر باعتراف العالم بضمها للجولان نهائيا. واليمن دخل نفقا مظلما وحربا مذهبية وتدخلات خارجية قضت على الأخضر واليابس وذهبت باليمن السعيد إلى الجحيم وقس على ذلك تونس وليبيا ولبنان حتى نحن كفلسطينيين نتقاتل على جزء الكعكة المتبقي من فلسطين ونعاني انقساما بغيضا لم تنفع عشرات جولات الحوار في الوصول إلى اتفاق او حل له، وبات ذريعة اضافية لإسرائيل تستخدمها لإنكار حق الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال.
 
والعالم اليوم منشغل عن فلسطين بمكافحة الارهاب ومشكلات ديون اليونان واوكرانيا فلماذا والحال هذه فلسطينيا وعربيا ودوليا تفكر اسرائيل في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للوصول إلى تسوية تاريخية تعيد للفلسطينيين بعض ما سلبته منهم على مدار 67 عاما مقابل اعتراف عملي وواقعي بوجودها وحقها في الامن والسلام يعرضه العرب الفلسطينيون والعالم عليها؟
 
لا بد إذن من الصمود والصمود والثبات على الارض حتى لا تتكرر مأساة الهنود الحمر وسكان استراليا الاصليين علينا هنا في فلسطين. وغير ذلك يظل في علم الغيب، وما ذلك على الله بعزيز.