الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أقر وأعترف، هؤلاء اليهود، مسلمون / بقلم: أحمد زكارنة

2015-07-14 12:32:10 PM
 أقر وأعترف، هؤلاء اليهود، مسلمون / بقلم: أحمد زكارنة
صورة ارشيفية
السؤال هنا، هل في العنوان شبه تخط للحدود؟ الحق أني لا أدري تماماً، ولكني حينما أتابع بكل شغف ممكن الكاتبة اليهودية الأمريكية "ليزلي هازلتون" وهي تناقش في كتابها عن النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، «المسلم الأول.. قصة محمد»، لتكتب سيرة سيدنا محمد "ص" بكل جمال وحب، حتما تصبح الإجابة الأصوب، أن ليس في الأمر أي تخط من أي نوع. وعندما أتابع بشغف أكبر إحدى الشركات اليهودية المسيحية لصناعة الأفلام، وهي تنتج فيلماً بعنوان "الحقيقة سوف تسود" اسم رسول الإسلام مذكور في الإنجيل.. فحتماً تكون الإجابة على السؤال الأساس، أن الأمر لا يحتمل أي شبة تخط من أي نوع.
 
 
في المقابل حينما نتجرع جميعاً في بلادنا والمحيط ما يدور من احتراب وسفك للدماء باسم أوصياء الدين الأصوليين المتغطرسين، يكون التخطي، بل والتعدي إن أمكن، فرض واجب على كل مؤمن غير متشدد، ما زال يرى في الحياة ولو بصيص أمل في نهاية النفق دون غبطة أو نشوة.
 
 
ومع ذلك، تقول الكاتبة هازلتون: "بعض الحدود أكبر من غيرها، منوهة في السياق، أن الأصوليين المتغطرسين من كافة الأديان، إنما عثروا على المضاد الأمثل للفكر، والملجأ الأمثل للمطلب الأصعب للإيمان الحقيقي، أنهم دائما القائمون على الحق، وهذا هو الهراء بعينه، فيما نحن الأغلبية الصامتة". تؤكد "هازلتون": "بدلاً من أن ندخل في تحد واع، تنازلنا عن الساحة العامة لصالح الأصوليين القلة.. سمحنا لليهودية أن يُستولى عليها، من قبل العنفيين من اليهود المستوطنين في الضفة الغربية.. النصرانية من متخوفي المثلية المنافقين.. وكارهي النساء من المتعصبين.. الإسلام من قبل "الانتحاريين".. وسمحنا لأنفسنا أن نعمى عن حقيقة أنهم، وبغض النظر عن ادعائهم أنهم نصارى أو يهود أو مسلمين، مليشيات أصولية لا تنتمي لأي مما سبق، وأن لهم ثقافة قائمة بذاتها، وبأنهم أخوة في الدم".
 
 
هنا أقول حينما نقرأ ونسمع ونتابع ذلك كله وغيره، ونلوذ بالصمت في تراجع واستسلام معيبين، إنما لا نشارك في حالة من حالات الإجرام وحسب، بل في مهزلة فاحشة.. حينما نتابع ذلك ونحن أصحاب الشأن، الأبعد ما نكون عن نصرة هذا الشأن الذي جاء فيه في كتابه العظيم بعد، بسم الله الرحمن الرحيم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". عندما نتابع ذلك كله ونصمت، إنما نشارك في جريمة وجب علينا بعدها الإقرار والاعتراف بكل التهم المنسوبة إلينا، لنؤكد أننا الغائبون المغيبون عن سبق إصرار وترصد، وأن هؤلاء اليهود والنصارى، مسلمون.