الحدث العربي والدولي
أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة ألقاها أمس الخميس، بمناسبة الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العامين الماضيين هو "الأكثر دموية وإجراما وطغيانا في هذا العصر"، مشيرا إلى أن "العدو الإسرائيلي في حالة عدوان مستمر منذ بداية احتلاله لفلسطين وحتى اليوم".
وقال الحوثي إن ما جرى خلال عامين في غزة هو "إبادة جماعية باستخدام القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة"، مستهدفا المدنيين بشكل عام، وأن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية تُعد "جرائم بالإجماع البشري، ووفق الاعتبارات الشرعية والقانونية".
وفي سياق كلمته، وصف السيد الحوثي عملية طوفان الأقص" بأنها "مهمة وعظيمة ومباركة، ومحطة فارقة ونقلة كبيرة في جهاد الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن هذه العملية جاءت في سياق 75 عاما من الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وضمن مسار أمريكي إسرائيلي كان يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن "الوجود الإسرائيلي بأكمله في فلسطين يمثل عدوانا واحتلالا واضطهادا واغتصابا للحقوق"، مضيفا أن من أهداف العدو منذ البداية "حسم السيطرة الكاملة على فلسطين، ثم الانتقال إلى مشروع (إسرائيل الكبرى)".
وأوضح أن المشروع الصهيوني يسعى للسيطرة على المنطقة، ومصادرة كرامة الشعوب وحقوقها واستقلالها، وتحويل ثروات وموقع المنطقة الجغرافي لمصلحة العدو الإسرائيلي والأمريكي، مشيرا إلى أن هذا المشروع له أهداف بعيدة عالمية، لكنه يستخدم المنطقة كمرتكز للوصول إليها.
واتهم الحوثي أطرافا عربية بالمشاركة في مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال "صفقة القرن" والتطبيع، معتبرا أن "الاتفاقيات التي سُميت بالسلام هي في حقيقتها استسلام وخضوع، وتتضمن التزامات من طرف واحد، هي الأنظمة العربية"، وأبرز هذه الالتزامات، القبول بتصفية القضية الفلسطينية والتفريط بها.
وحذر من أن مشروع التطبيع لم يكن مجرد "خيانة"، بل "علاقة شاملة مع العدو الإسرائيلي"، تهدف إلى تمكينه من السيطرة الشاملة على المنطقة.
وفيما يتعلق بجبهات الإسناد، أكد الحوثي أن "محور الجهاد والقدس والمقاومة تميز بموقفه الصادق والثابت في دعم الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى فتح جبهات إسناد متعددة".
وذكر أن جبهة الإسناد اللبنانية قدمت أكبر التضحيات ودخلت في أشد المعارك مع العدو الإسرائيلي، وكانت في طليعة العطاء والاشتباك، مما ألحق بالعدو خسائر كبيرة، ولم يقدم أحد مستوى الإسناد الذي قدمته هذه الجبهة.
كما أشار إلى وجود دعم وإسناد من جبهات العراق، بالإضافة إلى الدعم المستمر من الجمهورية الإسلامية في إيران التي خاضت جولات مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي، حيث تميزت عمليات "الوعد الصادق" بقصف صاروخي غير مسبوق في تاريخ الصراع، وصلت إلى حرب مفتوحة استمرت 12 يوما.
وفيما يتعلق بجبهة الإسناد اليمنية، كشف الحوثي أن العمليات التي نفذتها اليمن دعما لغزة بلغت خلال عامين 1,835 عملية، شملت إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيّرة وزوارق حربية.
كما أشار إلى زخم شعبي كبير داخل اليمن في دعم القضية الفلسطينية، تضمن تنظيم 49,354 مسيرة ومظاهرة، و94,478 فعالية، و549,769 ندوة، و81,878 أمسية، إضافة إلى مشاركة مئات الآلاف في دورات التعبئة والعروض العسكرية.
وأكد الحوثي أن اليمن سيبقى في "حالة انتباه ورصد دائم"، مع الاستمرار في تطوير القدرات العسكرية تحسبا لأي مستجدات، معتبرا أن الحرب لم تنته، وأن الجولة الجارية هي واحدة من صراع مستمر، يتطلب مواصلة الجهوزية والدعم.
واعتبر أن الاتفاق الموقع بشأن غزة مؤخرا "لا يعني نهاية المعركة"، لكنه يعكس "فشل العدو الإسرائيلي والداعم الأمريكي"، لافتا إلى أن الموقف من الاتفاقات يرتبط بتنفيذها الفعلي، خصوصا "وقف الإبادة الجماعية والالتزام بوقف إطلاق النار".
وفي ختام كلمته، دعا الحوثي الشعب اليمني إلى "خروج مليوني واسع" في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، دعما للشعب الفلسطيني في الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، وتتويجا لعامين من التعبئة العامة والنفير الشعبي.