السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التطهيرالعرقي في فلسطين – د. إيـــلان بابــــه

دردشة في كتاب

2015-07-14 01:36:55 PM
التطهيرالعرقي في فلسطين – د. إيـــلان بابــــه
صورة ارشيفية
قراءة: نبهان خريشة 
 
يكشف هذا الكتاب كيف جرت عمليات التطهير العرقي في فلسطين سنة 1948، وكيف كان التطهير العرقي جزءاً جوهرياً من استراتيجية الحركة الصهيونية. وينقض مؤلف الكتاب المؤرخ الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا سابقاً "ايلان بابه" الرواية الإسرائيلية عن حرب 1948 ليؤكد أن طرد الفلسطينيين لم يكن مجرد هروب جماعي وطوعي للسكان، بل خطة مفصلة جرى وضع اللمسات النهائية عليها في اجتماع عقده دافيد بن- غوريون في تل أبيب يوم 10/3/1948 بحضور عشرة من القادة الصهيونيين، وتضمنت أوامر صريحة لوحدات الهاغاناة باستخدام شتى الأساليب لتنفيذ هذه الخطة ومنها: إثارة الرعب، وقصف القرى والمراكز السكنية، وحرق المنازل، وهدم البيوت، وزرع الألغام في الأنقاض لمنع المطرودين من العودة إلى منازلهم. وقد استغرق تنفيذ تلك الخطة ستة أشهر. ومع اكتمال التنفيذ كان نحو 800 ألف فلسطيني قد أُرغموا على الهجرة إلى الدول المجاورة، ودمرت 531 قرية، وأخلي أحد عشر حياً مدنياً من سكانه. وهذه الخطة، يصفها "بـابـه"، بأنها تعتبر من وجهة نظر القانون الدولي "جريمة ضد الإنسانية".
 
ويقول "بابه" إن المضامين السياسية لما ارتكبته إسرائيل آنذاك تؤكد أنها وحدها المسؤولة عن خلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأنها وحدها تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تلك المشكلة دون غيرها، أما المدلول القانوني لذلك فيفيد أنه بعد هذه الفترة الطويلة فإن معظم الذين ارتكبوا أفعالاً يمكن أن توصف كجرائم ضد الإنسانية لم يقفوا إلى الآن أمام العدالة جراء ارتكابها، فيما تشير المدلولات الأخلاقية بالتأكيد إلى أن إسرائيل قد ولدت من رحم خطيئة التطهير العرقي للفلسطينيين، إلا أنها لا تزال تنكر هذه الخطيئة، ولا تزال النخب السياسية الإسرائيلية تتجاهل كافة تلك الدلائل، وبدلاً من ذلك فقد استنتجت من أحداث 1948 أنه بإمكان إسرائيل  طرد سكان البلاد الأصليين وتدمير قراهم وبلداتهم والتنصل من هذه الجريمة كمن يسير بين حبات المطر دون بلل. 
 
ويستنتج المؤلف أنه  طالما أن العبر السياسية والأخلاقية من التطهير العرقي في فلسطين لم يستفد منها بعد، فلن يكون هنالك أي حلّ للصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، وستبقى قضية اللاجئين سبباً رئيسياً لإفشال أي محاولة لتحقيق مصالحة بين الطرفين. "لذا فإن الاعتراف بما تعرض له الفلسطينون في عام 1948 من تطهير عرقي أمر غاية في الأهمية، من أجل ضمان ألا يتجاهل أي حل سياسي محتمل جذور النزاع، لأن النزعات والمشاعر الانتقامية ستبقى قائمة بين الفلسطينيين".
 
ويرى "بابه" أنه على الرغم من قرار الأمم المتحدة 194 الذي يقضي بالعودة غير المشروطة للاجئين الفلسطينيين إلى موطنهم الأصلي، وطالما أن العبر الأخلاقية لم يتم تعلمها بعد، ستواصل إسرائيل وجودها ككيان عدواني في قلب العالم العربي. وستبقى إسرائيل نصباً تذكارياً للماضي الاستعماري، الأمر الذي لا يعقّد فقط العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن بين الإسرائيليين وكافة شعوب العالم العربي، وشعوب مختلفة في العالم.