الأربعاء  22 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

منظمة: لبنان لم يتحرك لمحاسبة الاحتلال على استهداف صحفيين

2025-10-14 01:28:43 AM
منظمة: لبنان لم يتحرك لمحاسبة الاحتلال على استهداف صحفيين
سيارة صحفيين محطمة جنوبي لبنان جراء غارة شنها الاحتلال

الحدث العربي والدولي 

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحكومة اللبنانية لم تتخذ أي خطوات ملموسة لتعزيز المساءلة بشأن الهجوم الإسرائيلي المتعمد على صحفيين في جنوب لبنان، والذي أسفر عن استشهاد مصور وكالة رويترز عصام عبد الله قبل نحو عامين.

وأفادت المنظمة، في بيان صدر أمس الاثنين، أن "ضحايا جرائم الحرب في لبنان لا يزالون محرومين من سبل المساءلة والعدالة الفعالة"، معتبرة أن إعلان لبنان تكليف وزارة العدل بدراسة الإجراءات القانونية الممكن اتخاذها ضد الهجمات الإسرائيلية على الصحفيين، يمثل "فرصة جديدة لتحقيق العدالة للضحايا".

وقال رمزي قيس، الباحث في شؤون لبنان لدى المنظمة، إن القتل المتعمد لعصام عبد الله كان يجب أن يشكل "رسالة واضحة لحكومة لبنان بأن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب لا يؤدي إلا إلى المزيد من جرائم الحرب".

وأضاف أن الاحتلال قتل عشرات المدنيين في لبنان منذ مقتل عبد الله، في هجمات تبدو متعمدة أو عشوائية، تنتهك قوانين الحرب وترقى إلى جرائم حرب.

وأشارت المنظمة إلى أن قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 200 صحفي في غزة، "كثير منهم عمدا"، كما نفذت مؤخرا غارة على مركز إعلامي في صنعاء أسفرت عن استشهاد 31 صحفيا وإعلاميا، بحسب "لجنة حماية الصحفيين" و"مراسلون بلا حدود".

ووثّقت هيومن رايتس ووتش سلسلة من الهجمات غير المشروعة وجرائم الحرب الواضحة التي ارتكها جيش الاحتلال خلال عدوانه على لبنان، بما في ذلك استهداف متعمد للصحفيين، وعمال الإغاثة، والمسعفين، وقوات حفظ السلام، والبنية التحتية المدنية، فضلا عن استخدام واسع للفوسفور الأبيض في مناطق سكنية مكتظة، وتدمير ونهب المدارس، وزرع أجهزة متفجرة محظورة.

وخلصت المنظمة إلى أن الغارة التي استشهد فيها عصام عبد الله وأُصيب فيها ستة صحفيين آخرين كانت "هجوما متعمدا على مدنيين ويشكل جريمة حرب".

وأكد تحقيق قوات اليونيفيل أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفتين عيار 120 ملم على مجموعة من الصحفيين الذين كانوا بوضوح يرتدون سترات الصحافة، وبعيدين عن مناطق الاشتباك. كما لم تُسجل أي تبادلات نارية في المنطقة لمدة تزيد عن 40 دقيقة قبل وقوع الهجوم.

وبحسب التقرير، لم يكن هناك هدف عسكري في محيط الموقع، وأوضحت الأدلة أن جيش الاحتلال كان يعلم، أو ينبغي أن يعلم، أن المستهدفين كانوا مدنيين.

يُذكر أن الاحتلال شن عدوانا على لبنان في تشرين الأول 2023، تطور إلى حرب شاملة في أيلول 2024، أسفرت عن استشهاد أكثر من 4,000 شخص وإصابة نحو 17,000 آخرين. ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، إلا أن الاحتلال خرقه أكثر من 4,500 مرة، ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء والجرحى.

وانسحب جيش الاحتلال من معظم المدن والقرى الحدودية اللبنانية في كانون الثاني شباط 2025، لكنه لا يزال يحتل خمس مناطق على الأقل داخل الأراضي اللبنانية.