الثلاثاء  28 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب: لا جدول زمنيا لنزع سلاح حماس.. ويفجر مفاجأة عن مستقبل غزة

2025-10-20 08:16:11 AM
ترامب: لا جدول زمنيا لنزع سلاح حماس.. ويفجر مفاجأة عن مستقبل غزة

الحدث العربي والدولي

ألقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بظلال من عدم اليقين على مستقبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا يوجد "جدول زمني قطعي" لنزع سلاح الحركة. وجاءت تصريحات ترامب، التي أدلى بها في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، لتكشف عن مرحلة من الترقب والحذر الشديدين في التعامل مع تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة.

وأشار ترامب إلى أن تنفيذ الاتفاق بالكامل يبقى مرهوناً بتطور الأوضاع على الأرض وفي الساحة السياسية خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على غياب "المسار الصارم" للمضي قدماً في هذا الملف الحساس. ووجه رسالة مباشرة إلى حماس مفادها: "عليها القيام بما يقع على عاتقها خلال هذه المرحلة".

كما أشار ترامب إلى أن التوصل إلى الاتفاق الحالي، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لم يكن ممكناً لولا "إقصاء إيران من هذا المسار والقضاء على قدراتها النووية"، وفقاً لزعمه. ويأتي هذا التأكيد ليضع الصفقة في سياق إقليمي أوسع تراقبه الإدارة الأمريكية "عن كثب".

"مكان الحرية": رؤية ترامب الجدلية لتطوير غزة

في خطوة مثيرة للجدل، طرح ترامب رؤيته لما يمكن أن يكون عليه قطاع غزة ما بعد الصراع، مقترحاً نموذجاً لتطوير المنطقة يعتمد على دول الجوار الإقليمي. ورداً على سؤال حول خططه لتطوير القطاع، قال ترامب: "لقد أحببتها كمكان يمكن أن نطلق عليه مكان الحرية."

وذهب الرئيس الأمريكي إلى ما هو أبعد من ذلك، مقترحاً حلاً إسكانياً يعتمد على الأراضي الشاسعة في دول الجوار، قائلاً: "سنعمل على أن يحصل جميع الأشخاص الذين يعيشون هناك على منازل لائقة في مختلف أنحاء المنطقة. فمصر لديها الكثير من الأراضي، والأردن لديها الكثير من الأراضي."

هذه التصريحات، التي تشير ضمنياً إلى إمكانية إعادة توطين واسعة أو الاستفادة من أراضي الدول المجاورة لتطوير بنية تحتية وإسكان لمن يعيشون في القطاع، من شأنها أن تثير حساسيات سياسية عميقة في المنطقة وتجدد الجدل حول أي مخططات قد تمس سيادة الدول أو تخدم أجندات إخلاء أو ترحيل غير معلنة.

انقلاب في المواقف: من التأييد إلى التهديد العسكري

جاءت تصريحات ترامب الأخيرة لتزيد من حالة التناقض والاضطراب في موقف الإدارة الأمريكية تجاه حركة حماس والوضع في غزة. فبينما يتحدث اليوم عن أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار والترقب، كان الرئيس الأمريكي قد هدد، الخميس الماضي، بالقيام بعمل عسكري مباشر ضد حماس.

ففي منشور ناري على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب بلهجة حادة: "إذا استمرت حماس في قتل الناس.. فلن يكون أمامنا خيار سوى الدخول هناك وقتلهم." هذا التهديد جاء في أعقاب موجة من التصعيد الكلامي الذي أشار فيه ترامب إلى ضرورة نزع سلاح حماس أو إجبارها على ذلك.

ما يثير الدهشة، هو أن هذه التهديدات تتناقض بشكل صارخ مع موقف ترامب الذي عبر عنه قبل أيام قليلة، تحديداً الثلاثاء الماضي، خلال اجتماعه مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي. حينها، قلل ترامب من شأن عملية إعدام حماس لمجموعة من العملاء لإسرائيل في قطاع غزة، مصرحاً: "لا بأس بذلك. اثنتان من العصابات السيئة جدا."

هذا التذبذب الحاد في الخطاب خلال فترة زمنية قصيرة، بين التهديد بالغزو العسكري وبين عدم المبالاة بقتل "عملاء"، يلقي بظلال من الشك على استراتيجية واشنطن المستقبلية تجاه غزة وحماس، ويدفع إلى التساؤل حول مدى ثبات الموقف الأمريكي من طبيعة الحركة ومستقبل دورها في القطاع.

خرق الاتفاق: التصعيد الإسرائيلي يهدد الهدنة

في خضم التراشق والتصريحات الأمريكية المتناقضة، تتصاعد التوترات على الأرض بوتيرة متسارعة، لتضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على حافة الانهيار.

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ونفذت "أحزمة نارية كثيفة" في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس. وتؤكد التقارير الميدانية أن هذه الأعمال تندرج ضمن "خروقات الاحتلال المتصاعدة" للاتفاق.

وزعم جيش الاحتلال أن الاستهدافات الأخيرة شملت نفقاً في خانيونس كان يُستخدم لأسر الجنود الإسرائيليين، وهو ما جاء في أعقاب صفقة التبادل الأخيرة التي بموجبها أفرجت حماس عن 20 أسيراً إسرائيلياً حياً. وقد تضمنت الصفقة إطلاق سراح 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، بالإضافة إلى أكثر من 1700 من معتقلي قطاع غزة.

هذا التصعيد لم يقتصر على الضربات العسكرية فحسب، بل أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، حيث استشهد ما لا يقل عن 23 فلسطينياً وأصيب العشرات جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق عدة بالقطاع، بما في ذلك مدرسة تؤوي نازحين، وفقاً لتقارير طبية وشهود عيان وبيان صادر عن مستشفى العودة وسط القطاع.

إن هذه الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، التي تحدث في ظل تذبذب الموقف الأمريكي من مصير حماس ومستقبل القطاع، تزيد من هشاشة الهدنة وتعقد المسار نحو أي تسوية دائمة. وتظل الأنظار شاخصة إلى الفترة المقبلة، حيث ستحدد التطورات الميدانية والسياسية مصير القطاع، ومصداقية اتفاق وقف إطلاق النار، وحدود دور الإدارة الأمريكية في المشهد المعقد.