الجمعة  24 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أكاديمي وداعية فلسطيني يوثّق سِيَر شهداء غزة من العلماء والدعاة

اغتالهم الاحتلال في حرب الإبادة

2025-10-24 01:25:19 PM
أكاديمي وداعية فلسطيني يوثّق سِيَر شهداء غزة من العلماء والدعاة
الأكاديمي والداعية نضال كمال سليم أبو عجوة

الحدث - مثنّى النجار

في وقتٍ تتناثر فيه صور الشهداء بين الركام، وتختلط دماء العلماء بتراب المساجد، يطلّ الشيخ الدكتور نضال كمال سليم أبو عجوة – الداعية الفلسطيني والأستاذ الجامعي - بمبادرة أطلق عليها عنوان «علماء غزة»، لتوثيق سير العلماء والدعاة والمشايخ الذين ارتقوا شهداء في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

تهدف السلسلة، التي ينشرها الدكتور أبو عجوة عبر منصّات التواصل الاجتماعي، إلى حفظ الذاكرة الدعوية والعلمية الفلسطينية، وتخليد أسماء أولئك الأعلام الذين حملوا رسالة القرآن والعلم ورحلوا وهم ثابتون على رسالتهم في ميادين الدعوة والخدمة المجتمعية.

يقول الدكتور أبو عجوة في حديث خاص لـ صحيفة الحدث، إن “هذه المبادرة تنبع من إحساس ديني ووطني وإنساني بضرورة حفظ سير العلماء الذين خدموا الدين والمجتمع، ولم يُنصفهم الإعلام رغم مكانتهم ومآثرهم الجليلة.”

ويضيف: “منذ أن عملت خطيبًا في وزارة الأوقاف عام 2009، تشرفت بمخالطة نخبة من العلماء الكبار ومشاركتهم العمل الدعوي والعلمي، وكنت قريبًا من مجالسهم ومساجدهم، فشعرت بمسؤولية التوثيق لهم بعد أن مضوا شهداء.”

ويرى أبو عجوة أن ما تمرّ به غزة اليوم لا يجب أن يُطمس معه أثر العلماء والدعاة الذين تركوا بصمات روحية وفكرية وإنسانية في حياة الناس. 

ويؤكد أن “مشروع علماء غزة سيكون النواة الأولى لموسوعة كبيرة تُعنى بجمع سير أعلام غزة من الشهداء والعلماء والفضلاء منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا”، مضيفًا أن المرحلة الأولى تركز على من استُشهدوا في حرب السابع من أكتوبر.

وفي حديثه، أشار إلى أن هذه المبادرة “ليست عملاً توثيقيًا فحسب، بل رسالة وفاء وذاكرة للأجيال القادمة، لتظل غزة شاهدة على علمائها الذين لم يحملوا السلاح فقط، بل حملوا الفكر والنور والإيمان، واستُشهدوا وهم يؤدون رسالتهم”.

قافلة العلماء الشهداء

يعمل الدكتور أبو عجوة على جمع المعلومات من مصادر متعددة، وبينها من عرفهم عن قرب، ومن لم يلتقهم شخصيًا لكنه تتبع أثرهم الدعوي والعلمي. 

وقد بدأ بجمع قائمة تضم 70 من أسماء لنخبة من العلماء والخطباء الذين طالتهم يد الاحتلال في مختلف محافظات القطاع، ومنهم: الشهيد الدكتور وائل الزرد – أحد أبرز خطباء غزة وصاحب الصوت الدعوي المؤثر، والشهيد الدكتور عبد اللطيف ريان “أبو أنس” – عالم من جباليا، كان منارة في التعليم والدعوة، والشهيد الدكتور سليمان السطري – من علماء غزة المعروفين بفقههم وخطبهم الجامعة، والشهيد الشيخ محمد حسن أبو سعدة – مدير أوقاف غزة وخطيبها، والشهيد الدكتور رزق الغرابلي – خطيب خان يونس وأحد الوجوه العلمية اللامعة، والشهيد الشيخ مازن النجار – من علماء خان يونس ودعاتها البارزين، والشهيد الشيخ أحمد طاهر الحسنات – من أبرز خطباء غزة وأهل القرآن، والشهيد القارئ يوسف الدجني، والشهيد القارئ طلال الدبش، والشهيد القارئ حازم إسماعيل هنية وغيرهم من القراء الذين ملأوا المساجد بتلاوتهم.

ويؤكد الدكتور نضال أن القائمة لا تزال طويلة، وأنه سيواصل جمع وتوثيق السير حتى تشمل عشرات العلماء من شمال القطاع إلى جنوبه، مشيرًا إلى أن كل اسم منهم يمثل مدرسة في الدعوة والعلم، وأن شهادتهم تمثل “خسارة علمية وروحية للأمة كلها، وليست لغزة وحدها.”