خاص الحدث
تصاعدت حدة التوتر بين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، حيث أفاد مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية لـ "صحيفة الحدث" أنه لا يوجد توافق حالي على رئاسة لجنة إدارة القطاع مع حركة حماس.
السلطة تصر على الرئاسة الوزارية وتندد بـ "النقض"
أكد المصدر الفلسطيني أن موقف السلطة ثابت في ضرورة أن يتولى رئاسة لجنة إدارة قطاع غزة وزير في الحكومة الفلسطينية، متمسكة بالمرجعية الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية. وفي اتهام صريح، ذكر المصدر أن حماس قوضت التفاهمات المسبقة بإصدارها بياناً مشتركاً مع الفصائل الأخرى عقب اجتماع القاهرة الأخير، معتبراً هذا الموقف "انقلاباً على التفاهمات المتفق عليها سابقاً".
"فتح" تنفي الموافقة وتؤكد التمسك بالشرعية
من جانبها، سارعت حركة (فتح) إلى نفي ما نُسب إليها من تصريحات أو مواقف تتعلق بالموافقة على رئاسة اللجنة الإدارية في قطاع غزة. وأكد الناطق الرسمي باسم الحركة، أن الموقف الثابت يتمثل في أن يتولى رئاسة اللجنة وزير من حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية، بوصفها الجهة الشرعية، وذلك "ضماناً لعدم تكريس الانقسام أو شرعنة أي أطر موازية للشرعية الوطنية".
بيان القاهرة: لجنة "تكنوقراط" مؤقتة
جاء هذا التباين في المواقف بعد أن أصدرت الفصائل الفلسطينية، عقب اجتماعات القاهرة يوم الجمعة، بياناً مشتركاً أكدت فيه ضرورة الموقف الوطني الموحد ورفض الضم والتهجير، وشددت على أهمية استمرار تنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار. واتفقت الفصائل في البيان على تسليم إدارة قطاع غزة إلى "لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين التكنوقراط"، كما اتفقوا على إنشاء لجنة دولية للإشراف على التمويل وإعادة الإعمار.
قناة إسرائيلية ترشح الشوا بالتوافق المشروط
في سياق متصل، أفادت قناة "كان" الإسرائيلية بترشيح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوّا، لرئاسة لجنة التكنوقراط، مشيرة إلى موافقة مبدئية من حماس والسلطة الفلسطينية خلال اجتماع في القاهرة بإشراف المخابرات المصرية. وأوضحت القناة أن الشوا، المعروف بعلاقاته المتوازنة مع حماس، يعد "مؤيداً لحماس دون أن يكون عضواً فيها"، وأن تعيينه النهائي ما زال "مشروطاً بموافقة أميركية".
كما كشفت القناة عن مشاركة حماس والسلطة الفلسطينية في اختيار أعضاء حكومة التكنوقراط المقترحة، حيث اختارت كل جهة نحو نصف التشكيلة.
الشوا: الاستعداد مشروط بالتوافق الوطني
وفي أول تعليق له على الترشيح، صرح أمجد الشوا بأنه مستعد لرئاسة لجنة التكنوقراط في غزة "بشرط التوافق" على اختياره. وأكد الشوا على ضرورة أن تعمل اللجنة "مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير"، لافتاً إلى أنه لم يتلق تكليفاً رسمياً بعد.
,يُعد أمجد الشوا (مواليد 1971 في غزة) مرشحاً محتملاً لرئاسة لجنة التكنوقراط المكلفة بإدارة قطاع غزة، حيث يشغل حالياً منصب نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومديراً عاماً لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في القطاع. ويُعرف الشوا، الحاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير، بمساهماته في الدفاع عن حقوق الإنسان، وله منشورات وتقارير عديدة تركز على الأزمات الإنسانية في غزة، كما عمل في السابق كمراسل صحفي غير متفرغ لوكالة الأنباء الأردنية ومنسقاً للحملة الدولية لفك الحصار عن غزة عام 2007.