مؤسس ويكيبيديا يعدل مقالا عن الإبادة في غزة لصالح الاحتلال

الحدث العربي والدولي

تدخل جيمي ويلز، أحد مؤسسي ويكيبيديا، شخصيا لمنع مستخدمي الموقع من تحرير صفحة بعنوان "إبادة غزة"، واصفا المقال ومقدمته بالتحيز ضد الاحتلال، ورافضا تصويرها كحقيقة مؤكدة، وفق تقرير صحيفة نيويورك بوست.

واستشهد ويلز بسياسات ويكيبيديا المتعلقة بالحياد والمصادر في نقده لما وصفه بالنبرة المتحيزة لمدخل "الإبادة الجماعية في غزة"، مؤكدا: "هذه المقالة لا تلبي معاييرنا العالية وتحتاج إلى اهتمام فوري". ويُعد هذا التدخل نادرا في ويكيبيديا، التي تعتمد عادة على مساهمات المستخدمين المتطوعين.

وأشار ويلز إلى أن الموضوعات المثيرة للجدل تتطلب نهجا محايدا، داعيا المحررين إلى تبني صياغة تعتمد على مصادر متعددة وتنقل وجهات نظر مختلفة، مثل: "وصفت أو رفضت العديد من الهيئات والمنظمات تصرفات إسرائيل في غزة بأنها إبادة جماعية".

حتى صباح الاثنين، كان نص صفحة "إبادة غزة" لا يزال موجودا دون مصادر، حيث نصت المقالة على أن الإبادة الجماعية في غزة هي "التدمير الإسرائيلي المستمر والمتعمد والمنهجي للشعب الفلسطيني في القطاع خلال العدوان عليه"، لكن ويلز اعتبر الصياغة انتهاكا لقواعد الموسوعة.

تمت حماية المقالة، أي منع تحريرها المفتوح، وأدرجت ملاحظتان في أعلى الصفحة تشير إلى أن "الأحداث الواردة فيه جارية وقد تكون عرضة لتغيرات سريعة وكبيرة"، مع دعوة المساهمين للمساعدة في تحديث المعلومات.

ولاقى قرار ويلز انتقادات من بعض المحررين الذين اعتبروه "غير محترم لجهودهم"، ووجه آخرون اتهامات بتضارب المصالح بسبب علاقاته مع الاحتلال.

وفي آب الماضي، زعم نواب أمريكيون أن مجموعات منظمة تنتهك قواعد ويكيبيديا للترويج لروايات محددة حول مواضيع حساسة، بما في ذلك محتوى معادي للسامية والمعادي للاحتلال، مطالبين بمراجعة سجلات ويكيبيديا ومعاقبة المخالفات.

ورغم الغضب، صمم ويلز على موقفه، مؤكدا أن الضغوط الخارجية ليست ذات صلة، وأن المقالة تتخذ موقفا غير لائق ومخالفا لسياسات الموسوعة، داعيا إلى إنصاف جميع الآراء ذات الصلة.

ورد محرر آخر مشيرا إلى أن هناك جدلا متواصلا حول موضوعات أخرى مثيرة للجدل، مثل لقاحات "إم آر إن إيه" ونتائج انتخابات الرئاسة الأميركية 2020، متسائلا: "هل تريدنا أن نكون جريئين ونحرّر هذه المقالات أيضا؟".

وقال أحد محرري ويكيبيديا المتخصصين في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية منذ أكثر من 20 عاما إن الاهتمام الخارجي بصفحات فلسطين وإسرائيل غير مسبوق، وأن معظم الانتقادات مصدرها مؤيدون لإسرائيل ومنصات مثل إكس التابعة لإيلون ماسك.

وأشار آخرون إلى أن ويلز لا يملك السيطرة المطلقة على ويكيبيديا، وأنه مجرد محرر مثل أي شخص آخر، لكنه يستفيد من مكانته كمؤسس لتعزيز وجهات نظره.