الإثنين  10 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة أمريكية: الحرب بين إيران وإسرائيل مسألة وقت

2025-11-10 08:47:52 AM
صحيفة أمريكية: الحرب بين إيران وإسرائيل مسألة وقت
الضربات الإيرانية على إسرائيل

ترجمة الحدث

بعد مرور نحو خمسة أشهر على انتهاء العملية الأميركية الإسرائيلية ضد إيران، والتي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أعقابها أن المنشآت النووية الإيرانية “دُمّرت بالكامل”، تكشف صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن مصادر رسمية، أن حجم الضرر الذي لحق بالبنية النووية الإيرانية أقل بكثير مما تم الترويج له.

ووفقًا لمصادر إيرانية تحدّثت للصحيفة، تعمل مصانع الصواريخ في إيران على مدار الساعة، فيما تستعد طهران في أي مواجهة قادمة لإطلاق ما يقارب ألفي صاروخ يوميًا، بدلًا من خمسمئة فقط خلال 12 يومًا كما حدث في جولة يونيو/حزيران الماضية.

انتهى مفعول الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى الشهر الماضي، ما أعاد العقوبات الاقتصادية الثقيلة إلى الواجهة، في وقت تبدو فيه محاولات إحياء الاتفاق متعثرة.

تقديرات غربية تشير إلى أن لدى إيران مخزونًا من اليورانيوم المخصب يمكنه إنتاج ما يصل إلى 11 قنبلة نووية. وبينما تؤكد طهران أن هذا المخزون تلاشى بفعل تدمير المنشآت النووية، يشتبه مسؤولون في “إسرائيل” في أنه نُقل إلى مواقع سرية مؤمّنة بعيدًا عن أعين المراقبين.

صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر استخباراتية غربية قولها إن طهران تعيد بناء برنامجها الصاروخي بدعم مباشر من الصين، رغم العقوبات الأممية المتجددة. وأوضحت المصادر أن سفنًا قادمة من الموانئ الصينية رُصدت وهي تفرغ في ميناء بندر عباس شحنات من مادة “نترات البيركلورات”، وهي عنصر أساسي في صناعة وقود الصواريخ الصلبة، ما يعزز تقديرات الغرب بأن إيران تمضي قدمًا في تطوير ترسانتها بعنادٍ غير مسبوق.

مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي واعظ، قال في حديثه للصحيفة إن منشآت الصواريخ الإيرانية تعمل بكامل طاقتها، وإن القيادة الإيرانية “تستعد لليوم الذي ستقرر فيه الردّ على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق ألفي صاروخ يوميًا”. وأضاف واعظ أنه لا يرى مؤشرات فورية على حرب قريبة، لكنه حذّر من أن “شعور إسرائيل بأن مهمتها لم تُنجز بعد يجعل طهران في حالة تأهب دائم”، في إشارة إلى قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار الإيراني بأن جولة جديدة من الصراع باتت حتمية.

وتشير الصحيفة إلى أن الضغوط السياسية تتزايد على إيران في ظل تراجع مكانتها الإقليمية. فالعلاقات المتنامية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية “المعتدلة” دفعت طهران إلى زاوية العزلة. بل إن سوريا، الحليف الأوثق لإيران خلال العقدين الماضيين، تحاول اليوم فتح قنوات تواصل جديدة مع واشنطن، إذ يجري الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة للقاء ترامب، في خطوة تُقرأ داخل طهران بوصفها تحوّلًا مقلقًا في موازين القوى الإقليمية.

في الداخل، يواجه النظام الإيراني نقاشًا محتدمًا حول كيفية التعامل مع إدارة ترامب. فبينما يرى بعض المسؤولين أن التفاهم مع واشنطن قد يجنّب البلاد انهيارًا اقتصاديًا وشيكًا، يعتبر آخرون أن أي حوار مع الرئيس الأميركي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإذلال السياسي. ومع ذلك، يؤكد محللون أن التيارين داخل المؤسسة الحاكمة يتفقان على أمر واحد: أن المواجهة المقبلة مع “إسرائيل” تبدو شبه حتمية، وأن مسار التصعيد أصبح خيارًا لا مفرّ منه.

وتكشف المعطيات المتقاطعة أن إيران لم تُهزم بعد في ميدانها النووي أو الصاروخي، بل تميل إلى إعادة تموضعٍ دفاعي يهدف إلى تعزيز قدراتها وتحصين جبهتها الداخلية في مواجهة عزلة دولية خانقة. أما في المقابل، فتبدو واشنطن وتل أبيب مقتنعتين بأن “العمل لم يُنجز بعد”، في مشهدٍ ينذر بعودة التوتر الإقليمي إلى ذروته، وسط سباق محموم بين الردع والاندفاع نحو مواجهة جديدة قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط مجددًا.