الإثنين  17 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"وول ستريت جورنال": ارتفاع شعبية حماس في غزة بعد وقف النار يعرقل خطط ترامب

2025-11-17 09:39:45 AM
أرشيفية

الحدث الفلسطيني

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن ارتفاع ملحوظ في شعبية حركة حماس بين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار الأخير، معتبرة أن هذا التحول يشكل تحدياً جوهرياً أمام خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة إلى "إحلال السلام في القطاع عبر نزع سلاح الحركة".

وأفادت الصحيفة أن التحسن الأمني كان أحد أهم العوامل التي أسهمت في زيادة التأييد الشعبي لحماس؛ إذ عاد مقاتلو الحركة خلال الشهر الماضي للظهور في الشوارع بصفة قوات شرطة وأمن داخلي، حيث نفذوا دوريات وأطلقوا حملات لملاحقة المجرمين، بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية وترسيخ الهدنة.

ورحّب عدد كبير من سكان غزة، بمن فيهم معارضون للحركة، بانخفاض معدلات الجريمة والنهب. وقال رجل الأعمال الغزي حازم سرور إن "فكرة الأمن أمر يريده الجميع، وبعد الفوضى والبلطجة التي شهدها القطاع، لم يكن هناك جهة قادرة على ضبط الشارع سوى حماس، ولهذا يدعمهم الناس".

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد كانت أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية تتعرض للاعتراض أو المصادرة من قبل عصابات مسلحة قبل الهدنة، في حين انخفضت نسبة السرقات إلى نحو 5% فقط الشهر الماضي، نتيجة تدفق المساعدات واستعادة "شرطة حماس الزرقاء" دورها في حماية الشحنات.

وترى الصحيفة أن هذا التحسن الأمني، إلى جانب استمرار دعم الفلسطينيين للمقاومة المسلحة ضد "إسرائيل"، منح حماس فرصة لإعادة بناء صورتها وفرض سيطرة أكبر على القطاع، حيث بدأ كثيرون ينظرون إليها ببراغماتية أكبر وفقاً لاستطلاعات الرأي وآراء المحللين.

وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن 51% من سكان غزة عبّروا الشهر الماضي عن آراء إيجابية بأداء الحركة خلال الحرب، مقارنة بـ43% في أيار/مايو و39% قبل عام. وفي سؤال آخر، قال 41% من سكان القطاع إنهم سيصوتون لحماس في انتخابات نظرية، وهي أعلى نسبة منذ ديسمبر 2023.

ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن هذا الارتفاع المتزايد في شعبية الحركة قد يعرقل المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تدعو إلى نزع سلاح حماس وإبعادها عن أي دور في إدارة غزة المستقبلية.

وأظهر الاستطلاع نفسه انقساماً في المواقف الفلسطينية تجاه الخطة الأميركية؛ إذ رفض 55% من المستطلعين دعوة نزع السلاح، فيما عارض 52% من سكان غزة دخول قوة دولية مكلفة بتنفيذ هذه المهمة.

وترى الصحيفة أن هذا الواقع الجديد يُدخل الجهود الأميركية في مسار أكثر تعقيداً، بينما تبدو القاعدة الشعبية في غزة متجهة نحو دعم أكبر للحركة التي استعادت حضورها الميداني والأمني خلال الأشهر الماضية.