الثلاثاء  11 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة /بقلم : علي علي

2025-11-11 01:24:42 PM
غزة /بقلم : علي علي
أرشيفية

 

يُغرق الاحتلال أسواق غزة ببضائع مُرفّهة لا تمتّ إلى الاحتياجات الحيوية بأي صلة.شوكولاتة لامعة، ومشروبات فاخرة، يتم إدخالها بكرمٍ مُريب وغريب..... ليس هذا عبثًا تجارياً… بل سياسة مقصودة لصناعة وهم الرخاء وسط الجوع والمرض، وللترويج أمام العالم بأن الحياة هنا “طبيعية”.

بينما يُحاصَر الدواء والغذاء ويمنَع كلّ مقومات البقاء.

في غزة… وفرةٌ في القهوة سريعة التحضير، وشحٌّ في الدواء الذي ينقذ الأرواح. رفوفٌ مزدحمة بالكماليات، وموائد تخلو من أبسط مصادر الغذاء: لحم، ودجاج، وبيض.

ومع هذا التزييف المُمَنهَج…

برزت مطاعم وكافيهات تُضخم هذه الصورة الزائفة وتحوّل الرفاهية إلى عرضٍ مُستفزّ داخل مدينة تُصارع للبقاء.

فئةٌ قليلة فقط تستطيع شراء تلك السلع والوجبات الباهظة؛ غالبيتهم لم يعرفوا معنى الكدّ والتعب في كسب المال، فينفقونه بلا وعيٍ في أماكن لا تحمل قيمة حقيقية سوى سعرها المُرتفع.

بل إنّ اللحوم أبسط مصادر البروتين أُحكم عليه الحصار مرّتين: حصار الاحتلال… وحصار جشع المطاعم التي تحتكره وتبيعه بوجبات ذات أسعار فلكية حيث تباع فرشوحة الشاورما بـ50 شيكل، فتتنعّم به قلة ويُحرمُ منه شعب بأكمله. إننا لا نعادي الفرح، ولا نرفض لقمة طيبة... لكننا نرفض الطبقية القاسية التي تُفرض على هذا الشعب الجريح ونرفض أن يتحول الألم إلى مشهد تجميلي يُدار بالتجارة.

وعليه…

نحن مع قرار إغلاق محلات الشاورما مؤقتًا إظهاراً لاحترام معاناة الناس وحفاظا على مشاعر مَنْ لا يجدون ما يسدّ رمقهم، وتأكيداً أنّ غزة ليست مسرحاً لوهم الرفاه، بل أرضُ صمودٍ وصراعٍ من أجل الحياة.