الحدث الاقتصادي
شهد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، مراسم وضع "وعاء الضغط" لمفاعل الوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وتوقيع أمر شراء الوقود النووي اللازم للمحطة، في خطوة اعتبرها خبراء "بداية إنتاج الطاقة النووية في مصر".
وقال السيسي إن مصر تولي أهمية خاصة للطاقة النووية، وإن محطة الضبعة ستضمن توفير الطاقة "بشكل مستقر"، مضيفا: "نصوغ اليوم الصفحة الأولى في مشروع الطاقة النووية في مصر، وهو حلم كنا نسعى لتحقيقه".
وتعد محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتقع بمدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط. وقد وقعت مصر وروسيا اتفاقية التعاون في تشرين الثاني 2015، ودخلت عقود البناء حيّز التنفيذ في كانون الأول 2017.
وتضم المحطة أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط، على أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول عام 2029، يليها تشغيل المفاعلات الأخرى تباعا.
وأكد السيسي أن المشروع "من أهم المشاريع القومية في تاريخ مصر الحديث"، وأن التعاون المصري-الروسي يعود بالنفع على شعبي البلدين.
من جانبه، قال بوتين إن بناء محطة الضبعة بمشاركة روسية "يتقدم بنجاح"، مضيفا أن بلاده ممتنة للاهتمام الوثيق الذي يوليه السيسي للطاقة النووية السلمية ولتوسيع الاتصالات الثنائية.
ومن المتوقع أن تنتج المحطة نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة سنويا، بما يعادل 12% من احتياجات مصر من الكهرباء بحلول 2030، ويقلل استهلاك الغاز بنحو 7 مليارات متر مكعب سنويا، وفق وزارة الكهرباء المصرية.
وشهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي توقيع أمر شراء الوقود النووي واتفاقية التعاون مع شركة روساتوم، بما يعزز مكانة مصر في مجال الطاقة النووية السلمية، وفق بيان مجلس الوزراء.
وقالت نهى بكر، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن تركيب وعاء المفاعل الأول "يشكل خطوة أولى لإنتاج الطاقة النووية ويعزز التعاون الثنائي بين البلدين". وأضافت أن المشروع حلقة في سلسلة طويلة من مشروعات التعاون ويؤكد الانتقال إلى المراحل التشغيلية.
ومن جانبه، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الاستثمار في الطاقة النووية "نقطة تحول لمصر والعالم"، مؤكدا ضرورة الالتزام بأفضل المعايير الدولية.
يذكر أن بناء الوحدتين الأولى والثانية بدأ عام 2022، والثالثة في 2023، والرابعة في كانون الثاني 2024، مع التزام الجانب الروسي ببناء المحطة وتقديم التدريب والدعم خلال أول عشر سنوات. وقال بوتين إن روسيا ستواصل تقديم المساعدة في جميع مراحل المشروع، بما في ذلك الإمدادات الطويلة الأجل من وقود المفاعلات وصيانة المحطة وإدارة المواد النووية المستهلكة.
وأكد أحمد قنديل، رئيس وحدة دراسات الطاقة بمركز الأهرام، أن محطة الضبعة ستلبي جزءا مهما من احتياجات الطاقة في مصر، وتقلل فاتورة استيراد الغاز، كما تتيح توجيه الغاز لمصانع الأسمدة والبتروكيماويات.
وأضاف أن الالتزام بالتوقيتات يعكس الثقة المتبادلة بين مصر وروسيا ويتيح إمكانية توسيع التعاون في مجالات أخرى.
وجاء هذا التطور في ظل تحديات جيوسياسية، بما في ذلك الحرب الروسية في أوكرانيا منذ 2022، وعدوان الاحتلال على غزة في تشرين الأول 2023، إضافة إلى اضطرابات حركة الملاحة في قناة السويس. وشدد السيسي على قوة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، موجها الشكر لبوتين على دعمه لمشروع الضبعة النووي.
المصدر: الشرق الأوسط
