المتفجرات البولندية.. من الدفاع الأوروبي إلى قصف غزة

الحدث العربي والدولي

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن أوروبا لا تستطيع تزويد نفسها أو أوكرانيا بما يكفي من مادة TNT المتفجرة، بسبب أن المورد الحصري لهذه المادة في بولندا ملتزم بعقود لإرسال معظم إنتاجه إلى الولايات المتحدة، التي تصدرها لاحقا لاستخدامها من قبل الاحتلال في قطاع غزة، وفق ما صرح به عضو البرلمان البولندي ماشيي كونيتشني.

وأضاف كونيتشني، عضو حزب رازيم اليساري، أن شركة نيترو-كيم البولندية، المملوكة لمجموعة الأسلحة البولندية، لم تعد قادرة على تلبية الطلب، جزئيا لأنها وقعت سلسلة من العقود لتوريد TNT إلى الولايات المتحدة، حيث يُستخدم في تصنيع القنابل الموردة للاحتلال.

وأشار إلى أن المتفجر البولندي يُستخدم من قبل الولايات المتحدة لإنتاج أنواع مختلفة من الذخائر، بما في ذلك قنابل اختراق تزن 2000 رطل من طراز MK-84 و550 رطلا من طراز BLU-109، والتي يُتهم باستخدامها من قبل الاحتلال في غزة.

وأضاف كونيتشني: "يتم تصدير TNT البولندي بالكامل إلى الخارج، وتسقط القنابل المصنوعة منه على رؤوس المدنيين الأبرياء في غزة واليمن". وأضاف أن تحويل إنتاج المصنع بهذه الطريقة جعل بولندا غير قادرة على إنتاج ذخائرها اللازمة، موضحا أن الاحتياطيات الحالية من TNT تكفي فقط للشهر الأول من أي حرب محتملة، وأنها لا تكفي لتزويد أوكرانيا بالقذائف المدفعية.

وأشار كونيتشني إلى أن الأمر يحتاج إلى تفسير كامل حول ما إذا كانت غزة تُفضل على الدفاع عن أوروبا، وما إذا كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الحكومة البولندية لهذا الغرض. وقد أثار هذا الموضوع في البرلمان البولندي يوم الجمعة.

ويُقدّر إنتاج المصنع البولندي بين 10 آلاف و12 ألف طن من TNT سنويا، لكن نحو نصف الإنتاج الحالي مخصص للولايات المتحدة حتى عام 2029 على الأقل. ولا يعرف بدقة نسبة TNT البولندي المصدرة المستخدمة في أوكرانيا أو غزة أو المحفوظة للجيش الأمريكي. ولم تُشر أي دلائل إلى أن شركة نيترو-كيم انتهكت أي قانون بولندي.

وكان مصدر بديل للإنتاج يُقدر بنحو 5000 طن سنويا مصنع زوريا في أوكرانيا، لكن المصنع في لوغانسك تحت الاحتلال الروسي. ولا يُسمح للولايات المتحدة بشراء TNT من الصين، كما أن المخاطر البيئية لتصنيع المتفجر تجعل إقامة مصنع جديد مهمة صعبة للغاية.

في نيسان 2025، وقعت نيترو-كيم عقدا جديدا بقيمة 310 ملايين دولار مع شركة Paramount Enterprises Ltd الخاصة المتخصصة في نقل الذخائر والمتفجرات، لتسليم 18 ألف طن TNT للولايات المتحدة بين 2027 و2029، بحضور نائب وزير الدفاع البولندي تشيزاري تومشيك.

وأعدت مجموعة من المنظمات الفلسطينية تقريرا يوضح أن "بدون TNT البولندي، لم يكن بالإمكان تنفيذ الحملة الجوية غير المسبوقة التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت الظروف المعيشية في قطاع غزة". وشملت هذه المنظمات: حظر الشعب لفلسطين، حركة الشباب الفلسطيني، Shadow World Investigations، وMovement Research Unit، الذين تتبعوا تدفق الأسلحة الأمريكية إلى دولة الاحتلال.

وأوضحت المنظمات أن الولايات المتحدة نقلت بين تشرين الأول 2023 وتموز 2024 ما لا يقل عن 14 ألف MK-84 و8700 MK-82 إلى الاحتلال. وأوقفت إدارة بايدن شحن بعض القنابل الكبيرة في أيار 2024، لكن ترامب رفع القيود عند توليه منصبه.

ويذكر أن شركة General Dynamics، خامس أكبر شركة دفاعية في العالم، كانت تنتج سلسلة قنابل MK-80 في منشأة Garland Operations قرب دالاس، والتي استحوذت عليها مؤخرا شركة أمريكية تابعة لشركة الدفاع التركية Repkon. ويُعرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتقاده الشديد للاحتلال واتهامه بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وفي بيان، أكدت شركة نيترو-كيم أنها "تعمل وفق القانون الوطني والدولي المعمول به، وكل اللوائح المتعلقة بصناعة الأسلحة، وتخضع لرقابة دائمة من الجهات الحكومية المختصة، وتنفذ أنشطتها وفق الإجراءات والمعايير الدولية".