الحدث العربي والدولي
في تطور يهدف إلى تعزيز الموقف اللبناني التفاوضي والدبلوماسي، أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم الأربعاء، تكليف السفير السابق والمحامي سيمون كرم ترؤس وفد لبنان في "اللجنة الخماسية" العسكرية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ويأتي هذا التعيين قبيل اجتماع مرتقب للجنة في منطقة الناقورة جنوبي لبنان اليوم.
وأوضحت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية، نجاة شرف الدين، في بيان، أن القرار اتُخذ التزاماً بالقسم الدستوري للرئيس اللبناني جوزاف عون وعملاً بصلاحياته للدفاع عن سيادة البلاد ومصالحها العليا، وتجاوباً مع المساعي الأميركية المشكورة. والجدير بالذكر أن واشنطن تترأس هذه اللجنة التقنية العسكرية، المنشأة بموجب "إعلان وقف الأعمال العدائية" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتضم مندوبين عسكريين لفرنسا وقوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، بالإضافة إلى الجيشين اللبناني والإسرائيلي.
وكشفت شرف الدين أن قرار ضم عضو غير عسكري إلى الوفد اللبناني جاء بعد إبلاغ الجانب الأميركي موافقة الطرف الإسرائيلي على ضمّ عضو مدني مماثل إلى وفده، مما يُفهم كخطوة لموازنة التمثيل وضمان وجود الخبرة القانونية والدبلوماسية في المحادثات. وتأتي هذه التطورات وسط اتهامات إسرائيلية للبنان بالمماطلة في نزع سلاح "حزب الله"، وعلى وقع ضغوط أميركية للإسراع بتجريد الحزب من سلاحه بموجب الاتفاق.
مساعي نتنياهو لـ "التعاون الاقتصادي" مقابل التزام بيروت بنزع السلاح
في خضم هذه التوترات، أوعز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال ممثل لحضور اجتماع مع جهات حكومية واقتصادية في لبنان، زاعماً في بيان لمكتبه أن هذه "محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي" بين الطرفين.
في المقابل، يؤكد لبنان، الذي يخشى توسيع إسرائيل لنطاق ضرباتها، مضيه قدماً في نزع السلاح وفق الجدول الزمني المحدّد في الخطة التي أعدها الجيش وأقرّتها الحكومة اللبنانية. وقد أبدى الرئيس عون استعداده مراراً للتفاوض مع إسرائيل من أجل وقف ضرباتها وسحب قواتها من نقاط تقدمت إليها خلال الحرب.
مبادرة عون ذات النقاط الخمس: خريطة طريق للسلام والاستقرار
وكان عون قد أطلق، بمناسبة عيد الاستقلال من جنوب لبنان في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مبادرة تتألف من خمسة محاور لحل الأزمة مع إسرائيل، مؤكداً جهوزية لبنان للمشاركة في مسار سلام ضمن قواعد واضحة.
وتشمل هذه المبادرة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإعادة الأسرى، وإقرار ترتيبات حدودية نهائية تضمن استقراراً ثابتاً. كما أكد عون جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط التي احتلتها إسرائيل على الحدود الجنوبية، مع استعداد الدولة اللبنانية للتقدم فوراً بجدول زمني واضح ومحدد لتسلم هذه النقاط من اللجنة الخماسية.
وأشار إلى أن القوى المسلحة اللبنانية مستعدة لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل منها. ولضمان التنفيذ، طالب عون بتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من أن السيطرة وبسط السلطة هي للقوى المسلحة اللبنانية وحدها وبقواها الذاتية.
أما على الصعيد السياسي والدولي، فقد أعلن عون جهوزية الدولة اللبنانية للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود، مشدداً على أن تتولى الدول الشقيقة والصديقة رعاية هذا المسار بالتزامن مع ذلك، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني والمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب، وذلك لضمان وتسريع تحقيق الهدف الوطني الثابت بحصر كل سلاح خارج سلطة الدولة وعلى كامل أراضيها.
