ترجمة الحدث
تقدم دراسة صادرة عن مركز "بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية" بعنوان "ثورة الطائرات الصغيرة الانتحارية وانعكاساتها على القتال البري وأبعاد الحرب المختلفة"؛ إطارًا بحثيًا عميقًا لفهم التحول الجذري الذي تشهده ساحات الحرب الحديثة بسبب انتشار الطائرات الانتحارية الصغيرة من نوع FPV . ولا بد من توضيح أن طائرات FPV هي طائرات مسيّرة صغيرة الحجم، منخفضة التكلفة، تُقاد بواسطة نظارات أو شاشة تمنح المشغّل رؤية الأهداف، وهذه الطائرات يمكن تجهيزها بمتفجرات صغيرة وتحويلها إلى سلاح انتحاري يضرب أهدافًا على مسافات تتراوح بين 10 و20 كيلومترًا، بكلفة زهيدة مقارنة بالأسلحة التقليدية.
الدراسة لا تتعامل مع طائرات FPV بوصفها أداة عسكرية جديدة فقط، بل تعتبرها ثورة مفصلية تعيد صياغة القتال البري، وتنسف العقائد العسكرية التقليدية التي ظلت تحكم الجيوش لعقود. فالحرب في أوكرانيا وروسيا كشفت أن الطائرة الانتحارية الصغيرة ليست مجرد "تفصيل تقني"، بل منظومة كاملة تُغيّر جوهر التوازنات العسكرية، وتجبر الجيوش على إعادة هيكلة نفسها من جديد، وإلا فإنها ستُهزم أمام خصوم أقل تكلفة وأكثر مرونة.
من الهامش إلى المركز… طائرات FPV تهز العقيدة القتالية التقليدية
توضح الدراسة أن صعود طائرات FPV لم يكن مجرد إضافة جديدة إلى ترسانة الحروب، بل كان بمثابة زلزال أطاح بالبنية التقليدية للعمليات البرية. فالجيوش لطالما اعتمدت على مفاهيم ثابتة: الحشود المدرعة، المناورة بالألوية الثقيلة، السيطرة على الأرض من خلال التمركز، الفصل بين "الجبهة الأمامية" و"الخط الخلفي"، والاعتماد على المدفعية والطائرات المروحية في دعم المشاة. لكن كل هذه الركائز انهارت أمام سلاح جديد منخفض التكلفة، دقيق، سريع، لا يمكن رصده بسهولة، ولا يمكن التشويش عليه في نسخ كثيرة منه.
تبيّن الدراسة أن الجبهة في أوكرانيا أصبحت مثالًا حيًا على هذا الانهيار؛ فمجرد توقف دبابة لعدة دقائق يعني إمكانية استهدافها بطائرة FPV تسير على ارتفاع منخفض، تقترب بزاوية غير متوقعة، وتضرب نقاط ضعف في البرج أو المحرك بدقة بالغة. وهكذا لم تعد القيمة القتالية للدبابة مرتبطة بمدفعها أو درعها، بل بقدرتها على الحركة المستمرة. وهذا ينسف فكرة خط الهجوم المدرع الذي قامت عليه عقائد القتال منذ الحرب العالمية الثانية.
كما تظهر الدراسة أن طائرات FPV حجّمت قدرة الجيوش على حشد القوات؛ فكل تجمع عسكري كبير، سواء كان رتلاً مدرعًا أو لواءً مشاة مستعدًا للهجوم، أصبح هدفًا سهلًا يمكن كشفه من مسافات بعيدة بواسطة طائرات استطلاع صغيرة، ثم استهدافه بدقة عبر أسراب من الطائرات الانتحارية. بذلك، تفقد الجيوش إمكانية استخدام المناورة الثقيلة، وتضطر للتحرك بوحدات صغيرة وخفيفة، موزعة على مساحة واسعة، ما يقلل من قوة المهاجم ويجعل الهجوم نفسه أكثر بطئًا وكلفة.
ولعل أحد أهم الدروس التي توثقها الدراسة هو انهيار مفهوم "النقطة القوية" في الدفاع؛ فقد اعتادت الجيوش بناء تحصينات ثابتة ومواقع نيران، لكن طائرات FPV جعلت كل موضع ثابت هدفًا سهلًا. وعليه لم يعد بمقدور القوات الدفاعية الاعتماد على التحصين الثابت، وبات عليها بناء دفاعات مرنة، متنقلة، تعتمد على الخداع والتمويه ومواقع وهمية، مع توزيع القوات بشكل واسع للحد من قدرة الطائرات على تحقيق إصابات كثيفة.
ولم تقف التحولات عند هذا الحد؛ فالدراسة تشرح أن خط التماس لم يعد له حدود فعلية، فطائرات FPV تستطيع استهداف مواقع طبية أو لوجستية على بعد عشرات الكيلومترات خلف الجبهة. وهكذا، اختفت المنطقة الخلفية الآمنة، وأصبحت كل الجبهة معرضة للاستهداف في أي لحظة. وهذا تطور خطير لأنه يعيد تعريف مفهوم الإمداد والاحتياط والمعسكر الخلفي، ويجبر الجيوش على اللجوء إلى وحدات إمداد صغيرة سريعة الحركة بدلًا من المخازن الكبيرة.
والأهم من ذلك أن الطائرات لم تقتصر على دور الهجوم، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في المراقبة المستمرة؛ فبفضل الكاميرات المتطورة، تمنح FPV مقاتليها قدرة غير مسبوقة على مراقبة ساحة القتال لحظيًا، ما يغيّر طبيعة الاشتباك. فالجيوش لم تعد تتحرك بناء على خرائط أو معلومات مسبقة، بل بناء على صورة آنية لا تتوقف. وهذه ميزة لم تتوفر لأي تكنولوجيا سابقة، حتى في زمن الطائرات المأهولة.
هذه التغييرات كلها تعني، كما تشير الدراسة، أن العالم يشهد اليوم نهاية العقيدة التقليدية للنيران والمناورة، وصعود عقيدة جديدة مركزها الطائرة الانتحارية الصغيرة. وبالنسبة للجيوش العربية، أو أي جيش في المنطقة، فإن تجاهل هذا التحول يعني مواجهة خصوم قادرين على تجاوز تفوق الدبابات والطائرات والمدافع، مقابل كلفة لا تكاد تُذكر.
"الكاشف والصياد"… التكامل التشغيلي الذي يغيّر قواعد الحرب
تتوقف الدراسة مطولًا عند نقطة مفصلية: أن نجاح طائرات FPV لا يعود فقط إلى قدراتها الفردية، بل إلى المنظومة التكاملية التي نشأت حولها. فالحرب الحديثة لم تعد تعتمد على سلاح واحد، بل على شبكة مترابطة من الطائرات الصغيرة التي تعمل في تناغم يشبه عمل جهاز عصبي حي، وهذا ما تسميه الدراسة بنموذج "الكاشف – الصياد".
في هذا النموذج، تقوم طائرات صغيرة غير مسلحة بدور "الكاشف"، وهي عادة طائرات استطلاع خفيفة، سريعة، رخيصة، تستطيع الدخول إلى عمق تشكيلات العدو ومراقبتها بصورة دائمة. وتعمل هذه الطائرات على تحديد الأهداف بدقة كبيرة، عبر تصوير مباشر يتحرك باستمرار مع تقدم القوات.
حين تكتشف "الكواشف" هدفًا، ترسل البيانات إلى وحدات التحكم، لتأتي بعدها طائرات "الصياد"، وهي الطائرات الانتحارية من فئة FPV. تقوم هذه الأخيرة بمهمة الاستهداف المباشر، مستخدمة القدرة على المناورة الحادة والاقتراب من الهدف من زوايا صعبة، بما في ذلك النوافذ، الخنادق، خلف المباني، وحتى داخل التحصينات. وتكشف الدراسة أن النسخ المتقدمة من طائرات FPV أصبحت تعتمد على تكنولوجيا الألياف الضوئية للتحكم، ما يجعلها شبه منيعة ضد التشويش الإلكتروني. وهذا تطور حاسم لأنه أجهض واحدة من أهم وسائل الدفاع التقليدية: الحرب الإلكترونية.
الأمر الآخر الذي تركز عليه الدراسة هو أن هذا التكامل حلّ محل منظومات كاملة كانت أساس العقيدة القتالية لعقود. ففي أوكرانيا مثلاً، تراجعت أهمية الطائرات المروحية الهجومية التي كانت تشكل أحد أعمدة الدعم الناري، مثل الأباتشي والـKa-52 الروسية. فهذه المروحيات أصبحت هدفًا سهلاً لطائرات FPV التي تكلف جزءًا بسيطًا من ثمنها.
كما حلّت طائرات FPV محل المدفعية في مهام كثيرة؛ فبدل أن تطلق المدفعية عشرات القذائف لإصابة هدف ثابت، يكفي توجيه طائرة واحدة إلى نافذة أو فتحة في المبنى لضرب الهدف مباشرة. وهذا خفّض الكلفة بشكل كبير، ورفع دقة الضربات، وغيّر طبيعة العمليات الهجومية.
وتظهر الدراسة أن الجيوش الروسية والأوكرانية بنت مصانع صغيرة لإنتاج آلاف الطائرات يوميًا، مع خطوط تجميع داخل الوحدات الأمامية نفسها. وهذا يعني أن الطائرة أصبحت ذخيرة بقدر ما هي سلاح، ويمكن تعويض خسارتها بسهولة كبيرة. وأصبح بإمكان كل مجموعة مشاة أن تمتلك سربها الخاص من الطائرات، ما يمنحها قوة نارية كانت يومًا حكراً على وحدات النخبة.
وتشير الدراسة إلى أن التكامل التشغيلي خلق ما يشبه "دمجًا بين السماء والأرض". فلم تعد القوة الجوية مسؤولة عن السماء فقط، بل أصبحت القوات البرية نفسها تسيطر على جزء كبير من المجال الجوي المنخفض عبر أسطول من الطائرات الصغيرة. وهكذا نشأ مفهوم جديد تسميه الدراسة بـ "الفضاء الجوي الأرضي المتداخل"، وهو مجال قتال جديد يقاتل فيه الجنود والمسيّرات جنبًا إلى جنب.
وتختم الدراسة هذا المحور بالإشارة إلى أن الجيوش التي تفشل في بناء هذا التكامل، وتستمر في التعامل مع الطائرات الصغيرة كـ"سلاح مساعد"، ستفقد قدرتها على خوض الحروب الحديثة. فالمسألة لم تعد اقتناء طائرات، بل امتلاك بنية كاملة تجمع بين الرصد والضرب والتحكم، وتُخضع ساحة المعركة لمراقبة دائمة، تجعل أي حركة غير محسوبة ثمنها الموت الفوري.
ثورة الاقتصاد الحربي… كيف قلبت FPV ميزان الكلفة رأسًا على عقب؟
تقدّم الدراسة تحليلًا اقتصاديًا مفصلًا يوضح أن ثورة FPV ليست تقنية فقط، بل اقتصادية بامتياز. للمرة الأولى في تاريخ الحروب الحديثة، يصبح السلاح الأرخص هو الأقوى، ويصبح استنزاف السلاح الأغلى أمرًا سهلًا، وتفقد الجيوش الثقيلة ميزتها أمام خصوم يمتلكون قدرة على التصنيع الرخيص والانتشار السريع.
تقدّم الدراسة أرقامًا واضحة:
– تكلفة طائرة FPV تبلغ حوالي 500 دولار.
– إذا أصابت واحدة من كل خمس طائرات هدفها، فإن كلفة الضربة الناجحة هي 2500 دولار فقط.
مقابل ذلك:
– صاروخ جافلين: 78 ألف دولار
– صاروخ كورنيت: 30 ألف دولار
– صاروخ هيلفاير: 150 ألف دولار
– قذيفة مدفعية 155 ملم: 3000 دولار للطلقة الواحدة
بهذه المقارنات، تصبح كفة الحرب المالية لصالح الجيوش التي تبني قدراتها على الطائرات الصغيرة؛ فالمعادلة القديمة، حيث تنتصر الجيوش ذات المعدات الأغلى والأثقل، لم تعد صالحة. اليوم، الانتصار لمن يستطيع تصنيع آلاف الطائرات يوميًا.
وتشير الدراسة إلى أن ساحات الحرب في أوكرانيا أصبحت عمليًا ساحات إنتاج صناعي؛ فكل طرف يبني خطوط تجميع للطائرات داخل المعسكرات الأمامية نفسها. هذه الطائرات لا تحتاج تدريبًا كبيرًا، ويمكن استبدالها بسهولة، وتعويض الخسائر بسرعة، خلافًا للدبابات أو المروحيات التي تحتاج إلى سنوات من التصنيع.
كما تكشف الدراسة أن طائرات FPV لم تغيّر فقط كلفة الهجوم، بل كلفة الدفاع أيضًا؛ فمن أجل مواجهة طائرة بـ500 دولار، يحتاج الجيش إلى صواريخ دفاع جوي تكلف عشرات الآلاف من الدولارات، أو إلى أنظمة رادار معقدة. وهذا يعني أن المهاجم يربح دائمًا في معادلة “الكلفة مقابل التأثير”.
وتذهب الدراسة إلى أبعد من ذلك؛ فطائرات FPV حلت محل العديد من الأسلحة التقليدية، ليس لأنها تتفوق عليها تكنولوجيًا فقط، بل لأنها أكثر كفاءة اقتصاديًا؛ ففي كثير من الجبهات، لم تعد المدفعية تستخدم لقصف نقاط ثابتة، لأن الطائرة تستطيع أن تضرب مباشرة بتكلفة أقل بكثير، ولم تعد الطائرات المروحية قادرة على الاقتراب من الجبهة، لأن الطائرة الصغيرة تستطيع إسقاطها بسهولة.
وتشير الدراسة إلى أن هذا التحول خلق بيئة حرب جديدة تتطلب من الجيوش إعادة التفكير في كل عمليات الشراء العسكري، فلم يعد منطقيًا الاستثمار في دبابات ثقيلة أو مروحيات هجومية، ما لم يكن هناك نظام متكامل لحمايتها من الطائرات الصغيرة. كما أن ميزانيات الدفاع يجب أن تتحول تدريجيًا نحو خطوط إنتاج مسيّرات منخفضة التكلفة، بدلًا من التركيز على المنصات التقليدية الباهظة.
وتطرح الدراسة سؤالًا مهمًا: كيف يمكن لجيوش العالم الثالث، ومنها الجيوش العربية، الاستفادة من هذه الثورة؟. الإجابة بسيطة: عبر بناء قوة تعتمد على الإنتاج السريع، والمرن، والرخيص، بدلًا من الاستثمار في سلاح ثقيل يصعب صيانته وحمايته، فالحرب المقبلة ستكون حرب آلاف الطائرات الصغيرة، وليس حرب الدبابات والمدافع.
المعرفة والعقيدة والبيروقراطية… لماذا تفشل الجيوش في التكيف مع الثورة؟
تخلص الدراسة إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الجيوش اليوم ليس تقنيًا، بل ذهنيًا وتنظيميًا؛ فالجيوش ببساطة لم تستوعب بعد حجم التغيير الذي أحدثته طائرات FPV، ومشكلتها ليست في امتلاك الطائرات، بل في طريقة التفكير التي تحكم الأركان والقيادات العليا.
تشير الدراسة إلى وجود "حاجز إدراكي" يمنع الجيوش من فهم الواقع الجديد، فالكثير من القادة العسكريين ما زالوا يتعاملون مع الطائرات الصغيرة كـ“سلاح مساعد”، وليس كسلاح مركزي. كما أن هناك ميلًا للاستجابة لهذا التهديد عبر إجراءات تقليدية مثل زيادة الدروع، والتحصينات، والتشويش الإلكتروني، وهي إجراءات أثبتت الحرب أنها غير فعالة أمام الجيل الجديد من الطائرات ذات التحكم بالألياف الضوئية.
كما تبرز الدراسة أن البيروقراطية العسكرية تمثل العقبة الأكبر أمام التكيف، ففي كثير من الجيوش، تحتكر وحدات بعينها مسؤولية تشغيل المسيّرات، ما يمنع انتشار المعرفة على مستوى الألوية والفصائل، وفي جيوش أخرى، تتنافس القوات الجوية والبرية على من يملك حق تشغيل الطائرات، ما يعيق بناء منظومة مشتركة واضحة.
وتلفت الدراسة إلى أن الجيوش لم تطور بعد عقيدة متكاملة لهذا النوع من الحرب، فالحرب الحديثة تتطلب دمجًا كاملاً بين وحدات الاستطلاع، والهجوم، والدعم، ضمن منظومة واحدة تعمل على مدار الساعة، ويتطلب ذلك إعادة هيكلة كاملة لمنظومات القيادة والسيطرة، والاتصالات، والإمداد، والتدريب.
وتشير الدراسة إلى أن الجيوش تحتاج إلى:
– بناء مدارس تدريب مخصصة لطائرات FPV
– تطوير محاكيات تدريب رقمية
– إنشاء وحدات صيانة ميدانية داخل الجبهات
– استخدام الذكاء الاصطناعي للتحكم بأسراب الطائرات
– تطوير دفاعات جديدة بالكامل لمواجهة الأسراب الكبيرة
– التخلي عن مركزية القرار العسكري التقليدي
وتقدم الدراسة سيناريو مهمًا: ماذا لو استخدم طرف ما سربًا من 10 آلاف طائرة عبر جبهة طولها عشرة كيلومترات؟ هذا السيناريو لم يعد خيالًا، بل أصبح ممكنًا. والجيوش التي لا تستعد له ستكون عرضة للانهيار السريع، وستفقد القدرة على القتال حتى لو امتلكت دبابات حديثة أو سلاح جو قوي. القضية ليست في الطائرة نفسها، بل في "حجم الإنتاج"، وفي "العقلية المنظمة" التي تدير هذا الإنتاج، فالحرب لم تعد حرب المنصة الأغلى، بل حرب القدرة على الإنتاج المتواصل والابتكار السريع.
وتشدد الدراسة على أن من لا يتكيف مع هذا الواقع سيدفع ثمنين: سيهزم أمام خصوم يملكون القدرة على نشر أسراب ضخمة من الطائرات. وسيبقى عالقًا في مواجهة تهديدات قديمة ما زالت تتطلب حلولها التقليدية.
وتكشف الدراسة أننا نعيش لحظة تحول تاريخية في فهم الحرب؛ فطائرات FPV ليست مجرد سلاح جديد، بل حجر الزاوية في ثورة شاملة تعيد تعريف المعركة، والعقيدة، والتوازنات العسكرية، والاقتصاد الحربي. وهي ثورة تفتح المجال أمام القوى الصغيرة لبناء قدرات قاتلة بكلفة منخفضة، وتنذر بانهيار تفوق الجيوش الثقيلة أمام أسلحة رخيصة وذكية ومتعددة الاستخدامات.
