الحدث العربي والدولي
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران منفتحة على الدبلوماسية، ولكن فقط ضمن "شروط تضمن نتيجة عادلة ومتوازنة"، مشيرا إلى أن مستقبل المفاوضات المتعثرة حول الملف النووي "يعتمد على الولايات المتحدة".
وأوضح عراقجي، في مقابلة مع وكالة "كيودو نيوز" اليابانية، أن المحادثات النووية وصلت إلى "طريق مسدود" بسبب مطالبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه طهران.
وشدد الوزير على أن أي تعاون محتمل سيقتصر على الجوانب التقنية المتعلقة بالسلامة النووية، وليس على عمليات التفتيش التي تندرج ضمن صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لافتا إلى أن التعاون مع اليابان "يمكن أن يكون مفيدا للغاية" في هذا المجال.
وأشار إلى أن إيران تواجه "مزيجا معقدا من التهديدات الأمنية والسلامة" بعد الضربات الأميركية في حزيران الماضي، وما خلفته من "أضرار هيكلية واحتمال تسرب إشعاعي" في مواقع نووية.
وتدخلت الولايات المتحدة عسكريا في الحرب بين إيران والاحتلال في حزيران، حين أمر ترامب بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ.
وأضاف عراقجي أن طهران "غير مقتنعة بجدوى المفاوضات" في ظل انسحاب واشنطن من اتفاق 2015 ودعمها للهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مؤكدا استعداد إيران للتفاوض "إذا تغيّر النهج الأميركي" نحو عملية عادلة ومتبادلة.
ورأى أن جوهر الخلاف يتمثل في رفض واشنطن الاعتراف بحق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية، بما فيها تخصيب اليورانيوم، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأكد الوزير استعداد بلاده لقبول قيود على مستويات التخصيب وأنواع أجهزة الطرد المركزي، مشيرا إلى أن المفاوضات "يمكن أن تتقدم بسرعة" إذا تبنت الولايات المتحدة نهجا يسمح باستمرار البرنامج السلمي ويرفع العقوبات.
وقال إن الهجمات على المواقع النووية الإيرانية كشفت "فجوة إجرائية خطيرة" في آليات التفتيش التابعة للوكالة الدولية، معتبرا القصف “انتهاكا كبيرا للقانون الدولي" ضد منشآت خاضعة لإشرافها.
وأضاف أن خبرة اليابان التقنية والبيئية والطبية في التعامل مع الأزمات النووية يمكن أن تسهم في تعزيز سلامة المنشآت الإيرانية، مشيرا إلى التوصل إلى إطار تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محادثات عُقدت بالقاهرة هذا العام لتحديد آلية تفتيش المواقع المتضررة.
