الإثنين  08 كانون الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

توتر أميركي إسرائيلي بسبب اتهامات بمراقبة القوات في "كريات غات"

2025-12-08 01:06:05 PM
توتر أميركي إسرائيلي بسبب اتهامات بمراقبة القوات في
توضيحية

الحدث العربي والدولي

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الاثنين، عن توتر متصاعد بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” داخل مقرّ مركز التنسيق المدني – العسكري (CMCC) في كريات غات، بعد أن اتُّهمت “إسرائيل” بتنفيذ عمليات جمع معلومات ومراقبة ميدانية ضد القوات الأميركية العاملة في القاعدة. 

وبحسب الصحيفة، أثارت هذه الأنشطة مخاوف جدية لدى الجيش الأميركي، ما دفعه إلى مطالبة “إسرائيل” بوقفها فوراً. 

ووفق التقرير، وصل التوتر إلى درجةٍ دفعت قائد القاعدة الأميركية، الجنرال باتريك فرانك، إلى استدعاء مسؤول عسكري من “إسرائيل” وإبلاغه بشكل مباشر أن “عمليات التسجيل يجب أن تتوقف هنا”.

 وتشير المعطيات إلى أن الخلافات تركزت على تسجيل محادثات واجتماعات داخل المركز، بشكل علني وسري على حدّ سواء، ما أثار خشية دولٍ مشاركة أخرى من احتمال إساءة استخدام المعلومات. القوات الأميركية وعدد من الدبلوماسيين العاملين في المركز أعربوا عن قلقهم من أن تكون “إسرائيل” تجمع بيانات حساسة قد تُستغل ضدهم، فيما تلقى بعض المشاركين تعليمات بالامتناع عن مشاركة معلومات دقيقة أو استراتيجية.

 ورغم ذلك، امتنعت المؤسستان العسكريتان في واشنطن و”تل أبيب” عن التعليق مباشرة على الاتهامات، في حين اكتفى جيش الاحتلال بالقول إن الاجتماعات داخل المركز “غير سرية”، وإن عملية التوثيق تتم “بشكل مهني وشفاف”، واصفاً الاتهامات بأنها “غير منطقية”. 

وتضيف الجارديان أن عشرات الجنود الأميركيين الذين نُشروا في القاعدة لدعم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وخطة إعادة إعمار غزة، وجدوا أن التحدي الأساسي لم يكن متعلقاً بالقدرة اللوجستية، بل بالقيود التي تفرضها “إسرائيل” على دخول المواد والمعدات إلى القطاع. وقد غادر بعضهم فعلاً خلال أسابيع قليلة من وصولهم، بعدما اصطدموا بعقبات حالت دون توسيع حجم المساعدات الإنسانية.

 وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ المناقشات داخل المركز ساهمت في دفع “إسرائيل” إلى تعديل جزء من قائمة “المواد ثنائية الاستخدام” الممنوع إدخالها إلى غزة، وهي قائمة لطالما منعت وصول مواد أساسية مثل أعمدة الخيام ومواد تنقية المياه. 

وذكر وزير الخارجية الهولندي دافيد فان فيل للصحيفة أنه تلقى إخطاراً بإلغاء حظر أحد المواد بعد نقاشات داخل المركز. ومع ذلك، تواصل “إسرائيل” منع دخول مواد بسيطة مثل أقلام الرصاص والورق إلى المدارس، من دون تقديم تبرير مقنع.

 وبرغم التصريحات الأولية التي تحدثت عن “تنازل” من جانب “إسرائيل” لصالح الولايات المتحدة بشأن صلاحيات دخول المواد إلى غزة، يؤكد الدبلوماسيون أن السيطرة الكاملة لا تزال بيد “إسرائيل”. 

وعبّر مسؤول أميركي عن ذلك بالقول: “هذا تعاون مشترك، لكن الحقيقة هي أنهم اليد، والمركز هو القفاز فوق تلك اليد”. ويقع مقرّ مركز التنسيق في مبنى شاهق داخل المنطقة الصناعية بكريات غات جنوب تل أبيب، كان سابقاً مقراً لمنظمة غزة للإغاثة الإنسانية التي واجهت انتقادات حادة بسبب إدارتها عمليات توزيع الغذاء في غزة والتسبب في ازدحامات قاتلة عند مراكز التوزيع. 

ولا تزال حزم غذائية تحمل شعار المنظمة مكدّسة في المكان. ويعمل الأميركيون والإسرائيليون في طوابق منفصلة، مع وجود مكاتب لدول شريكة أخرى. 

وتشير وصف الصحيفة إلى أنّ البيئة الداخلية تشبه “مساحة عمل لشركات التكنولوجيا الناشئة” بما فيها من قاعات واسعة بلا نوافذ، مغطاة بالعشب الصناعي، ولوحات بيضاء في كل مكان، وغرف اجتماعات مرتجلة يجتمع فيها جنود ودبلوماسيون وعاملون في المجال الإنساني.

 وتسربت أيضاً لغة شركات التكنولوجيا إلى العمل الإنساني داخل المركز؛ إذ يُشار إلى سكان غزة أحياناً بعبارة “مستخدمو النهاية”، فيما تعمل الفرق وفق برامج تحمل أسماء مثل “أربعاء التعافي” لإعادة تأهيل المستشفيات، و”خميس العطش” للتعامل مع مشاريع المياه والصرف الصحي.