الحدث الإسرائيلي
كشفت تقرير لهيئة البث العامة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أعد في الأسابيع الأخيرة خططا لهجوم واسع النطاق ضد "حزب الله" إذا فشلت الجهود في نزع سلاحه ضمن المهلة المحددة.
وأوضح التقرير أن قيادة الجيش الإسرائيلي، بمشاركة القيادة الشمالية ومديريتي الاستخبارات والعمليات، أعدت الخطط تحسبا لانتهاء المهلة التي حددتها الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله والمقررة بنهاية عام 2025 (أي نهاية ديسمبر الحالي).
وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، وفقا للتقرير، إن الأمريكيين أُبلغوا بأن إسرائيل ستتولى بنفسها نزع سلاح الحزب إذا لم يتم ذلك فعليا على الأرض، حتى وإن أدى ذلك إلى "أيام من القتال أو تجدده في الشمال". ونقل الأمريكيون هذا التحذير إلى الحكومة اللبنانية، التي ردت بأن العملية معقدة وتتطلب مزيدا من الوقت.
وفي إطار الاستعدادات، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مؤخرا تدريبات مكثفة في الأجواء الإسرائيلية وفوق البحر المتوسط بمشاركة مقاتلات.
من جهة أخرى، يقدر في أوساط إسرائيلية أن الحكومة اللبنانية تتجه للإعلان خلال الأيام المقبلة عن نزع سلاح حزب الله في مناطق واسعة جنوب نهر الليطاني، قبل انتهاء المهلة. وأشارت القناة "كان 11" إلى أن هذا الإعلان قد يرافقه مطلب لبناني بانسحاب الجيش الإسرائيلي من خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة منذ الحرب الأخيرة.
وأضاف التقرير أن مسؤولين لبنانيين أفادوا الجانب الأمريكي بأن الجيش اللبناني تمكّن من "نزع السلاح" أو "تفكيك البنى العسكرية" في حوالي 80% من المساحة جنوب الليطاني حتى الآن.
في السياق نفسه، زعمت أجهزة أمنية إسرائيلية أن حزب الله "يسعى إلى إعادة بناء جزء من قدراته العسكرية في الجنوب". وزار السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، اليوم الحدود اللبنانية وتلقى إحاطة من ضباط كبار في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي حول هذه المزاعم.
وبحسب تقرير آخر لقناة "كان 11"، من المقرر أن يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما المقرر نهاية الشهر في فلوريدا، المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة إضافة إلى "التصعيد في لبنان وإعادة بناء قدرات حزب الله".
من جهته، رفض الرئيس اللبناني جوزيف عون، الاثنين، ما وصفه بـ"الادعاءات الأمريكية" التي تتهم الجيش اللبناني بالتقصير جنوب الليطاني، مؤكدا أنها "لا أساس لها من الصحة". وأشار إلى أن الجيش نفذ مهمته كاملة وسقط 12 قتيلا من عناصره خلال تنفيذ المهام، وأن تقارير قيادة اليونيفيل وسفراء دول مجلس الأمن أكدت فعاليته.
يواصل لبنان التحضير للاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في 19 ديسمبر. وشدد الرئيس عون سابقا على أن "لغة التفاوض يجب أن تسود بدل لغة الحرب".
يذكر أن لبنان يتهم إسرائيل بارتكاب آلاف الخروقات لوقف إطلاق النار منذ الحرب الأخيرة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى لبنانيين، واستمرار احتلال خمس تلال لبنانية بالإضافة إلى مناطق أخرى منذ عقود. وتخشى السلطات اللبنانية من أن يؤدي أي تصعيد إلى اندلاع شرارة لحرب جديدة واسعة النطاق في الجنوب.
