السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": مهجرون يبدون آمال حذرة مع الإعلان عن انطلاق قطار الإعمار

2015-07-25 11:16:59 AM
متابعة
صورة ارشيفية

 

الحدث-غزة-محمد مصطفى
 
رغم أن اللحظة الفعلية لانطلاق عملية الإعمار في قطاع غزة، كانت حلما يراود كافة المهجرين، ممن فقدوا منازلهم خلال عدوان الصيف الماضي، إلا أن هذا الحدث لم يبدو جللا عند معظمهم، واستقبله الكثيرون بفتور شديد، وحالة من اللامبالاة، وأبدى الغالبية آمالا حذرة حيال مما سيحمله المستقبل من تطورات.
 
فتوالي الخيبات، وسيل الوعود الكاذبة، التي تلقاها هؤلاء المهجرون، تجعلهم لا يفرطون في التفاؤل، وينتظرون رؤية إعمار حقيقي لا "تلفزيوني"، كما وصفه البعض.
 
إعمار دعائي          
      
المواطن عبد الله ياسين، من سكان جنوب قطاع غزة، أكد أن سيلا من الوعود الكاذبة، وحقن المخدر التي تلقاها المهجرون منذ انتهاء العدوان، وبدء تطبيق ما يعرف بـ"خطة سيري" الفاشلة، كفيل بأن يفقد هؤلاء المتضررين ثقتهم بكل ما يقال.
 
وأكد ياسين أنه تابع كأي مواطن عادي تدشين بدء إعمار أول منزل في غزة، لكنه يشعر بأن ما شاهده مجرد إعلان تلفزيوني على حد وصفه، فما المانع من البدء بإعادة إعمار مئات المنازل في آن واحد، في حال كانت هناك نية حقيقية لذلك.
 
وأعرب ياسين عن اعتقاده بأنه طالما بقيت سلطات الاحتلال تتحكم في إدخال مواد البناء، وتسمح بوصولها للقطاع بالقطارة، وواصل المانحون حجب الأموال التي تعهدوا بها خلال مؤتمر المانحين في شرم الشيخ، فإن العملية تبدو طويلة، وإعادة إعمار آخر منزل قد يتم بعد عقدين من الزمن أو أكثر.
 
ثقة منزوعة
 
أما المواطن أحمد حمدان، فأكد أنه لا يؤمن بكل ما سمعه عن بدء إعادة الإعمار، وبات يتأهب وعائلته لحياة تهجير قد تكون طويلة، وهو بدأ بالفعل بالبحث عن بيت ملائم يستأجره، ليستقر فيه وأسرته في الفترة التي ستفصله عن بناء منزله البديل، والتي قد تستمر عدة سنوات وفق تعبيره.
 
وتساءل حمدان: كم مرة أبلغنا بقرب انطلاق قطار الإعمار، وطلب منا تجهيز أوراقنا وتراخيص البناء؟، وفي كل مرة ننتظر ونجهز الأوراق، ثم لا نجني سوى الخيبات والإحباط.
 
ونوه إلى أن ثمة مئات المنازل لم يتم رفع أنقاضها بعد، وهناك مبان آيلة للسقوط تهدد حياة الناس لم يتم التعامل معها، فمن باب أولى وقبل البدء بالحديث عن انطلاق عملية الإعمار، إزالة الركام، وإنهاء خطر المباني الآيلة للسقوط.
 
إعلان بدء الإعمار
 
وأعلن وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أول من أمس الأربعاء، عن البدء ببناء أول "وحدة سكنية" مدمرة بشكل كلي جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي.
 
وقال الحساينة في تصريحات صحافية، إن قطاع غزة يشهد اليوم البدء ببناء أول وحدة سكنية مدمرة كلياً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
 
وأكد الحساينة أن الطواقم الهندسية والفنية التابعة لوزارة الأشغال، بدأت في عملية إنشاء "قواعد" المنزل المدمر.
 
وأضاف الحساينة أن بناء الوحدة يأتي بتمويل من دولة قطK التي تقدمت بمنحة لإعادة بناء "ألف" وحدة سكنية في قطاع غزة مدمرة بشكل كلي.
 
تفاؤل حذر
 
أما المواطن سامي عوض، فقد أبدى قدر محدود من التفاؤل، مستعينا بالمثل الشعبي الفلسطيني الذي يقول: "إذا مطرت على بلاد بشرت على بلاد"، وقال إنه يأمل بأن يكون ما رآه وسمعه في وسائل الإعلام بداية حقيقة لعملية الإعمار، تنهي الجمود في هذا الملف، والذي استمر نحو العام.
 
وشدد عوض على أن الفترة الماضية كانت شهدت تقصيرا من أصحاب الشأن أنفسهم، فكان يجب على المهجرين، ممن فقدوا منازلهم، ويعيشون حياة قاسية، القيام بسلسلة من الفعاليات والتظاهرات، للضغط على الجهات المعنية، من أجل التسريع في البدء بعملية الإعمار.
 
ودمرت قوات الاحتلال آلاف المنازل في عدوانها الأخير على غزة، وقد تعهد مانحون من مختلف أنحاء العالم بدفع أكثر من خمسة مليارات دولار، لإعادة إعمار القطاع، غير أن معظم هذه الأموال لم تصل، كما أن إسرائيل تقطر إدخال مواد البناء، ما يحول دون الشروع بإعمار حقيقي.