#الحدث- مصدر الخبر من نيوزويك
في يوم الجمعة، قتلت إسرائيل أربعة مسلحين فلسطينيين على الأقل ينتمون لخلية يُعتقد أنها موجهة إيرانيًا، ردًا على الصواريخ التي تم إطلاقها على شمال إسرائيل في اليوم السابق بحسب مسؤول إسرائيلي عسكري؛ مما يجعل جيش الاحتلال الإسرائيلي أقرب إلى كونه في صراع مباشر مع إيران في الحرب المعقدة بالفعل الدائرة في سوريا.
وقد نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على سيارة يوجد بها على الأقل أربعة عناصر مشتبه بهم من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والتي يتم تمويلها من قبل إيران كوكيل لها في كل من قطاع غزة وسوريا، ردًا على أربعة صواريخ تم إطلاقها على شمال إسرائيل في منطقة الجليل.
وقد صرح المسؤول العسكري لموقع نيوز ويك قائلًا: “كنا نراقب هذه الخلية لمدة طويلة ونجحنا في استهدافهم بغارة جوية عندما كانوا يستقلون سيارة في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في مكان ما يقع على بعد من 10 كم إلى 15 كم من الحدود مع إسرائيل على مرتفعات هضبة الجولان السورية“.
وأضاف المصدر قائلًا: “قمنا بقصف السيارة ونعلم أنه تم قتل أربعة وربما خمسة عناصر، كلهم ينتمون إلى الخلية التي أطلقت الصواريخ بالأمس. ومرة أخرى، كانوا جميعًا يعملون تحت إشراف قوات القدس الإيرانية“.
وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت لديه معلومات استخباراتية موثقة تفيد بأن سفيد أزدي، قائد الجناح الفلسطيني بفيلق القدس الإيراني، “يقف وراء” الهجمات الصاروخية.
وقد نفى مسؤولو حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مشاركة الحركة في الهجوم الصاروخي على إسرائيل؛ حيث تتركز عمليات الحركة بشكل أساسي في قطاع غزة، ولكن مقرات القيادة الخاصة بها توجد في العاصمة السورية دمشق.
ومن جانبه، نفى التليفزيون الرسمي السوري ادعاءات الجيش الإسرائيلي باستهداف مسلحين، قائلًا إن قوات الدفاع الإسرائيلية قد استهدفت “سيارة مدنية” مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص قرب سوق مزحمة في قرية أكوم.
وقبل غارة يوم الجمعة، شن الجيش الإسرائيلي أعنف هجوم له على أهداف في سوريا منذ حرب يوم كيبور في العام 1973 في وقت متأخر من يوم الخميس، وقام بقصف 14 موقعًا عسكريًا في مرتفعات هضبة الجولان السورية، والمنطقة الحدودية التي تم تقسيمها منذ استيلاء إسرائيل على بعض الأراضي منذ حرب عام 1967 بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. وقال التليفزيون الرسمي السوري إن جنديًا قد قُتل وأصيب سبعة آخرون جراء الغارات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إن إسرائيل كانت ترد فقط على الاستفزاز، ولم تكن تسعى إلى تصعيد مع سوريا. وقال: “ليس لدينا نية لتصعيد تلك المواجهة، ولكن سياستنا الخاصة بالانتقام للهجمات التي تنفذ ضد المدنيين الإسرائيليين لازالت قائمة كما هي“.
ويقول رون، نائب رئيس قسم الشام بمركز استشارات المخاطر الجيوسياسية القائم بتل أبيب، إن المزيد من الصراع عبر الحدود الإسرائيلية السورية هو أمر متوقع بسبب وجود جماعة أخرى في سوريا مدعومة من إيران، وهي حزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية المسلحة. ويضيف قائلًا: “بالنظر إلى المستقبل، طالما بقي حزب الله موجودًا هناك، فإننا سوف نشهد مزيدًا من الاستفزازات من هذا النوع. وقد قال حسن نصر الله زعيم حزب الله قبل بضعة أشهر مضت إن الجولان جبهة جديدة للجماعة، وإنها مثل جنوب لبنان، وهي الجبهة التي يعتقدون أن لديهم شرعية لمحاربة إسرائيل عليها. ومع ذلك، أعتقد أنه ليس من مصلحتهم أن يبدؤوا صراعًا واسعًا؛ إذ إن ذلك سوف يضر على نحو واضح بجهودهم في الحرب الأهلية“.
ولطالما كانت إيران هي الحليف العسكري والمالي الأساسي لدمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في العام 2011. وقد ذكرت وكالة أنباء رويترز أنه في العام 2013 منحت إيران سوريا تسهيلًا ائتمانيًا بقيمة 3.6 مليارات دولار، وفي شهر يوليو، حصلت دمشق على تسهيل آخر بقيمة مليار دولار من إيران.
وفي الأسبوع الماضي، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإجراء تدريبات واسعة النطاق للتحضير لعملية برية محتملة في سوريا في حالة التعرض لهجوم من قبل حزب الله أو من قبل الجماعات الإسلامية المتمردة الأخرى المشاركة في الحرب الأهلية السورية. وتعتقد مصادر عسكرية إسرائيلية بوجود المئات من مقاتلي حزب الله في المنطقة الذين يتم تمويلهم وتوجيههم من قبل طهران، وقد نفذت إسرائيل عددًا من الغارات الجوية ضدهم في هذا العام.
وفي شهر أبريل، قتلت طائرة إسرائيلية ثلاثة مسلحين كانوا يحاولون زرع قنبلة على الحدود الإسرائيلية. ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن تلك المحاولة، ولكنّ مسؤولًا إسرائيليًا أخبر موقع إسرائيل تايمز أنهم يشتبهون في تورط حزب الله الذي ترعاه إيران بشكل رئيس في الهجوم. وقد أصدر الجيش الإسرائيلي لقطات مصورة لضربات يوم الأحد.