الشخص "المسطح" من لا يمتلك عمقا، أو بعدا شخصيا ذو قيمة أو معنى، من يستسهل حالة العيش في الفراغ، في اللا معنى، في اللا قيمة، في اللا مضمون، فلا تكون في حياته تفاعلات مع المحيط بما يمكن أن يترك أثراً أو قيمة إضافية بمعنى مادي أو معنوي له ولغيره.
هو بلا ظلال، بلا كوامن، أقرب إلى الهوامش، بعيد عن الاهتمام بالمركز، لا يعنيه ما يمكن أن يعني شيئا ما.
هو بلا محيط حوله، يعيش معنا لكنه وحده، هو خارج الدائرة، هو بلا دائرة، لكنه يدور ويدور حتى يدوخ، هو شخصية طوال الوقت دائخةـ
هو فطرة خاملة، فطرت على سجيتها وبقيت على سجيتها كما هي دون تنام تصاعدي، وتطور درامي لمكنوناتها.
هي المتلقية، هي مكان وقوع الفعل، أو المفعول بها، هي شبهة ضحية، أو من تتعمد أن تكون في موقع الضحية.
هي الشخصية التي لا تقوى على المواجهة، المنسلة، المنسحبة، غير المستجيبة، الكئيبة، لا تلين وتستهين بالأمور، عبدة الآمر، تائهة تالفة متلفة هاملة.
كثيرة الشؤون بالعموم، ثرثارةٌ غيور، بلا صبر تعيل به، قلبها معلول.
لا تتلقى استغاثة مستغيث، ولا تكون في موضع الغوث أو الإغاثة.
الهاربة، الفارة غير الكارة، المدبرة غير المقبلة، المعسرة غير الميسرة، الفاضحة لا الساترة، الناقصة في مواضع الكمال، البعيدة عن قدرة الاحتمال منا لها ومنها لنا.
الشخصية المسطحة، هي من سويت حتى نخت، وبركت، فبوركت.
هي بلا فجوات ولا نتوءات ولا تعرجات، فيها من الكسل الروحي ما يحفز كسلا عقليا وما ينمي كسلا أخلاقيا فينعكس كسلا وطنياُ.
هي الشخصية الغارقة في تفاصيل التفاصيل حتى تضيع روحها.
الشخص المسطج بلا روح، بلا حياة، ميت في شبهة حي.
وكم منا ظن أنه حي لكنه في الأصل كان مسطحاً.
.jpg)
.png)
