الحدث- محمد مصطفى
غرقت مدينة رفح جنوب قطاع غزة في ظلام دامس مجدداً، بدءاً من ساعات مساء أمس الخميس، بعد تعطل محطة كهرباء "الشيخ زويد" المصرية، للمرة الخامسة منذ شهر آذار الماضي.
وقالت مصادر مطلعة، إن خطوط الكهرباء المصرية الثلاثة المغذية للمدينة توقفت بشكل كامل ومفاجئ، وغرقت الأحياء والمخيمات في ظلام دامس، ما فاقم من معاناة المواطنين، خاصة في ظل الأجواء الحارة، التي تعصف بالمنطقة منذ مدة.
وأكدت مصادر في الشركة، أن العطل الحالي يأتي امتداد لسلسلة من الأعطال المتكررة على الخطوط المصرية، بحيث بات لا يمر أسبوع دون توقف خط أو أكثر ليوم أو يومين أو حتى ثلاثة، لدرجة أن الكهرباء في رفح لم تعد مستقرة، وساعات الفصل أصبحت تفوق ساعات الوصل بكثير.
وبينت المصادر نفسها أنه وكالعادة، تجرى اتصالات مع الشركة المصرية المزودة في محاولة لحثها على سرعة إصلاح الأعطال، وعودة الكهرباء للمدينة بصورة طبيعية، غير أن الشركة المصرية لم تعط مواعيد لإعادة إصلاح الخلل، وتقول إن هناك أوضاع أمنية صعبة حالت دون إصلاحه يوم أمس الخميس، واعدة بالمحاولة خلال اليوم الجمعة.
حالة غضب
وخلفت الأزمة المذكورة حالة غضب بين أوساط المواطنين، مطالبين الشركة بتعويض العجز في رفح، على غرار ما كانت تفعل حين توقف محطة توليد غزة، وتسحب الخطوط المصرية لخارج المدينة، بحجة تعويض المناطق الأخرى ومساواة رفح بغيرها.
وقال الإعلامي والناشط محمود فودة، إن مدينة رفح باتت من أكثر مناطق القطاع ظلماً في أوضاع الكهرباء، والشركة تمارس عليها إجحاف فادح، فحين تكون الخطوط المصرية موصولة، يتم ترحيل كمية منها قد تصل إلى 25 أو 30%، إضافة إلى خط كهرباء إسرائيلي، هو ملك للمدينة يتم سحبه لخارجها أيضاً، أما حين تتوقف الخطوط المصرية فيغلق المسئولون آذانهم، ويتركون رفح تعاني الأمرين.
وبين فودة أن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيس بوك وتويتر، غصت بمئات من منشورات الغضب، والناس في الشوارع يتحدثون ويشعرون بالظلم، وهناك من توجه لمقر الشركة غاضباً، والأمور في حال لم تعوض الشركة رفح بحاجتها من التيار، قد تخرج عن السيطرة.
وقال فودة: لا يعنينا من أين الخلل، ولا يهم الناس ما يسمعوه من تبادل للاتهامات، المهم أن يتم مساواة رفح بباقي القطاع، وأن يوقف الظلم الذي يمارس على هذه المدينة الحدودية، التي قارب عدد سكانها على ربع مليون نسمة.
أزمة وأزمات
أما المواطن يوسف الحاج، فتساءل إلى متى سيظل سكان رفح تحت رحمة خطوط الكهرباء المصرية المتهرئة، التي تتعطل أكثر مما تعمل.
وأكد أن المشكلة تكمن بأن توقف الخطوط المصرية يجر مشاكل وأزمات إضافية، أبرزها أزمة مياه، فقد شهدت معظم الأحياء والقرى الواقعة شرق وشمال المدينة، ومن بينها المنطقة التي يقطن فيها، أزمة مياه خانقة، بحيث لم تصل المياه لبعض المناطق في موعدها.
وطالب الحاج بضرورة وضع خطة بديلة تعويضية، يتم اللجوء إليها فور توقف خطوط مصر، بحيث يستمر وضع الكهرباء في رفح بشكل منتظم، لا أن يصبح الجدول فجأة 3 ساعات وصل مقابل 21 قطع، في حين تعيش باقي مناطق القطاع جدول 8/8.
يذكر أن مدينة رفح، تعتمد بصورة كلية على الكهرباء المصرية، حيث تحصل على حاجتها من الطاقة عبر ثلاث خطوط، بقدرة إجمالية تصل إلى حوالي 720 أمبير.