#الحدث- محمد غفري
قال القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح محمد دحلان، إن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يحمل احتمالين لا ثالث لهما.
عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، قال دحلان: إن خطاب الرئيس عباس أثار تكهنات كثيرة بسبب سياسة الغموض والتعتيم و المناورات التكتيكية، مما يضع المشهد برمته أمام احتمالين لا ثالث لهما.
وتوقع دحلان، إما أن يكون الخطاب معبراً عن نبض الشعب و قرارات المؤسسات الوطنية و مواقف القوى السياسية الكبرى، أو خطاباً يعتمد على آراء و توجهات المطبخ السياسي المتناهي الصغر، بتأجيل القرارات والاكتفاء بالتلويح بها، الأمر الذي وجده دحلان يضاعف من حالة الاحتقان والارتباك السياسي الفلسطيني.
في ذات السياق، أكد دحلان أن المطلوب ليس قنابل أو مفاجآت، بل امتثال الخطاب لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة، خاصة قراره بوقف التنسيق الأمني المجاني، وتعليق العمل باتفاقيات باريس المجحفة، واتخاذ خطوات عملية لإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، على أن يعقب ذلك مباشرة تفعيل الإطار القيادي المؤقت، لإتمام المصالحة الداخلية، وإقرار برنامج وطني وقومي للدفاع عن القدس وحمايتها من الخطر الداهم، إلى جانب الشروع في إعادة بناء المؤسسات الوطنية، وصولاً إلى انتخابات وطنية رئاسية و برلمانية متزامنة ومتوازية في الداخل والخارج قبل الربيع القادم على أقصى تقدير .
واعتبر دحلان المقيم في دولة الإمارات العربية، أن الموقف لا يحتمل الغموض، وسلسلة العروض والوعود المقدمة في نيويورك ليست أكثر من فخ سياسي جديد، حسب تعبيره.
وأشار دحلان إلى الرئيس أبو مازن، "عليه أن يتجنب الوقوع في شراك هذا الفخ السياسي، لأن الرئيس يعلم جيداً أن شعبنا متلهف لخطاب يعكس مواقفه الجوهرية، ويعلن فيه عن قرارات فلسطينية كبرى تدعمها الأغلبية الفلسطينية، يترجم كبرياء و صلابة الشعب"، و أضاف "آن الاوان كي ننقل للعالم مواقف و مطالب الشعب، لا أكثر ولا أقل، و ذلك هو معنى القيادة" .
وأضاف في تدوينته، "كان من الأفضل مكاشفة الشعب قبل مكاشفة العالم، على الأقل بعرض الخطوط العريضة لخطاب نيويورك على المؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك الإطار القيادي المؤقت، لبناء حالة إجماع و توافق وطني حوله ، بدلا من احتكار المشهد لأغراض دعائية أو تكتيكية، و مع ذلك نرجو الله أن يجسد الخطاب الآمال و التوقعات الوطنية، ونحن جميعاً على أهبة الاستعداد، و على قلب رجل واحد، لدعم أي قرار وطني يتلاءم مع طموحات شعبنا"، موضحاً، أنه في ضوء ما تحدث به الرئيس نفسه مراراً ، و كذلك المقربون منه، يصبح من الطبيعي أن نتوقع خطاباً واضحاً ومحدداً، بعيداً عن الانشائية والشكاوى التقليدية.