السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لا عصمة ولا قداسة لرأي على رأي - رولا سرحان

2015-10-18 10:19:00 PM
لا عصمة ولا قداسة لرأي على رأي - رولا سرحان
صورة ارشيفية

منذ أن نشرت صحيفة الحدث، وعبر موقعها الإلكتروني، مقال الصحفي محمد دراغمة المعنون: "لا تذهبوا إلى الموت، فلسطين بحاجة إليكم أحياء"، لم تهدأ التعليقات التي وصلت الصحيفة، سواء عبر الاتصال الهاتفي، أو التعليق المباشر على صفحة "الحدث" على الفيس بوك، أو عبر البريد الخاص، أو حتى من خلال اللقاءات الشخصية لإبداء الرأي في المقال، إما قبولاً وإما رفضاً لما جاء فيه.
 
وقد وصل الأمر حدّ اتهام الصحيفة "بالمأجورة" وأنها تتبنى فكرا إنهزاميا، وأنها تروج أفكار الطابور الخامس، وذلك في مقابل آراء عدة وجهت لنا كل صنوف الشكر والثناء، وأيدت بالمطلق كل ما ورد في مقال دراغمة، وحيّتنا على جرأتنا في قول ما لم يستطع أحدٌ قوله في وقت يرتقي فيه الشهداء إلى السماء.  
 
أما وأن الأمر قد وصل إلى مداه التفاعلي الذي يستحق، وأخذ نصيبه نقداً ودعما، تأييداً وتفنيداً، فقد اقتضى منا الأمر، نحن الصحيفة، توضيحاً لرأي الحدث مما نشره دراغمة، ونشره آخرون في صحيفتنا ولاقى ذات التفاعل، منطلقين بداية من تعريف قرائنا ومتابعينا الأعزاء  بأسس سياستنا التحريرية، ونهج عملنا في "الحدث"، وآلياته، والطريقة التي نقيم بها ما ننشره، وحجم ووقع ما ننشر على مسوغات تنشيط مقامات التفكير الحر، وبعث مساحات احترام الرأي في مقابل رأي الآخر.
 
بدايةً، نؤكد أن صحيفة "الحدث" هي منبرٌ مفتوح أمام كل صاحب مقولة، بغض النظر عما ورد فيما كتب من رأي، ما لم يتجاوز معاييراً وأصولا وأخلاقاً تعارفنا عليها نحن معشر العاملين في عالم الصحافة.
 
أما هدفنا، فقد كان وما زال، من وراء كل ما ننشر، هو إتاحة مساحة للنقاش التفاعلي البناء الذي يؤسس قاعدة للتفكير الحر المستقل، ويعزز حقنا في حرية الرأي والتعبير،  وحقنا في المعرفة والوصول إلى المعلومة وتبادلها بالنقاش والتحليل.
 
نؤمن في صحيفة "الحدث"، أن النقاش الحر ينتج فكراً حراً، وهو أساس بناء المجتمعات وأساس بناء الفرد الحر المدرك لمفهوم مواطنته القائم على حقه الأصيل في المشاركة والتعبير.
 
مهمتنا في "الحدث" أن نرسخ قيم الإعلام المتفق عليها؛ جرأة ومهنية وموضوعية في طرح رسالتنا الصحفية، وتخطي كل المعوقات في سبيل إطلاق المقولة الصادقة وكشف الحقيقة، وإن لم ترق للبعض.
 
نحن في "الحدث" على قناعةٍ تامةٍ، بأننا سننجحُ في أن تكون لنا بصمةٌ، ليست إعلامية فقط، بل مجتمعية، لأننا نساهم في التأسيس لحالة القبول بالآخر وإن اختلفنا معهُ في الرأي، دون الاستسلام لإطلاق الأحكام تشكيكا وتخوينا أو تأييدا ودعما، منطلقين من قاعدة "رأينا صوابٌ يحتملُ الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب".
 
أما وأن هذا هو حالنا، وحال العاملين في الصحيفة، فإن رأي "الحدث" فيما كتب محمد دراغمة هو:

لا عصمة ولا قداسة لرأي على رأي.