الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تأثير الانتفاضة على قطاع السياحة في "إسرائيل"

2015-10-25 07:25:14 PM
تأثير الانتفاضة على قطاع السياحة في
صورة ارشيفية

 الحدث- أ. ف. ب

في العادة يمتلىء جدول حجوزات "فيتوريو دي سيزاري" لجولات في الأماكن المقدسة في القدس في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، ولكن ليس هناك أي حجز لهذا العام بسبب الأوضاع الأمنية. ومنذ بدء موجة العنف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر قتل 54 فلسطينيًا منهم عربي إسرائيلي واحد فضلا عن مقتل ثمانية إسرائيليين.
 
وتبدو الاسواق التي تكون مزدحمة عادة، فارغة بينما تعاني السياحة في إسرائيل علما بأنها تدر دخلا سنويا يقدر بخمسة مليارات دولار أمريكي و يعمل فيها 6% من اليد العاملة.
 
ومع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد وإمكان مجيء كثير من الزوار إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية وبيت لحم في الضفة الغربية فإن منظمي الرحلات يأملون بانتهاء "العنف" وعودة الهدوء. وكانت السياحة قد بدأت بالانتعاش بعد تدهورها العام الماضي أثناء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة قبل بدء موجة العنف الحالية.
 
وقال دي سيزاري "كان لدينا لنحو عام عدد قليل من السياح القادمين، ولكن عملنا تحسن في الأشهر الاخيرة". وتدارك الإيطالي (58 عاما) الذي يقيم في البلاد منذ ثلاثين عاما "فجأة، بسبب الوضع الجديد فان الأمور تسير بشكل سيء للغاية". وأوضح أنه تم إلغاء حجز في أوائل هذا الشهر ولكن لديه حجزًا آخر هذا الاسبوع.
 
وفي سوق محانيه يهودا الاسرائيلية المركزية في القدس الغربية، تراجع عدد السياح خمس مرات عن المعتاد، بحسب أصحاب المحلات هناك، بينما تمتلىء الأزقة الضيقة في البلدة القديمة في القدس الشرقية برجال الشرطة الإسرائيلين ورجال أمن بالإضافة إلى نقاط تفتيش.
 
وتضم البلدة القديمة العديد من محال بيع التذكارات والمطاعم السياحية، واستمر تدفق السياح الأجانب إليها ولكن بنسبة أقل من المعتاد. وقال جون جسور (50 عامًا) وهو فلسطيني لديه محل تذكارات صغير عند مدخل كنيسة القيامة إن نسبة المبيع انخفضت منذ أول تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
 
ومع تزايد الهجمات، ألغت شركتان ألمانيتان رحلاتهما إلى الأراضي المقدسة حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر على الأقل. وأفادت شركة ألمانية أخرى تسمى "رحلات الكتاب المقدس" وتنظم 100 رحلة سنويا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية أنها أغرقت باسئلة الزبائن ولكن عددا قليلا منهم ألغى رحلاته. ووقف السائح السلوفاكي ماريك (22 عاما) خارج كنيسة القيامة مؤكدا أنه ووالداه غير قلقين على سلامتهم. وقال "لن يحدث اي شيء لك في إسرائيل لأن فيها شرطيا لكل سائح".
 
وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، حيث تقع اشتباكات يومية بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق قريبة من الفنادق وكنيسة المهد، تنتشر رائحة الغاز المسيل للدموع على بعد أمتار من الكنيسة وتبدو الفنادق خالية.
 
وتقول غرفة التجارة المحلية إن هناك "تراجعا في السياح" ولكن لم تصدر وزارة السياحة الفلسطينية حتى الآن أي أرقام رسمية. وخسر قطاع السياحة العام الماضي خلال الحرب على قطاع غزة نحو مليار شيكل (260 مليون دولار)، وفقا لأرقام صادرة عن جمعية الفنادق الإسرائيلية.
 
من جهتها، أفادت وزارة السياحة الاسرائيلية أن عدد السياح في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام كان أقل بـ 8% مما كان عليه في 2014. لكن المدير العام للوزارة أمير هليفي أكد أن تقييم تأثير أعمال "العنف" لا يزال مبكرًا. وقال لوكالة فرانس برس "حتى الان، ما زال السياح يأتون"، مضيفا "هناك الغاءات ولكن بنسبة ضئيلة". وأضاف "هناك أشخاص يذهبون أكثر إلى تل أبيب وأقل إلى القدس ونحن نفهم ذلك".
 
وأوضحت بنينا شاليف المتحدثة باسم جمعية الفنادق الإسرائيلية أن أصحاب الفنادق قلقون من الأشهر المقبلة وقالت "يعد شهرا تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الأفضل خلال العام.ولكننا نشعر بالقلق من كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير".
 
ويمكن أن تؤثر الاضطرابات بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام. وأوضح أساف رازين أستاذ الاقتصاد في جامعة تل ابيب أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت منذ عام 2000 حتى عام 2005 أدت إلى تباطؤ النمو بنسبة 7%.
 
شاترستوك

وإذ تحدث عن تأثير قصير المدى لأعمال العنف الاخيرة مع ضعف العملة، أكد أن الأزمة ستترك أثرا "هائلا" اذا طالت. وقال "ستضطر إسرائيل إلى زيادة النفقات على الأمن والدفاع على حساب المصاريف الاجتماعية مثل التعليم". ومن المخاطر المحتملة أيضا بحسب رازين تراجع الاستثمارات الأجنبية ونزوح العقول اللامعة في الدولة العبرية.

أما سي روس انثوني مدير مركز إسرائيل فلسطين في معهد راند الأمريكي فقال إن التأثير على الاقتصاد الفلسطيني سيكون أكثر وضوحًا. وفي دراسة حديثة، أجرى انثوني تقييما للأثر الاقتصادي استنادا إلى سيناريوات سياسية محتملة خلال عشر سنوات، موضحا أن تجدد الصدام المباشر سيضر بالاقتصاد الفلسطيني أكثر باربع مرات من الاقتصاد الإسرائيلي من حيث خسائر الناتج المحلي الاجمالي. وتوقع أن يواجه الفلسطينيون مزيدا من القيود على الحركة والتجارة في حال استمرار أعمال العنف.