#الحدث-وكالات
طالب السفير عبد الله المُعَلِّمِي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة بإدانة الأفعال الإرهابية المتزايدة التى تقوم بها قوات الاحتلال و المستوطنين الإسرائيليين بشكل لا لبس فيه مؤكداً أنه يجب تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عنها، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية دون إبطاء.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها "المُعَلِّمِي" أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التى انعقدت لمناقشة التقرير الذى أعده سفراء سيرلانكا وماليزيا والسنغال و هم أعضاء اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة.
و قال " المُعَلِّمِي" إن المجموعة العربية تعرب عن بالغ قلقها بشأن التصاعد الخطير لأعمال العنف والاستمرار في الأعمال الاستفزازية والعدوانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإرهابيون ضد الفلسطينيين، على وجه الخصوص منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، والاستمرار في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وتحدي الشرعية الدولية.
و أشار" المُعَلِّمِي" إلى الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي عقد في مدينة الرياض، منذ عدة أيام في التاسع من نوفمبر الجاري، وصدر عنه القرار رقم 7986 بشأن "توفير الحماية في أرض دولة فلسطين" و الذي أكد "إدانة الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي، وإرهاب المستوطنين وما يرتكبه جيشها ومستوطنوها من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر."
و أضاف " المُعَلِّمِي"أن التقارير المقدمة إلى اللجنة أكدت أن إسرائيل، قوة الاحتلال، مستمرة في انتهاكاتها لحقوق الإنسان الأساسية وماضية في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، فهي لا تزال تستخدم القوة المفرطة والمميتة ضد الفلسطينيين، وتحتجز الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال، وتقوم بالتعريض بهم وتعذيبهم واستغلالهم.
وتابع:"هل رأيتم التعذيب النفسي والجسدي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين؟ هل رأيتم كيف تقوم إسرائيل، قوة الاحتلال، بقتل الأطفال بل دهسهم وسحلهم؟ هل رأيتم كيف تقتل النساء الحوامل والفتيات في دم بارد؟ إن هذه الأفعال الإرهابية المتزايدة يجب إدانتها بشكل لا لبس فيه ويجب تحميل الحكومة
الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عنها، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية دون إبطاء".
و أشار " المُعَلِّمِي" إلى أن استمرار السلطات الإسرائيلية والمستوطنين فى تدنيس المقدسات الإسلامية، ويهددون سلامة أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية، ويسعون لتهويد القدس الشريف والأماكن الإسلامية والمسيحية التاريخية، ونزع هويتها العربية، وتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك والحرم الشريف.
واعتبر أن هذه الانتهاكات أمور غير شرعية ولا يمكن السكوت عليها، بل يجب اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لإلزام إسرائيل، وقف وإلغاء جميع هذه الإجراءات غير القانونية وفقا لقرارات الشرعية ذات الصلة.
و أوضح " المُعَلِّمِي" أن آلة الهدم والتدمير الإسرائيلية التى تقوم بعمليات الإخلاء والتهجير القسري ضد الفلسطينيين، وهدم المنازل ومصادرة الممتلكات. كما تستمر إسرائيل، في سياسات وممارسات الفصل العنصري، والتوغل في نشاطها الاستيطاني بما يهدد حل الدولتين أي فرص حقيقية للسلام، في تجاهل تام لإرادة المجتمع الدولي. بالإضافة إلى تعريضها لأكثر من سبعة آلاف من البدو لخطر التشريد جراء التوسع الاستيطاني، ومواصلتها لبناء جدار الفصل العنصري، فضلاً عن استمراراها في انتهاك واستغلال موارد الجولان العربي المحتل، وتورطها في التجارة غير الشرعية في بضائع ومنتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة والأراضي العربية المحتلة في مخالفة للحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة.
و شدد " المُعَلِّمِي" على أن ما وصفه بـ"الحصار" ضد قطاع غزة جائر، و الذى أشار تقرير اللجنة الخاصة إلى الآثار الوخيمة التي سببها هذا الحصار من تفاقم لحدة الفقر، وانهيار للاقتصاد، وغياب لفرص العمل، وخاصة بالنسبة للشباب، وتضييق لأبسط سبل العيش الكريم، بجانب سياسة إسرائيل التعسفية في الضفة الغربية، بما في ذلك تقييد حرية التنقل، وما نتج عنها من تضييق لأوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
مشيراً الى أن آثار العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف العام الماضي، الذي حصد أكثر من الفي شهيد، وهدم الألاف من المنازل والمجمعات السكنية، والذي لم تنج منه حتى مؤسسات الأمم المتحدة، لا تزال حاضرة حيث لم تتمكن الآلاف من الأسر الفلسطينية من إيجاد مأوى لها بسبب عرقلة إسرائيل، قوة الاحتلال، لآليات أعمار غزة.
و اختتم " المُعَلِّمِي" كلمة المجموعة العربية بتأكيد الدعم الكامل للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته وتصديه لجميع الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة، و الدعوة إلى إلزام إسرائيل على احترام جميع الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي وقعت عليها، واحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ودعم الجهود الرامية إلى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي اللبنانية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل والانسحاب لحدود الرابع من يونيو 1967.