الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الشراكة النفطية والطاقة على رأس أجندة الرئيس القبرصي في زيارته الى اسرائيل

2015-11-14 05:58:23 AM
الشراكة النفطية والطاقة على رأس أجندة الرئيس القبرصي في زيارته الى اسرائيل
صورة ارشيفية

 الحدث - وكالات

صل الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس الى إسرائيل صباح يوم الجمعة لزيارة تستمر 24 ساعة الى القدس بهدف واحد ووحيد: تأمين وتعزيز وتوسيع التعاون في مجال الطاقة. وكان في استقبال أناستاسياديس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رحّب بالضيف القبرصي الرفيع بالقول "إنه ليشرفني ويسعدني أن نلتقي مجددا"، مشيدا بالعلاقات الوطيدة بين البلدين. إنه اللقاء الثالث بين نتنياهو وأناستاسياديس في نصف العام الأخير، وثالث زيارة للرئيس القبرصي الى إسرائي منذ آذار/ مارس 2013.

وقد تعززت العلاقات بين إسرائيل وقبرص منذ عدة سنوات، بالأخص في مجال الطاقة. وقد اكتشفت حقول للغاز الطبيعي في المياه الإقليمية الإسرائيلية والقبرصية، ما عزز العلاقات الثنائية والتعاون وكذلك في مجال الأمن البحري، بما في ذلك مخططات لتشييد أنبوب غاز يربط بين حقول الغاز الإسرائيلية والقبرصية وقوات مد عالي كهربائية تمر تحت المياه بين إسرائيل وقبرص والتي ستسمح بالتصدير الى أوروبا. ولكن وفقا لمسؤولين إسرائيليين، تطوير حقل الغاز "أفروديت" لا يزال معلقا. وحقل الغاز الطبيعي "أفروديت" الواقع في المياه الإقليمية القبرصية بملكية الشركة الأمريكية "نوبل انرجي" ومجموعة "ديليك" الإسرائيلية، واللتين تطوّران حقلي الغاز الطبيعي "تامار" و "ليفياتان" الإسرائيليين. لكن حقل "أفروديت" ليس كبيرا بما فيه الكفاية بذاته لأجل التصدير، وتدعي إسرائيل أن خطة التطوير تطال أيضا منطقتها الاقتصادية البحرية.

إنتظرت قبرص الحكومة الإسرائيلية لترسيخ المخططات لتطوير حقل "ليفياتان" لأجل جعل استغلالها لمواردها من الغاز الطبيعي مربحة اقتصاديا لها، وذلك عبر تطوير الحقلين الغازيين المتقاربين في آن واحد. ولكن مخططات إسرائيل بخصوص غازها الطبيعي تأجلت بشكل كبير بسبب التشريعات البرلمانية، التي تقودها قيود سياسية داخلية. وتقدم نتنياهو في الأسابيع الأخيرة نحو ضمان مصادقة الحكومة على خطة الغاز الطبيعي الإسرائيلية. وفقا لمسؤولين إسرائيليين إحدى أهداف زيارة أناستيسياديس الى إسرائيل هي تأمين اتفاق موحد لتطوير والبدء باستخراج الغاز الطبيعي من حقلي "أفروديت" و "لفياتان" في آن واحد، الأمر المؤجل منذ بضع أعوام.

شهد قطاع الطاقة اندفاعة نحو رفع التنسيق حول الطاقة في الأسابيع الأخيرة، في أعقاب اكتشاف حقل الغاز الطبيعي "زوهر" في المياه الإقليمية المصرية. وقد أبدت شركة الطاقة الإيطالية العملاقة "ايني" نية في تأسيس دفيئة شرق أوسطية للطاقة، والتي ستربط بين مخزونات النفط الغازية التابعة لإسرائيل، مصر وقبرص، في أنبوب مشترك بهدف التصدير الى أوروبا في نهاية المطاف. وقد طرحت المسألة لأول مرة كما نشرنا الشهر المنصرم في i24news، خلال لقاء عقد في آب/ أغسطس المنصرم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ونظيره الإيطالي ماتيو رينزي. وقد زار ممثلون عن الشركة الإيطالية دولة إسرائيل الشهر الماضي والتقوا بنتنياهو ووزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس لمناقشة التعاون المستقبلي.

ووفقا لمسؤول إسرائيلي بارز "هناك ضغط كبير على إسرائيل، مصر، وقبرص، لأجل التنسيق والتعاون حول موضوع الغاز الطبيعي، والبحث عن اكتشافات غازية جديدة في المياه الإقليمية والتي من شأنها أن تمنح شرعية دون شك لأنبوب غاز مشترك يربط إسرائيل ومصر ويمر عبر قبرص نحو أوروبا. ويؤكد مسؤول إسرائيلي أن التقدم في هذا المضمار يعتمد أيضا على العلاقات بين إسرائيل وقبرص بأنقرة (تركيا).

ويشرح "تركيا في هذه المرحلة لا تعتبر زبون محتمل"، بسبب العداوات مع إسرائيل وقبرص، ولكن التقدم الذي سجّل في الأشهر الأخيرة في حل الشرخ القبرصي – التركي، قد يؤدي في نهاية المطاف، كما يؤكد المسؤول الى أن "تركيا قد تحتاج هذه الموارد الطاقة لتقليص وتقليل اعتمادها على روسيا في الطاقة".

عقب لقاء نتنياهو، سيسافر أناستاسياديس ووفده الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول زيارة رسمية له الى السلطة الفلسطينية. وفي وقت سابق هذا العام اقترح أناستاسياديس أن يتوجه نتنياهو وعباس الى رؤساء دول الاتحاد الأوروبي في محاولة لإعادة غطلاق عملية السلام. وخلال زيارته الى نيقوسيا في تموز/ يوليو المنصرم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي للصحافيين إنه قبل الدعوة، ولكن في ظل تصعيد العنف والإرهاب الفلسطيني، الى جانب مسألة وسم الاتحاد الأوروبي لمنتجات المستوطنات هذا الأسبوع، لا يبدو أن عرض أناستاسياديس لا يزال مواتيا وقائما.