الخميس  03 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فلسطينيون .. بانتظار العبور لبوابات أحلامهم المؤجلة

2015-12-03 02:58:01 PM
فلسطينيون .. بانتظار العبور لبوابات أحلامهم المؤجلة

 

الحدث - محاسن أُصرف

 

تنفس أحمد الطويل (23 عامًا) الصعداء بعد أن أعلنت السلطات المصرية إعادة فتح معبر رفح البري ليومين فقط لعبور الحالات الإنسانية العالقة في غزة وإدخال نظيراتها العالقة في الجانب المصري، الطويل وهو طالب كلية طب عين شمس عاد إلى قطاع غزة قبل أربعة أشهر تقريبًا ليرى أسرته لكنه ما استطاع العودة مُجددًا بعد أن أوصد المعبر.

مائة وثلاثة أيام انتظر الطالب الطويل وغيره الآلاف من طلبة المنح الدراسية في تركيا وغيرها، حتى تمكن اليوم من عبور البوابة التي سرقت منه فصل دراسي كامل، يقول لـ"الحدث" :"بعد مناشدات حثيثة للجانب المصري والمطالبة بتحييد القضايا الإنسانية عن التعامل السياسي نجحنا في التأثير بفتح البوابة"، ويُتابع وهو يُلملم حقائبه مستعدًا لاجتياز الصالة الفلسطينية إلى ما رائها :"الثمن كان باهظًا ولكن الحمد لله ها نحن نعود" ويأمل الشاب الذي أنهى ثلاث أعوام دراسية أن يقتصر أمر التأخير على فصل دراسي واحد ليس أكثر.

وأعادت صباح اليوم السلطات المصرية فتح معبر رفح استثنائيًا في الاتجاهين لمدة يومين فقط من أجل عبور العالقين والحالات الإنسانية.

وأشار الطلبة الذين التقت بهم "الحدث" على بوابة المعبر أن الساعة العاشرة صباحًا شهدت عبور حافلتين وقرابة 100 مسافر من ذوي الحالات الإنسانية، فيما بقوا هم على القائمة بانتظار السماح لهم بعد تدقيق أوراقهم.

على قائمة الانتظار

وعلى مقربة من الصالة المصرية التقينا بالطالبة غدي زكريا المغربي (17 عامًا) من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أكدت لنا أن فتح المعبر بهذا التوقيت كان مثل "شعرة معاوية" بالنسبة لها، وأضافت أن طول انتظارها لأشهر تجاوزت الأربعة أضاق صدرها، تقول الطالبة :"حصلت على منحة ابن سينا لدراسة الطب في جامعة غازي عنتاب التركية" وتُضيف بصوتٍ تحشرج ألمًا، تركت أهلي لأخطو تجاه مستقبلي.

أما راوية الأسطل فباتت تُعد الدقائق والثواني حتى يُنادى على اسمها لتدخل إلى الصالة المصرية، الفتاة والتي تبلغ (30عامًا) تمت خُطبتها قبل أشهر قليلة على شاب من دولة قطر، تقول :"أنهى زوجي كافة ترتيبات وصولي إليه، وما كان عليّ إلا انتظار بوابة معبر رفح الحدودي، أحمد الله كثيرًا أني وصلت إلى هنا وأتمنى أن أعبر لأبدأ حياتي الجديدة".

25 ألف حالة إنسانية

من جانبه قال الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم، أن القطاع به قرابة 25 ألف حالة إنسانية مُسجلة بانتظار فتح المعبر للمرور كلٌ إلى وجهته، وتابع في تصريحاته لـ"الحدث" أن حالات تتوزع بين فئات المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية، لافتًا أن إغلاق المعبر أثر سلبيًا على حياتهم، وطالب البزم السلطات المصرية إعادة النظر بأمر المعبر وإبقائه مفتوحًا بما يُخفف واقع المعاناة عن الفلسطينيين ويسمح بالتنقل.

وعلى مدار العام 2015 لم يُفتح معبر رفح أكثر من ثلاثة أسابيع، فيما بلغ مُجمل إغلاقه 315 يومًا بشكل متواصل، أتت على أحلام الطلبة والعالقين من المرضى وأصحاب الإقامات وأرهقتهم نفسيًا.