الأحد  13 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مزارعو شرق خان يونس .. صافحوا بأيديهم تراب الأرض وينتظرون بأمل ثمارها!!

2015-12-12 01:00:07 PM
مزارعو شرق خان يونس .. صافحوا بأيديهم تراب الأرض وينتظرون بأمل ثمارها!!

الحدث- غزة- محاسن أُصرف

على امتدا ثلاثة دونمات، زرع محمد أبو مغاصيب أرضه بمحصول القرنبيط الشتوي، السعادة كانت مُتأججة في عيون الرجل فقد عاد إلى أرضه بعد حرمان 15 عامًا متواصلًا من المنع الإسرائيلي.

يقول لـ"الحدث" :"كانت أرضي جنّة غناء لكنها مع مرور الزمن وحظر الاحتلال وصولي لها باتت صحراء قاحلة، مستدركًا "لكني سأرويها بعرقي"، يُثمن الرجل دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي استطاعت انتزاع حقهم بالوصول إلى أرضهم من أنياب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أنها ساهمت إنجاح محصول القرنبيط خاصته، بعد أن منحته مبلغًا ماليًا بقيمة 4 آلاف شيكل ليبدأ استصلاح أرضه من جديد، وقامت بتسوية الأرض وحرثها مرتين وشقت الطرق وأهلت البيئة الزراعية في المنطقة.

أبو مغاصيب، انتهي لتوه من تنظيف محصول القرنبيط من الأعشاب الضارة، أملًا في إنتاجية أعلى تُحقق له ربحًا يستطيع من خلاله الاستمرار في الزراعة وجلب الرزق، ينظر الرجل إلى محصوله وقد تلألأ نُضرًة، وما يلبث أن ينحني قابضًا على حفنة من تراب أرضه ليؤكد بألم أن الاحتلال الإسرائيلي حولها إلى موقعًا عسكريًا خلال الحرب الأخيرة ودس فيها سُم غازاته، يقول :"سأظل أعتني بها لحين عودتها إلى ما كانت عليه وستعود!"

ومكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المزارعين في الحدود الشرقية لقطاع غزة من الوصول إلى أراضيهم المحرومون منها بأمر الاحتلال منذ 15 عامًا، كما عمدت إلى التنسيق مع الجهات الرسمية الخاصة بالمجال الزراعي لدعم المزارعين وتقديم العون لهم، انطلاقًا من أهمية المناطق الحدودية في تأمين السلة الغذائية للقطاع من الخضار والفاكهة.

محاصيل شتوية

ولا يختلف عنه حسام أبو محارب، الذي بمجرد استصلاح أرضه نثر في جوفها محاصيل شتوية متنوعة، علّه يُعيد إليها الحياة وتُعيد إليه رزقه الذي حُرم منه منذ عام 2000، يقول المزارع أبو محارب لنا، :"آمل أن تُعوضني المحاصيل الشتوية بعض الخسائر التي تكبدتها على مر 15 عامًا"، ويُتابع شارحًا :"هنا زرعت دونمين من السبانخ ستنضج بعد شهر، وهنا ثلاث دونمات من الفول، وبجواره دونمين من البازيلاء، وما تبقى كان من نصيب الملفوف والقرنبيط"، لافتًا إلى أنه حصد بالأمس أول قطفة من محصول القرنبيط وحقق ربحًا طيبًا يتمنى أن يتزايد بعد قطفه كافة المحصول.

يصمت المزارع أبو محارب، ثم يُعبر لنا عن خشيته من تجدد ممارسات الاحتلال بالمنع وإطلاق النار، مؤكدًا أنهم منذ اندلاع انتفاضة القدس وتحول المنطقة الحدودية إلى ساحة مواجهة أسبوعيًا باتوا يغملون في أراضيهم تحت وقع النار والرصاص، وأضاف ليس ذلك فحسب :"الاحتلال يعمد إلى رش المنطقة الزراعية الحدودية بمبيدات حارقة من شأنها أن تقتل محاصيلنا الزراعية"

ويحلم أبو محارب وعشرات المزارعين على طول الحدود الشرقية أن ينجوا بمحاصيلهم من ممارسات الاحتلال المحصورة بين إطلاق النار عليهم أثناء العمل ورش مزروعاتهم بمُبيدات قاتلة.

تجدد الأمل بتحسن العيش

ويُملي المزارع علي قديح، عينيه من مشهد بذور القمح وهي تشق الأرض لتتنفس وتنمو بسرعة، قديح الذي يعتاش وقرابة 30 فردًا في أربع عائلات لأشقائه من الأرض، لم يُصدق أنه وطء بقدميه تُرابها بعد حرمان 15 عامًا، توفيّ خلالها والده حسرًة وألمًا، يقول لنا:"حصلت على تمويل من لجنة المزارعين بالمنطقة، تمكنت عبرها من حرث الأرض وملأ جوفها بحبوب القمح"، وعقبَ آمل أن تمنحنا رزقًا وفيرًا، وحول سؤاله عن سهولة الوصول إلى أرضه أكد أن الأمر ما زال صبعًا خاصة بعد اندلاع انتفاضة القدس، وأضاف الجنود المتمركزين في المواقع العسكرية على طول الحدود يمنعونا من الاقتراب لـ100 متر من الحدود واستطرد في كثير من الأحيان نعمل تحت وابل الرصاص "لكننا نُصر على المواصلة أملًا في تحسين واقعنا الاقتصادي".

يُذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمدت منذ انتهاء حرب 2014 بالتعاون مع الجهات المعنية إلى التنسيق مع الاحتلال لضمان وصول مزارعي المنطقة الحدودية إلى أراضيهم بأمان والتمكن من زراعتها، وفي سياق جهودها لدعم المزارعين عمدت إلى تأهيل 10 آلاف دونم في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعبيد طرق زراعية واستصلاح 3500 دونم آخرين قرب الحدود، كما قامت بحراثة أراضي المزارعين مرتين للتأكد من خلوها من مخلوفات الحرب ومن ثمّ المباشرة بنثر البذور فيها ابتداءًا من موقع "الفراحين" شرق خان يونس حتى مجمع النفايات شرق دير البلح.