الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الغباء المؤسسي والكعب العالي- رولا سرحان

2016-01-12 07:28:12 AM
الغباء المؤسسي والكعب العالي- رولا سرحان
رولا سرحان

 

"الغباء المؤسسي"، هو مصطلح استخدمه المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، عنواناً لخطابه الذي حاز على جائزة المساهمة في مواجهة الغباء، والمقدمة من قبل مجلة "الفلسفة الآن". وخلاصة المقالة هي أن الغباء المؤسسي هو أخطر بكثير من الغباء الفردي الميؤوس علاجه، لأن الغباء المؤسسي هو أقدر بكثير على مقاومة التغيير.

 

والغباء المؤسسي هو أن تكون هنالك أنظمة وقواعد وقوانين، ومؤسسات، لكن دون أن يكون هنالك أي نوع من النتائج الحقيقية، وهو أن تكون هنالك محاولات تطويرية بلا منهجية واضحة، وبلا معايير، وبلا تقييم. ويعد الغباء المؤسسي خطيراً لأنه يتيح للأشخاص -الذين يفترض فيهم أنهم ليسوا أغبياء- تحديد مسارات الانتحار الجماعي للقواعد الجماهيرية، بالتالي فهو الأخطر لأنه يطال المنظومة المجتمعية بأكملها.

 

إلا أن "الغباء المؤسسي" يصل إلى درجة يتم فيها رفضه بالكامل. والسبب أن المُتغابى عليهم، ينتقلون من خانة السلمية والتعايش الكامل مع فرضية "أن ما كائن هو أفضل مما سيكون"، إلى مرحلة وخانة الأعداء للمؤسسة التي تستغبيهم.

 

وفي حال وقوع هذا الأمر، فهذا يعني، أن الغباء المؤسسي قد وصل إلى درجة من سوء التقدير حتى "على نفسها جنت براقش". و"براقش" هي كلبة لبدو من العرب تحرس ديارهم وتحمي حماهم، لكن سوء تقديرها كان سببا في هلاكها وهلاك قومها حين دلّت الأعداء عليهم ففتكوا بهم وبها.

 

ولا تنفصم عروة الغباء المؤسسي، عن الغباء السياسي، ومن أجمل ما كتب في الموضوع كتاب يحمل نفس العنوان، صدر عام 2012 للكاتب والصحفي المصري محمد توفيق، الذي حاول فيه الكاتب التوثيق لصفة الغباء، وتحديدا للطبقة الحاكمة في مصر، سارداً أهم المواقف والقرارات التي اتخذوها، والتي كان من بينها القرارات التي اتخذها الحاكم بأمر الله الذي قيل إنه أصيب بالجنون، وحرّم أكل الملوخية، ومنع ارتداء الكعب العالي، وأمر الناس بالعمل ليلا والنوم نهارا.

 

فلا تحرموا رجالنا الملوخية، ونساءنا الكعب العالي.