الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل بدأ السباق نحو رئاسة السلطة؟- رولا سرحان

2016-01-17 12:05:21 PM
هل بدأ السباق نحو رئاسة السلطة؟- رولا سرحان
رولا سرحان

 

يأتي الكشف عن الاشتباه بوجود جاسوس في دائرة شؤون المفاوضات، كحدث مهم في الشارع الفلسطيني لعدة أسباب؛ أبرزها يتعلق بالسأم من نهج التفاوض المستمر واليأس منه كسبيل لاستعادة الحقوق الفلسطينية، في ظل غياب التقييم الجاد للمرحلة وغياب الاستراتيجية الجامعة، وثبوث فشله طوال السنوات الماضية.

 

لكن هذا "الكشف" المهم، وإن كان يحمل شبهة الإثارة والتشويق، فإنه قد يحمل شبهة حرف الضوء عن قضية جوهرية ما، أكثر من ادعاء الحرص على تقديم معلومة ما للمواطن والجمهور، أو الادعاء بتطبيق القانون، كونه لا يمثل نهجاً متبعاً في مؤسسات السلطة أو في أُطر منظمة التحرير الفلسطينية.

 

لذلك، فإن شبهة الإثارة، قد تكون مجرد قشرة رقيقة يراد بها التغطية على أمر ما. والدليل على ذلك، أنه في مطلع العام 2011، أي في ما سُميت فضيحة تسريب وثائق دائرة شؤون المفاوضات لقناة الجزيرة، لم تجر أية مساءلة أو محاسبة أو متابعة لمن قام بتسريب تلك الوثائق، ولم يتم اتخاذ أية إجراءات احترازية لحماية هذه الدائرة من الاختراق، بل ساهم هذا الاختراق على ما يبدو في عرقلة جهود "تشريع" حق المواطن الفلسطيني في الوصول إلى المعلومات. بالتالي فجميعنا يعلم أن هنالك شخصاً ما من داخل دائرة شؤون المفاوضات ساهم بشكل أو بآخر في الاختراق والتعاون مع "الخارج" منذ ذلك الحين على أقل تقدير.

 

وعليه، فإن السؤال هنا يكمن في الهدف من الإعلان عن القبض على "المشتبه به" اليوم بعد 20 عاماً من استنزافه للمعلومات التفاوضية. ولعل الإجابة، تتعلق بالسؤال المركزي الذي يجتاح الساحة الفلسطنية منذ منتصف العام الماضي، بشأن خليفة الرئيس محمود عباس، في رئاسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

 

وبما أن كل الدلائل تشير إلى أن نجم د. عريقات، قد بدأ يسطع كمرشح لخلافة الرئيس أبو مازن، وأنه صاحب حظوة لديه، خاصة بعد تعيينه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد إزاحة خصوم محتملين والتعامل مع خصوم آخرين قد ينافسونه على منصب الرئاسة مستقبلاً، فإن هذا المسار قد يفسر إخراج بعض الملفات من الأدراج ووضعها فوق الطاولة، وقد تزداد تلك الملفات سخونة وحساسية مع مرور الوقت، ومع اشتداد حدة السباق نحو خلافة الرئيس.

 

ما نشهده منذ بداية العام، يصب في ذات السباق المحتدم، فمن إشاعة أنباء حول تدهور صحة الرئيس أبو مازن، إلى التصريحات النارية للواء جبريل الرجوب، إلى الأنباء عن تعيين نائب للرئيس، وغيرها الكثير من الأمور التي نعلمها وأخرى قد لا نعلمها، لكن كلها تبدو عوارض سباق سياسي بركاني بدأ بالثوران، يصار إلى التغطية عليه بقشرة خفيفة، لا تجدي ولا تنفع، وقد تكون مقدمة محتملة للخراب.

 

من الضروري، أن نعي جيداً، أن مرحلة ما بعد الرئيس أبو مازن لن تكون وردية، كما يحلو للبعض أن يعتقد، ما لم تجر إصلاحات جوهرية لا تحتمل التأخير في أطر المنظمة ومؤسسات السلطة يُحسم من خلالها أمر خليفة الرئيس وبطرق ديمقراطية مؤسسية قانونية شرعية تعبر عن الكل الفلسطيني.