الأربعاء  08 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السوريون: "مراصد" وأجهزة على المآذن.. هكذا "نحذر" من الغارات الروسية!

2016-01-21 11:40:22 PM
السوريون:
طائرات حربية روسية

 

الحدث - ا ف ب

 

يقف ابو محمد قرب نافذة في مبنى ويرسل من هاتفه النقال رسالة عاجلة الى شبكة سرية من الزملاء يقول فيها "اقلاع حربي روسي باتجاهكم: انتباه". بعد لحظات، تعلو اصوات صفارات الانذار في منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة ويركض السكان للاختباء.

 

والرسائل التي يتداولها اعضاء الشبكة عبر تطبيق "واتس آب" جزء من جهد مشترك بين مجموعة من الناشطين المدنيين وآخرين من الفصائل المقاتلة في مناطق عدة من سوريا يطلق عليه اسم "المراصد".

 

ومن مواقعهم قرب مطارات عسكرية تابعة للنظام السوري، يستخدم بعض اعضاء الشبكة اجهزة اتصال لاسلكية وخدمات رسائل هاتفية لتحذير ناشطين آخرين ومسعفين ومقاتلين من طائرات حربية تتجه نحوهم.

 

ويرصد الناشطون حركة الطائرات الروسية او السورية وينجحون باعتراض بعض المكالمات والاتصالات المتعلقة بطلعات هذه الطائرات، بحسب قولهم، بواسطة اجهزة رفضوا الكشف عنها. ثم يعمدون الى محاولة فك شيفراتها لتحديد الجهة التي تقصدها.

 

ورفض ناشطو "المراصد" الكشف عن اسمائهم أو أماكن تواجدهم لاسباب أمنية. ووافق ابو محمد على التصريح لوكالة "فرانس برس" باسم مستعار.

 

ويقول انه يتواجد بالقرب من موقع للجيش السوري في محافظة اللاذقية (غرب) حيث عمد الى اطفاء الانارة من حوله كي لا تكشفه طائرات الاستطلاع الروسية وليتمكن من متابعة رصد حركة الطائرات الحربية.

 

ويروي ابو محمد "اعلم متى تقلع الطائرات، وفي اللحظة الذي يحصل ذلك اخبر الناس انها انطلقت باتجاههم"، ويضيف "وحين يصل الخبر اليهم يختبئ البعض في ملاجئ وآخرون في انفاق تحت الارض".

 

اجهزة لاسلكية على المآذن

ذكرت منظمة العفو الدولية ان روسيا قتلت العديد من المدنيين منذ بدء حملتها الجوية في سوريا في 30 ايلول، الامر الذي تنفيه موسكو مشددة على انها تستهدف "داعش" و"مجموعات ارهابية اخرى".

 

وتعمل المراصد بشكل سلسلة. فحين تنطلق طائرة روسية من مطار حميميم في اللاذقية مثلا، يحذر احد الناشطين زملاءه في المحافظات التي يتوقع ان تتجه المقاتلة اليها، ويعمد هؤلاء بدورهم الى تحذير الناشطين المحليين ومقاتلي الفصائل.

 

ويؤكد ناشطون يعتمدون على تحذيرات المراصد اهميتها. ففي محافظة حمص في وسط البلاد، يقول حسان ابو نوح انه يترقب رسائل التحذير حول الطائرات الحربية المتجهة الى أجواء تلبيسة في الريف الشمالي والتي تتعرض دائما لغارات تشنها الطائرات الروسية والسورية.

 

ويضيف متحدثاً لـ"فرانس برس" عبر الانترنت "حين بدأ النظام باستخدام الطيران الحربي والمروحي ضد المناطق المدنية، بدأ الشباب يبحثون عن طرق لتنبيه المواطنين"، مشيراً الى "محاولات عدة حتى توصلوا اخيرا الى تركيب اجهزة اتصال لاسلكية على مآذن المساجد".

 

ويتيح ذلك للناشطين تحذير سكان البلدة كلهم. وعلى سبيل المثال من النداءات التي تبثها اجهزة الاتصال اللاسلكية "مروحية برميل دخلت الاجواء من الشرق. انتباه. مدنيين انتباه. اخلوا الشوارع. اخلوا التجمعات".

 

وبات عمل المراصد اكثر تعقيدا مع بدء روسيا حملتها الجوية، اذ اصبح على الناشطين ان يفككوا شيفرات الطائرات باللغة الروسية. ويوضح ابو نوح "بعد فترة استطاع الشباب تفكيك رموز الاتصالات الروسية بالاضافة طبعا الى مراقبة حركة الطيران ان مباشرة عبر مشاهدتها او بالصوت".