الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مترجم| توماس فريدمان: الحلول الكثيرة لمشاكل الشرق الأوسط

2016-03-02 05:42:51 AM
مترجم| توماس فريدمان: الحلول الكثيرة لمشاكل الشرق الأوسط
توماس فريدمان

 

الحدث- ترجمة ممدوح شهاب

 

نشر الصحفي الأمريكي يهودي الأصل توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز مقاله المعتاد تحت عنوان: The Many Mideast Solutions، والذي جاء نصه كالآتي:

 

في ديسمبر، بمركز سابان لدراسات الشرق الأوسط، سأل مراسل مجلة “أتلانتيك” جيف جولدبيرج، وزير خارجية إسرائيل الأسبق اليمينى المتطرف أفيجدور ليبرمان هذا السؤال الاستفزازي: «الأمور تتغير جذرياً، ليس فقط في أمريكا غير اليهودية، لكن أيضاً في أمريكا اليهودية فيما يؤثر على إسرائيل وسمعتها. سؤالي هو: أولاً، هل يهمك هذا الأمر؟ ثانياً: ماذا ستفعل حيال ذلك؟ وثالثاً: ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لك؟

 

رد ليبرمان قائلاً، لنتكلم بصراحة، لا يهمنى الأمر، مضيفاً أن “لقد عاشت إسرائيل في منطقة خطيرة، وفى الواقع لا يهمنى حقاً رأى اليهود الأمريكيين أو غير اليهود في إسرائيل”.

 

تذكرت تلك المحادثة وأنا أستمع إلى مناقشات الحزبين الديمقراطي والجمهوري عندما تطرقا إلى السياسة الخارجية، إذ ردد المرشحون العبارة المبتذلة المعتادة حول الوقوف مع حلفائنا الإسرائيليين والعرب السُّنة. وهنا خبر عاجل: يمكنك أن تتراجع عن تلك التفاهات، لأن الرئيس القادم آياً كان سيضطر للتعامل مع شرق أوسط مختلف تماماً.

 

سيكون هناك شرق أوسط شكَّله الصراع من اجل حل الدولة الواحدة، وحل “اللادولة”، وحل “اللاحكومة”، وحل الدولة المارقة.

 

وبناء على ذلك، سيرتكز حل الدولة الواحدة في إسرائيل، وحل “اللادولة” في سوريا واليمن وليبيا، وحل اللاحكومة هو ما تقدمه الخلافة الإسلامية”، أما حل الدولة المارقة فهي إيران.

 

لنبدأ مع إسرائيل، فإن عملية السلام منتهية تماماً، وهذا يكفى، لذا يرجى من الناس التوقف عن إرسال مقترحاتهم بشأن حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الصفحة الافتتاحية لمحرر “نيويورك تايمز”، سيكون على الرئيس الأمريكي المقبل التعامل مع العزم الإسرائيلي والنية المبيتة لاحتلال دائم لكل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، حيث يعيش ٢.٥ مليون فلسطيني من الضفة الغربية.

 

كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ معارضة الكثيرين لعملية السلام، بات الأمر عسيرا أن نعرف من نفذ الضربة القاتلة، هل هم المستوطنون اليهود المتعصبون العازمون على الحفاظ على توسيع وجودهم في الضفة الغربية ولديهم القدرة على تدمير أى سياسي أو ضابط جيش إسرائيلي يعارضهم؟ أم هم المليارديرات اليمينيون اليهود، أم أنه كان نتنياهو بسبب شهوة تمسكه بكرسي السلطة وافتقاره للخيال لإيجاد وسيلة آمنة للانفصال عن الفلسطينيين؟ وعلى كل حال فاز “بيبى”، وهو الآن شخصية تاريخية: الأب المؤسس لحل الدولة الواحدة.

 

وحماس هي الأم التي وهبت جميع مواردها لحفر الأنفاق لمهاجمة الإسرائيليين من غزة بدلاً من تحويل غزة إلى سنغافورة، مما جعل دعاة السلام الإسرائيليين أضحوكة أمام الجميع، كما أطلقت صواريخ قريبة بما فيه الكفاية إلى مطار “تل أبيب” مما أثر خوف كل إسرائيلي، حمامة أو صقراً، حول ما يمكن أن يحدث إذا تنازلت تل أبيب عن الضفة الغربية.

 

ولكن حماس لم تكن بمفردها فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أقال رئيس الوزراء الانجح والأكفأ سلام فياض، الذي كرَّس نفسه لمكافحة الفساد وإثبات أن الفلسطينيين يستحقون دولة مستقلة.

 

هؤلاء جميعاً قتلوا حل الدولتين، وسمحوا لعهد الدولة الواحدة بأن يبدأ. وسينتج عنه حرب أهلية، وسيزيد العزلة الإسرائيلية المتنامية في أوروبا.

 

أما حل «اللادولة» فى سوريا، التي يسيطر عليها جزئياً بشار الأسد وداعموه من الروس والإيرانيين، سيكون مثل الجرح الذي لا يتوقف عن نزف اللاجئين لأوروبا، أثق أن الرئيس الروسي قصف عمداً السوريين المعارضين للنظام لدفعهم إلى النزوح لأوروبا أملاً في خلق شرخ في الاتحاد الأوروبي، باستنزاف موارده وجعله منافساً ضعيفاً لروسيا وحليفاً أضعف لأمريكا.

 

وحل الخلافة السُّنية غير الحكومية لـ”داعش”، والدولة المارقة لإيران الشيعية، سيغذيان بعضهما بعضاً، والحقيقة أنني أحب عندما يقول المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون: “عندما أكون رئيساً، سأجعل العرب السنة يأخذون زمام المبادرة في محاربة داعش”، ويا لها من فكرة عبقرية، أراهن أن “أوباما” لم يفكر فيها.

 

إن العرب السنيين لن يقضوا على الخلافة الإسلامية داعش طالما أن إيران تتصرف من منطلق كونها دولة شيعية مارقة وليست معتدلة. حقا إيران تمثل حضارة رائعة بكل المقاييس ويمكنها الهيمنة على المنطقة من خلال نتاج رجال الأعمال الإيرانيين والجامعات والعلوم والفنون الإيرانية. ولكن اية الله خامئني لا يثق في قوتهم الناعمة وبدلاً من ذلك يفضلون العنف والبحث عن الكرامة في الأماكن الخاطئة من خلال استخدام مندوبين شيعة للهيمنة على العواصم العربية الأربعة: بيروت ودمشق و صنعاء وبغداد.

 

لذلك فإن نصيحتي لكل المرشحين، الحفاظ على الحديث عن الشرق الأوسط الوهمي. يمكنني دائما استغلال وقت النوم في سرد قصة تساعدني على النوم، ولكن استعدوا للحقيقة. إنها ليست إسرائيل الجد بعد الآن ولا إيران سائقة التاكسي الأجرة وليست فلسطين أستاذ الجامعة الأنيق انه وحش مختلف تماماً متجه إلي بيت لحم.