الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل تنسج خيوط تحالف جديد في حوض المتوسط

2016-03-05 08:26:53 AM
إسرائيل تنسج خيوط تحالف جديد في حوض المتوسط
حفل تدشين الغواصة رهف

الحدث- القدس

 

دشنت إسرائيل الشهر الماضي قطعة بحرية جديدة في أسطولها البحري، غواصة «اي ان اس رهف»، من فئة دولفين في ميناء حيفا، إذ لم يعد لديها التردد القديم في توسيع مجالها البحري غربا في مياه البحر الأبيض المتوسط بإضافة المزيد من القوة البحرية لأسطولها مع دبلوماسية نشطة.

 

ظل الإسرائيليون ولعدة عقود يديرون ظهرهم للبحر لكن في السنوات الخمس الأخيرة بدأت حكومتهم ترى في البحر المتوسط حلبة ميدان استراتيجي.

 

هذا الميدان يحتوي على تهديدات وفرصا في ظل تزايد عدم الاستقرار في المنطقة بعد الربيع العربي والتحول في أولويات الولايات المتحدة وتزايد الوجود الروسي ثم الحاجة لتطوير حقول احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة في مياه المتوسط.

 

نتيجة لكل ذلك تم ترفيع اسطول إسرائيل الحربي الذي كان في يوم من الايام مجرد حرس سواحل وتزويده بسفن جديدة لحماية حقول الغاز والتصدي لهجمات الصواريخ على البر.

 

فإسرائيل تعمل على تنمية محور عسكري واقتصادي ودبلوماسي مع اليونان وقبرص ليتعاونوا معا على استثمار حقول الغاز، وفي نفس الوقت إبعاد المنافسين كتركيا واللاعبين الإقليميين الجدد كروسيا.

 

هذا المحور الجديد نسبيا تم إعلانه في الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي في قمة عقدها زعماء الدول الثلاث في قبرص أقسموا فيها على العمل معا لاغتنام الفرص التي تتيحها اكتشافات احتياطيات الغاز الجديد من أجل بسط الأمن والاستقرار في المنطقة التي تمزقها الصراعات على حد قولهم.

 

المباحثات التي عقدت في العاصمة القبرصية تعتبر أول قمة معلنة بين رئيس قبرص نيكوس اناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني اليكس زيبراس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو أعلن الرئيس اليوناني في مؤتمر صحفي بعد اختتامها «بلادنا تتقاسم نفس القيم إضافة إلى القناعة التامة بضرورة احتواء التحديات المتعددة التي تواجهنا على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية بشكل فعال والعمل معا بشكل جماعي».

 

تركزت المباحثات على التعاون في مجال الطاقة والهجرة والتصدي للإرهاب والعمل على ازدهار السياحة. وقد وقعت الدول الثلاث ايضا اتفاقية تعاون لإدارة الموارد المائية وقال نتنياهو إن «القادة اتفقوا على إقامة لجنة ثلاثية تنظر في إمكانية بناء خط لنقل الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في مياه إسرائيل وقبرص الى أوروبا عبر اليونان. إضافة إلى النظر في إمكانية مد كابل بحري لربط شبكات الكهرباء في الدول الثلاث. وتوسيع دائرة الدول في المنطقة لتحقيق الاستقرار والرفاهية والأمن والسلام».

 

وقال زيبراس «اليونان يمكنها أن تعمل كجسر لنقل الغاز المتوسطي الى اوروبا». وقد شملت أجندة اللقاء إمكانية إجراء تمارين عسكرية مشتركة والنظر الى فرص التعاون الإقتصادي المستقبلي مع مصر.

 

لقد بدأ البحر الابيض المتوسط في السنوات الأخيرة يكتسب اهمية إستراتيجية فيما تقبل عليه قوى عظمى لتثبيت موقع قدم لها في المنطقة. ويرى «إيران ليمان» الباحث في مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية والخبير السابق في المجلس الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي يرى أن الوقت قد حان لتظهر إسرائيل الى نفسها كأمة بحر متوسطية أكثر مما هي شرق أوسطية.

 

نتنياهو صرح لدى تدشينه الغواصة الجديدة في ميناء حيفا أن دور أسطول إسرائيل البحري يكتسب في ميزان الامن القومي أهمية متزايدة بشكل مستمر. قوة إسرائيل البحرية ستستمر في التوسع مضيفة قدرة وقوة قتالية للوصول الى مناطق بعيدة وغير مرئية».

 

لقد تزايدت التهديدات المحتملة لإسرائيل من جهة البحر، يضاف إلى ذلك خفض الولايات المتحدة لوجودها في المنطقة ونقل اهتمامها باتجاه المحيط الباسفيكي مما يسبب فراغا محتملا في شرق المتوسط الذي لم تكن إسرائيل حسب بروفيسور جوناثان رينهورد من جامعة بار ايلان تهتم به بعد انتهاء الحرب الباردة وكانت تنظر اليه على انه بحيرة أمريكية ومع تراجع وجودها تحتاج إسرائيل لأن تشكل استراتيجيتها الخاصة بها».

 

دفء العلاقات اليونانية مع إسرائيل يشكل تحولا جوهريا بعد أن كانت اليونان منحازة تاريخيا إلى جانب الفلسطينيين. ويعطي إسرائيل بديلا عن تركيا بعد فتور علاقاتهم نتيجة الهجوم الإسرائيلي القاتل على سفينة تركية تحدت حصار غزة عام 2010.