الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فتيات قطاع غزة.. عقول نيّرة تُبدع حلولًا صديقة للبيئة لأزماته المستعصية

2016-03-08 12:26:10 PM
فتيات قطاع غزة.. عقول نيّرة تُبدع حلولًا صديقة للبيئة لأزماته المستعصية
مجد المشهراوي، وروان عبد اللطيف

 

غزة- محاسن أُصرف

أخبار المرأة الفلسطينية في يوم الثامن من آذار

 

دفعت الأزمات التي يُعاني منها قطاع غزة منذ عشر سنوات، المرأة الفلسطينية لأن تكون شريكة في إيجاد وسائل التحدي أو الخلاص، وما كان منها إلا أن فاجأت مَن حولها بإبداعاتٍ خلاقة تُوفر حاجة القطاع من المواد اللازمة لإعادة بنائه وتُخلص البيئة من مُخلفات ضارة تؤثر على الموارد الطبيعية والإنسان معًا.

 

أحجار من الرماد

بالأمس القريب استطاعت المهندستين مجد المشهراوي، وروان عبد اللطيف، التغلب على شُح الموارد والإمكانيات لإنتاج أحجار بناء صديقة للبيئة أطلقتا عليها "GreenCake" تحل أزمة القطاع المتفاقمة بنقص مواد البناء فيه نتيجة عدم السماح بإدخالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

تؤكد الفتاتان أن فكرة صنع الحجر تقوم على إعادة استخدام الرماد النتائج عن حرق الخشب والفحم كبديل عن الرمال والحصمة، تقول المهندسة المشهراوي:"بذلك نتخلص من ملوثات البيئة ونُسهم في توفير بديل آمن للبناء في القطاع المحاصر".

أما صديقتها المهندسة عبد اللطيف، فمبزيد من الحماسة كشفت لنا عن احتضان فكرتهن من قبل مشروع مبادرون في نسخته الثالثة، ناهيك عن مشاركتهن في مسابقة منتدى "MIT" لريادة الأعمال في الوطن العربي بنسخته التاسعة وتأهلهن للدور قبل النهائي، وأوضحت أنهن بدأن بالخطوات الأولى لتسجيل المشروع كبراءة اختراع في غزة، وتسعيان لتسجيله أيضًا في الضفة للحصول على براءة اختراع علة مستوى فلسطين.

ومن جهتها بيّنت المهندسة المشهراوي أن الحجر المصنوع يمتلك مواصفات منافسة جدًا وعالي الجودة مقارنة بالأحجار العادية التي تقل بها الجودة ويرتفع فيها الوزن والثمن، تقول "الحجر مفرغ من الداخل ووزنه يصل إلى نصف وزن الحجر العادي"، وأضافت أنه يعزل الصوت والحرارة ومقاوم للحرائق وتكلفة إنتاجه تصل إلى نصف تكلفة إنتاج الحجر العادي ما سيجعل الإقبال عليه كبيرًا في حال تم تبني المشروع وإيجاد تمويل لإنشاء خطوط إنتاج منه.

 

إسمنت من الحمأة

ولما كان وجود الأسمنت في قطاع غزة محكومًا بالسياسات الإسرائيلية وإجراءاتها التعسفية على المعابر التي تتحكم بإدارتها، ونظرًا لما يفرضه تخصصهن في قسم الهندسة البيئية من ضرورة إيجاد حلول لمشاكل التلوث في القطاع، بدأت الفتيات الأربع نور أهل، أسماء سمعان، رنا حسين، ودينا العثامنة في البحث عن مشروع لصنع الأسمنت من الحمأة، وهي المخلفات الصلبة الناتجة عن المياه العادمة المعالجة، تقول الفتاة أسماء:"لم يكن الطريق سهلًا بل محمومًا بالعقبات ولكن النتائج التي حصلنا عليها كانت مبهرة"، وتُضيف أنها بمساعدة زميلاتها والمشرفين في الجامعة الإسلامية اختبار نجاعة المنتج ومطابقته للمواصفات العالمية مؤكدة أن توفير خط إنتاج في غزة يُخلص القطاع من تبعات الحصار الذي يفرضه الاحتلال على مواد البناء وبخاصة الأسمنت، كما يُساهم بشكل كبير في الحد من التلوث البيئي.

 

وبمزيد من التفصيل تتحدث الفتاة نور أهل،عن المشروع لافتة إلى أنه مر بمرحلتين فنية وتشغيلية، حيث عمدن إلى جمع عينات  المخلفات الصلبة للمياه العادمة من محطة الشيخ عجلين ومن ثمَّ البدء بالتجارب بطحنها لتصبح رماد باستخدام أجهزة المختبرات في الجامعة الإسلامية، وبيّنت الفتاة أن الخطوة الثانية كانت بحرق الرماد في درجة حرارة عالية 200 درجة مئوية من أجل تنقيتها، وأضافت أن عملية الطحن والتنقية تتم عدة مرات وبدرجات حرارة مرتفعة جدًا للتخلص من الشوائب العالقة في كل مرة والحصول على النعومة المطلوبة الخاصة بالإسمنت، وتُشير الفتاة إلى أنهن عمدن إلى خلط الرماد الناتج مع مواد أخرى وأخضعنها للاختبار أكثر من 12مرة للحصول على المواصفات العالمية للأسمنت وكانت النتائج مُبشرة – وفق تعبيرها-.

 

تتمنى الفتيات أن تصل إبداعتهن إلى أصحاب القرار في الوطن الفلسطيني من أجل تبنيها وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية تُحقق تنمية اقتصادية للوطن، ناهيك عن توفير مواد البناء التي يُحظر دخولها إلى القطاع إلا بنسب معينة وفق المزاج الإسرائيلي.