السبت  11 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جدل حول إسرائيلي أمريكي يقوم بنقل يهود سوريين إلى "إسرائيل"

2016-03-09 07:45:42 PM
جدل حول إسرائيلي أمريكي يقوم بنقل يهود سوريين إلى
موطي كاهانا

الحدث - رام الله

 

يعتمد الثري الإسرائيلي الأمريكي موطي كاهانا أساليب مثيرة للجدل تهدف إلى تحديد أماكن وجود يهود يرى أنهم "في خطر" في بلدانهم في الشرق الأوسط، ويعمل على نقلهم إلى إسرائيل، لكن إسرائيل ليست مستعدة دائما لاستقبالهم.

 

ويتحدر كاهانا (48 عاما) من عائلة يهودية رومانية. ويختار يهودا يعتقد أنهم في خطر "لانقاذهم"، كما يقول، إذا كانوا يعيشون في منطقة تشهد نزاعات وصراعات دينية. لكن منتقديه وبينهم أشخاص داخل المؤسسة الإسرائيلية، يعتبرون أنه رجل خطر ويلعب بحياة الآخرين، خصوصا أن الناس الذين ينقلهم إلى إسرائيل لم يطلبوا عملية "الإنقاذ" هذه.

 

 

في المقابل، يقول المعجبون به انه رجل غير تقليدي لا يخشى المواجهة. ويقول كاهانا الذي زار القدس مؤخرًا لوكالة فرانس برس "أنا لا أخطف الناس، ولا أقول لهم حتى إن عليكم الذهاب إلى إسرائيل".

 

واحتل كاهانا عناوين الصحف الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد ان قام باخراج بعض اليهود من سوريا وتحديدا من حلب التي شهدت دمارًا هائلا.

 

ونجح في إخراج سوريتين يهوديتين من سوريا وإيصالهما إلى إسرائيل، بينما عادت سورية يهودية ثالثة كانت ترافقهما مع عائلتها من حيث أتت بعد رفض إسرائيل منحها تأشيرة دخول كونها متزوجة من مسلم.

 

وعند قيام دولة إسرائيل عام 1948، كان هناك نحو 30 ألف يهودي في سوريا، لكنهم غادروا على دفعات متتالية في إتجاه إسرائيل، كان آخرها أوائل التسعينات.

 

وبموجب قانون العودة الإسرائيلي، بإمكان أي يهودي في العالم الحصول على الجنسية الإسرائيلية. غير أن من يعتنقون ديانات أخرى غير مؤهلين لذلك على الفور.

 

وتمكنت النساء السوريات الثلاث من الهرب بصعوبة من سوريا إلى تركيا، واضطررن إلى عبور حاجز لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

 

ومنحت إسرائيل أما وابنتها تأشيرتي دخول، في حين اضطرت المرأة الثالثة لعودة أدراجها مع عائلتها كونها اعتنقت الإسلام بعد أن تزوجت من مسلم قبل سنوات. وطرحت أسئلة حول مصير هذه العائلة، في حين أكد كاهانا أنهم "سالمون".

 

ولم يتم إخبار العائلة السورية نفسها عن عملية "الانقاذ" قبل أن تحدث. لكن كاهانا يرفض اتهامات الوكالة اليهودية، مؤكدا أنه نظم العملية بعد أن طلب ابن العائلة المقيم في نيويورك مساعدته.

 

ويقول الرجل إنه دفع 2,2 مليون دولار في خمس سنوات، مشيرًا إلى أنه نقل يهودا آخرين إلى إسرائيل من اليمن ومن إيران. ويتساءل الكثيرون حول الأسباب التي تدفعه إلى تخصيص كل هذا الوقت وكل هذه الأموال لهذه القضية.

 

ولد كاهانا في القدس التي هاجر إليها والداه بعد الحرب العالمية الثانية، وانتقل للعيش في الولايات المتحدة عندما كان في العشرين من عمره. كان فقيرًا، لكنه تمكن من بناء شركة متوسطة الحجم لتأجير السيارات.

 

ويقيم كاهانا حاليا في ولاية نيوجيرسي مع زوجته وأولاده الثلاثة. في 2009، باع شركته لشركة "هيرتز" لتأجير السيارات بملايين الدولارات.

 

عند اندلاع الازمة في سوريا عام 2011، يقول الرجل إنه تأثر وتذكر أفرادا من عائلته قتلتهم الحكومة الرومانية في الحملة على اليهود في الحرب العالمية الثانية.

 

ويدعي كاهانا أنه بدأ بدعم القضايا الانسانية المتعلقة بسوريا وأنه تبرع بالأموال لكل اللاجئين السوريين. ولكن مع بدء الأمال حول الربيع العربي بالتضاؤل، يقول إنه أصبح أكثر انتقائية في مساعداته، وبات يركز على مساعدة اليهود الذين هم في خطر.

 

ويضيف كاهانا أنه يحظى بدعم من عرب يقيمون في البلدان التي يحدد فيها مواقع وجود يهود، مشيرًا إلى انه نجح في نقل عشرات اليهود من الشرق الاوسط، بينهم عشرون يهوديًا سوريًا.

 

ويتابع "أقوم بمساعدة اليهود الذين هم بحاجة لمساعدة في أي مكان في العالم. إن أراد يهود سوريا الخروج من هناك، بامكانهم الذهاب إلى تركيا وبامكانهم الذهاب إلى الولايات المتحدة وحتى يمكنهم القدوم إلى إسرائيل أن رغبوا بذلك".

 

"منحت كل اموالي"

وتشعر الوكالة اليهودية بالغضب من تصرفات كاهانا، ولكنها تقر أن ليس بوسعها القيام بالكثير لمنعه.

 

وأكد المتحدث باسم الوكالة اليهودية يغال بالمور ان كاهانا "قام بتضليل الكثير من الناس لفترة طويلة جدا ويلعب بحياة الناس".

 

وتابع "هذا عمل لا نوصي به في أي حال من الأحوال، ويجب أن يتم نصحه بأن يتوقف عن المخاطرة بحياة الناس من أجل تضخيم نفسه".

 

ولكن كاهانا يؤكد أنه لا يقوم بالدور المناط بالوكالة اليهودية التي انقذت والديه من رومانيا، ويلمح إلى أنه قد يوقف أنشطته، قائلا "قد اضطر إلى العودة إلى العمل قريبا جدًا. لقد منحت كل أموالي". ويتابع "لقد انتهيت. ماليا، لا يمكنني منح المزيد من أموالي الخاصة".

 

 

المصدر: وكالات