الحدث - رام الله
حصلت المعلمة حنان الحروب، اليوم، على جائزة أفضل معلم في العالم، حيث انتزعت هذا اللقب خلال احتفالية اقيمت في الإمارات العربية المتحدة، بحضور العديد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية من مختلف بلدان العالم، وعلى رأسهم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبمشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم.
وعلى ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله احتفلت الجماهير والأسرة التربوية بهذا الانجاز العالمي بمشاركة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ومحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، إضافة إلى شخصيات رسمية وسياسية وداعمة للتعليم.
وبالتزامن مع حفلي دبي ورام الله نظمت جامعة فلسطين بقطاع غزة احتفالية جرى خلالها الاحتفاء بفوز المربية الحروب التي استطاعت أن تضع اسم فلسطين وبقوة فوق خارطة المعرفة عالمياً، مؤكدةً بذلك أن رسالة التعليم موحدة وجامعة لأبناء شعبنا.

كلمة رئيس الوزراء:
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء د. الحمد الله: "مدتنا اليوم المعلمة الفاضلة "حنان الحروب" ليس فقط بالتفاؤل والأمل، بل ونحتشد أيضا بكل أسباب الفخر والاعتزاز، وهي تنتزع لقب أفضل معلم في العالم. أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس الأخ محمود عباس بحنان الحروب وكل معلمات ومعلمي فلسطين، وهم يصنعون نهضتها ويحيكون بمسؤولية مستقبل أبنائها وبناتها ويتحدون الاحتلال الاسرائيلي وممارساته."
وأضاف رئيس الوزراء: "لقد باتت حنان الحروب، بإنجازاتها وتميزها وبإيمانها الجارف برسالتها الإنسانية السامية، منارة من منارات فلسطين، وإسما من أسمائها، وهي التي توجت بلادنا، بإنجاز وطني جديد ونوعي في مضمونه ورمزيته، وانتزعت لنفسها المرتبة الأولى من بين أفضل ثمانية آلاف معلم متميز حول العالم، في منافسة دولية محتدمة ونوعية تمثل فيها فلسطين والوطن العربي بأكمله، فهنيئا لك وهنيئا لفلسطين وللفلسطينيين جميعهم هذا الانجاز والتميز."
وتابع الحمد الله: "إننا نثبت للعالم يوميا، إن شعب فلسطين، وإن كان محاطا بالجدار ومحاصرا بالإستيطان، ومستهدفا في حياته ومقدراته ومقدساته، هو شعب مبدع طموح وخلاق، لا يكسره اليأس أو تعرف الهزيمة طريقا إليه، بل يصنع غده ودولته، بسواعد وعقول وخبرات أبنائه وبناته. وكلما تجاوزنا التحديات، وراكمنا النجاحات، نكون أكثر قدرة وفاعلية على نقل روايتنا ومعاناتنا إلى العالم، ونصبح أقرب إلى تحقيق أهدافنا الوطنية في الخلاص من الإحتلال الإسرائيلي وتجسيد دولة فلسطين على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس."
واستطرد الحمد الله: "ان النجاح الدولي الذي استحقته ونالته حنان، ومعها المعلمة فداء الزعيتر والمعلم جودت خليل، الذين أصبحوا من بين أفضل خمسين معلما على مستوى العالم كله، إنما يؤكد قدرة الابداع والابتكار وانعتاق العمل والفعل الفلسطيني بعيدا عن العزلة والانغلاق والتقوقع الذي يريده لنا الاحتلال الإسرائيلي. فقد حصدت فلسطين، بإبداعهم هذا، موقعا متقدما يضعها في مصاف الدول المبدعة والمتميزة بتعليمها ومعلميها."
وأردف رئيس الوزراء: "لقد تمكنت "حنان الحروب" إبنة فلسطين، إبنة مخيم الدهيشة المضرج بالألم والأمل وحلم العودة، من ترك بصمات واضحة على حياة الكثيرين من حولها، لتصنع من نفسها ومن عطائها، نبراسا لطلابها وطالباتها بل ولزملائها أيضا. حيث حملت حلمها بتحسين فرص ونوعية التعليم إلى مدرستها، وكرست بين طلابها منهجية "الحد من العنف" و"التعليم باللعب"، لغرس المزيد من القيم الأصيلة وخلق بيئة تربوية آمنة محفزة. فاستحقت وبجدارة، أن تنال اعترافا دوليا ليس فقط بمنهجيتيها بل وبتميزها وإبداعها أيضا."
واختتم الحمد الله: "إننا هنا لنحتفل بحنان الحروب، وبإنجازاتها التي تأتي في خضم أعتى الصعاب والتحديات. فهذا النجاح إنما تتوج فيه فلسطين الجريحة، وغزة المكلومة والقدس المحاصرة، وهو وفاء لتضحيات الشهيدة رهام الدوابشة، والمربية المرحومة علا جولاني وكافة شهداء أسرة التربية والتعليم وطلبتها."

كلمة الوزير صيدم:
وألقت القائم بأعمال مدير عام العلاقات الدولية والعامة نسرين ياسر عمرو كلمة نيابة عن الوزير صيدم حيث قالت فيها: "هذا يومُ فرحٍ فلسطيني كبير، عرسٌ فلسطيني بهيجٌ بامتياز، عنوانه النجاح الباهر، والتفوّق المميّز، حقّقته أيدٍ ناعمة، هي نصف المجتمع الأهم، رفعت اسم بلادها فلسطين في هذا المحفل الدولي المهم، هذا انتصارٌ لعدالة قضيتنا، انتصار لدماء الشهداء، وأنّات الجرحى، وعذابات الأسرى في باستيلات الاحتلال، وأقبية التحقيق، وهو إعلاءٌ لشأن المرأة العربية، والفلسطينية على وجه التحديد".
واعتبرت عمرو أن الفوز بمثابة انتصار للمعلم الفلسطيني الذي أعلى صروح العلم، وأشاد دروب المعرفة والتنوير، موضحة ًأن المربية الحروب قد مثّلت فلسطين والعرب في هذه الجائزة، فكانت الأفضلَ من بين أفضل عشرة معلمين على مستوى العالم، وقبل ذلك، كانت هي والمعلمة فداء زعتر من نابلس، والمعلم جودت جميل صيصان من القدس، من بين أفضل خمسين معلماً على مستوى العالم.
وخاطبت عمرو جماهير المعلمين قائلة: "ارفعوا رؤوسكم عالياً، واحتفلوا أنتم وطلبتكم بهذا النجاح، واجعلوه عرساً دائماً، آملين أن يكون بارقةَ أملٍ، ترفرف فيها رايات الوفاق والوئام في ساحات المدارس، ليحتفلَ الطلبة والمعلمون بنجمة فلسطين المضيئة، وقمرها المنير حنان الحروب، يحدونا الأمل أيضاً، أن يصعد نجم فلسطين في كل عام، ويخطفَ اللقب، فتظلّون الأفضلَ على مستوى العالم".
وقدمت شكرها باسم الأسرة التربوية كافة لمؤسسة فاركي صاحبة الجائزة، وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، وللرئيس محمود عباس، ولرئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ولمركز إبداع المعلم، ، ولكلّ من ساهم في تحقيق هذا النجاح.

كلمة المحافظ غنام
من جانبها، أكدت د.غنام، التي نقلت للجماهير تحيات الرئيس محمود عباس، أن تميز المعلم الفلسطيني هو تأكيد على أن هذا الشعب ينتفض من تحت غبار ودماء الموت الذي يسببه الاحتلال ليحلق عالياً في ساحات المجد منافساً بل ومتميزاً على صفوة الصفوة.
وبينت المحافظ أن التعليم والصحة على رأس أولويات فخامة الرئيس وها هو برنامجه يتجلى من خلال التميز في هذه المجالات، مشيدة بشهر آذار العطاء بالمرأة الفلسطينية التي اثبتت انها الرقم الأصعب وانها قادرة على التميز والإبداع على كافة الأصعدة، مؤكدة أن المرأة شاركت بالثورة وتشارك بالبناء وبصنع القرار، موجهة التحية للأسيرات الماجدات وللشهيدات اللواتي خضبن بدمائهن أرض فلسطين الطاهرة.

كلمة الحروب
وقالت الحروب في كلمتها بعد الاعلان عن فوزها: "نريد لأطفالنا العيش بحرية وسلام كباقي أطفال العالم"، ودعت لأن يكون هذا العام عام المعلم الفلسطيني.
وأضافت أن معلمي فلسطين يزرعون الأمل في نفوس أطفالنا، مستذكرة كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وأشارت إلى معاناة الطلبة والمعلمين على حواجز الاحتلال، وقالت: "تدخل هذه المعاناة إلى الصف على أشكال عنف، وهنا يبدأ دور التعليم والمعلم في تحرير الأطفال من هذا العنف".
وشكرت جميع المعلمين الذين علموها في المدرسة، وأسرة التربية والتعليم ممثلة بالوزير صيدم وجامعة القدس المفتوحة، ومؤسسة فاركي، وزوجها وأسرتها التي تحملت الكثير، وطلبتها في الصف، وأهدت فوزها للمعلمين الفلسطينيين والعرب وكل المعلمين في العالم .
كلمة إبداع المعلم
وألقى ممثل مركز إبداع المعلم عبد الله جرار كلمة أعرب فيها عن اعتزاز المركز بهذا الانجاز النوعي الذي تحقق، مؤكداً أن الانجاز يجسد معنى الإبداع والإصرار والتميز وإرادة المعلم الفلسطيني.
وأشار إلى أن الفوز يبرهن على معنى إعلاء اسم فلسطين في المحافل الدولية وإيصال صوت المبدعين من المعلمين وتميزهم من خلال هذا الفوز، معرباً عن تقديره وشكره لكل من يساهم ويشجع ويدعم مثل هذه المبادرات والأفكار الريادية.

