الأربعاء  01 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حرية العمل النقابي: حراك من القاعدة إلى رأس الهرم - رولا سرحان

2016-03-15 07:32:38 AM
حرية العمل النقابي: حراك من القاعدة إلى رأس الهرم - رولا سرحان
رولا سرحان

 

دفعنا إضراب المعلمين بكل مشاهده المختلفة بلا شك للتفكير خارج الصندوق.

 

وبعيدا عما أحدثه إضراب المعلمين من حراك مجتمعي ديموقراطي حقيقي، فإن أهم ما كان في الأمر، أن المعلمين قد حطموا "تابوهات" سيطرت ولسنوات طوال على العمل النقابي.

 

لقد تمكن المعلمون، عن دراية أو عدم دراية، من تقديم نهج نقابي جديد ومختلف لكنه ثوري في آلية التطبيق، لم يستطع حتى السياسيون فهمه، وحاولوا نزع الشرعية عنه، حين خرجوا بأكثر من تصريح رسمي بأن الاتحاد العام للمعلمين هو الممثل الوحيد لهم، وتبعهم بعض قادة الفصائل في دعوات مباشرة أحيانا وغير مباشرة أحيانا أخرى للعودة لوحدة تمثيل المعلمين في إطار نقابي موحد.

 

لكن المعلمين فعلوا خيراً حين لم ينصتوا لهم واستمروا في التأكيد أن لا حاجة لتطبيق مفهوم "أوحدية" الجسم النقابي لإضفاء صبغة الشرعية على حراكهم النقابي.

 

وهو ما قمنا في "الحدث" بالتأكيد عليه، أي على مشروعية تعدد الأجسام النقابية، من خلال نشرنا لمادة حقوقية تؤكد مشروعية وقانونية فكرة تعدد الأجسام النقابية، فلسطينيا وعربياً، وتحت عنوان "مشروعية الجسم التنظيمي لحراك المعلمين الفلسطينيين"، والتي نعيد نشرها في هذا العدد الورقي لأهميتها، ولكون هذه الفكرة تؤسسة لنهج عملي جديد، قد يضخ دماء الحراك في شرايين النقابات والاتحادات الأخرى، ويؤسس لعمل ديموقراطي يعكس نفسه في مختلف مكونات العمل في فلسطين. خاصة وأننا نعاني من غيبوبة في الأداء النقابي على المستوى المطلبي والمستوى الوطني العام.

 

حرية العمل النقابي ستخلق مجتمعا مدنيا متحركا يصوب البوصلة بالتأثير والضغط في عملية صناعة القرار خاصة مع تآكل دور قادة الفصائل والأحزاب السياسية في فلسطين.

 

التجارب الدولية تشير إلى وجود عشرات النقابات تدافع عن مطالبها بشكل تنافسي داخل القطاع الواحد، وبخاصة في التجارب الأوروبية، فإنها تُعد أمرا شائعاً.

 

إن كل ما نقرأه من اتفاقيات دولية ودساتير وقوانين، تتحدث جميعها عن "حرية" العمل النقابي. أفلا يستدعي الأمر الوصول إلى نتيجة مفادها أن فكرة "وحدة العمل النقابي" هي فكرة مصطنعة ولدت في الدول التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الديموقراطية، ليسهل من خلالها السيطرة على الاتحادات والنقابات، من خلال خلط  الحزبي – السياسي، بالنقابي - المطلبي، وبالتالي احتواء العمل النقابي وتفريغه من مضمونه، كما يحدث في فلسطين وفي الدول العربية.

 

المعلمون دشنوا فاتحة عمل، وقدموا وصفة مهمة، تستحق أن نخوض غمار تجربتها، بعد الفشل الذريع لـفكرة "أوحدية" العمل، فلعل حرية العمل النقابي تكون الـ "ترياق" المحرك للقاعدة، فيتحرك رأس الهرم.