"مؤشرات وقوع جرم التجارب الطبية على الأسرى الفلسطينيين والعرب"
الحدث - ناصر دمج
لطالما كانت التجارب الطبية "الإسرائيلية" على الأسرى الفلسطينيين موضع جدلٍ في معتقلات الاحتلال المعروفة منها والسرية كمعتقل رقم 1091 ومعتقل 1391 ومعتقلي باراك وصرفند، فهي الجريمة التي ازدادت مؤشراتها بروزاً في الآونة الأخيرة.
وتركزت هذه المؤشرات في عدة مواضع وتصريحات جعلت من جرم التجارب الطبية على الأسرى حقيقة مثبتة.
نداء مجلس التضامن الدولي لحقوق الإنسان
أطلق مجلس التضامن الدولي لحقوق الإنسان في عام 2015 نداء أوضح فيه بأن إسرائيل تختبر عقاقيرها الجديدة على المعتقلين الفلسطينيين على نحو يتعارض كليا مع المبادئ الأخلاقية والمهنية الطبية المتعارف عليها دوليا.
استجواب حزب ميرتس لوزير الصحة الإسرائيلي حول التجارب الطبية على الأسرى العربَ داخلَ المعتقلاتِ الإسرائيلية السري
في عام 1985 قدم حزبَ ميرتس الإسرائيلي برئاسة "يوسي سريد" استجواباً لوزير الصحة الإسرائيلي في الكنيست، مستفسراً فيه عن سببِ سَماح الوزارة لِلجهاتِ الأمنيّة بِزيادةِ نسبة التجارب الطبية على الأسرى العرب، حيث أكد وزير الصحة حينها وقوع هذه التجارب مشيراً إلى أن الوزارة حصلت على الإذن القضائي المتعلق بالموضوع من المحكمة الإسرائيلية العليا.
وفي معرض تأكيد هذه الحقيقة أفاد العديد من الأسرى المحرَّرين الذين أمضوا سنوات في المعتقلات السرية الإسرائيلية مثل (معتقل رقم 1091 و معتقل رقم 1391 ومعتقلي باراك وصرفند وعتليت، وصرفند، وبتاح تكفا، والجلمة) بأنهم شاهدوا أسماءَ بَعض الأسرى المفقودينَ محفورةً على جدرانِ الزنازين، وتبادلَ بَعضُ الأسرى المحرَّرينَ الحديثَ مع أولئكَ الأسرى الَّذين لَمْ تظهرْ لهم أسماء في سِجِلّاتِ الصليب الأحمر وسجلّات مصلحةِ المعتقلاتِ الإسرائيلية العامةَ وبياناتِ الجيشِ الإسرائيلي، وأفادَ العديدُ مِنْ الأسرى المحرَّرين بِأنَّهم تحَّدثوا مع أسرى فلسطينيين مِنْ عرب الـ 48 وأسرى لُبنانيين ومصريين، وطلب هؤلاء مِنْ مُحدثيهم أنْ يُبلِغوا العالمَ بأنّ إسرائيل تَنكر وجودِهُمْ وهُمْ أحياءَ، "وتستخدمهُمْ فِئرانَ تجارِب على الأدويةِ العَسكرية وخلاف ذلِكَ، ويعتقد بأن إسرائيل استخدمت وتستخدم المفقودين من الأسرى الفلسطينيين والعرب لأغراض التجارب الطبية، وهو التفسير الوحيد لانقطاع أي خبر عن أولئك الأسرى نهائياً رغم إن تاريخ اعتقالهم واضح، ومن المعروف أيضاً أنهم في معتقلات إسرائيل ومنهم:
كشف بأسماء الأسرى الأردنيين المفقودين منذ عام 1967- 2016م
الرقم |
الاسم |
ملاحظات |
1 |
محمد عطية فريج |
منذ عام 1967- 2016م |
2 |
ماجد أحمد خليف الزبون |
منذ عام 1967- 2016م |
3 |
يوسف محمد أحمد الرواشدة |
منذ عام 1977- 2016م |
4 |
عماد صدقي الزقزوق |
منذ عام 1967- 2016م |
5 |
ليث أحمد الكناني |
منذ عام 1967- 2016م |
6 |
ياسين بطمان الشوابكة |
منذ عام 1987- 2016م |
7 |
محمد حسين أبو ملوح |
منذ عام 1997- 2016م |
8 |
هاشم حسين خالد السكعفي |
منذ عام 1967- 2016م |
9 |
موسى منصور القبيلات |
منذ عام 1967- 2016م |
10 |
حاطب سليم أبو الهيجاء |
منذ عام 1969- 2016م |
11 |
محمد شحادة أحمد المخارزة |
منذ عام 1977- 2016م |
12 |
أحمد سليمان دلقموني |
منذ عام 1967- 2016م |
13 |
محمد داود فليحان المبيضين |
منذ عام 1967- 2016م |
14 |
هيكل منصور تركي الزبن |
منذ عام 1967- 2016م |
15 |
سالم عيد ميسر الخوالدة |
منذ عام 1965- 2016م |
16 |
عبد الحافظ عبد الله فريج الدهيمات |
منذ عام 1967- 2016م |
17 |
إبراهيم يوسف خلف غرايبة |
منذ عام 1967- 2016م |
18 |
محمد حمدان جليل الزيود |
منذ عام 1967- 2016م |
19 |
محمد موسى إبراهيم زهران |
منذ عام 1967- 2016م |
20 |
حسن داود سليمان شوشاري |
منذ عام 1967- 2016م |
21 |
علي مصطفى مفلح بني هاني |
منذ عام 1967- 2016م |
22 |
فلاح الحويطات |
منذ عام 1967- 2016م |
23 |
عبد الناصر محمد موسى حامد |
منذ عام 1967- 2016م |
24 |
يوسف محمد الأقطش |
منذ عام 1967- 2016م |
25 |
أحمد فالح هيشان |
منذ عام 1967- 2016م |
26 |
خالد علي عبد القادر كريشان |
منذ عام 1967- 2016م |
27 |
موسى خليل نصار |
منذ عام 1997- 2016م |
28 |
صالح ضيف السويركي |
منذ عام 1967- 2016م |
29 |
خالد يوسف الخوالدة |
منذ عام 1987- 2016م |
تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي، ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية "داليا إيتسك"
في شهر تموز 1997، نشرت صحيفة يعودت أحرنوت، تصريحات حرفية لرئيس لجنة العلوم البرلمانية، أدلت بها أمام الكنيست الإسرائيلي، ومفادها "أن وزارة الصحة الإسرائيلية أقرت بمنحها شركات الأدوية الخاصة تصاريحاً لعمل تجارب على الأسرى، وأجرت حتى تاريخه (5 آلاف) تجربة.
وأكدت عضو الكنيست "إيتسك" إجراء السلطات الإسرائيلية المختصة ألف تجربة لأدوية خطيرة (تحت الاختبار الطبي) على أجساد الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأضافت في حينه أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء تلك التجارب.
تصريحات "إيمي لفنات" رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية
في شهر تموز 1997 ادلت "إيمي لفنات" رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية، أكدت فيها وأمام الكنيست على ما أدلت به عضو الكنيست "داليا إيتسك"، وأضافت "لفنات" على ما قالته "إيتسك" بأن هناك زيادة سنوية قدرها (15%) في حجم التصريحات التي تمنحها وزارتها لإجراء المزيد من تجارب الأدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية كل عام، وهذا يرفع عدد التجارب ليصبح اجمالي التجارب (6000 تجربة) سنوياً.
شهادات الأسرى المشفوعة بالقسم
يقوم أطباء مصلحة المعتقلات الإسرائيلية بإلزام الأسرى المرضى على تعبئة استمارات خاصة بالأدوية قبل منحهم أياها، حيث أكد الأسير (و. ز) من سكان قرية بدرس غرب رام الله، بأنه قام بالإجابة على الأسئلة الموزعة على خانتين بــ (نعم و لا) في حال كان الدواء المقدم له ذا أثر أم لا.
وأفاد الأسير (ف.د) من سكان مدينة جنين قبل وفاته داخل الأسر، بأن طبيب عيادة معتقل الرملة قام بحقنه حقنة الإنفلونزا، كما تم حقن غيره من الأسرى بالأبرة نفسها، وجميعهم أصيبوا بنوع جديد من الانفلونزا مختلف عن الذي أصيب به غيرهم من الأسرى الذين لم يحقنوا بتلك الإبرة.
تحقيق صحيفة برافدا الروسية
نفذت صحيفة برافدا الروسية تحقياً موسعاً حول تنفيذ حكومة إسرائيل للتجارب الطبية على الأسرى الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك حقنهم بفيروسات خطيرة، وخاصة الأسرى الذين يقترب موعد إطلاق سراحهم.
وبينت الصحيفة أن العديد من الأسرى الفلسطينيين يعانون بعد خروجهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي من أمراض عضال، أو إعاقات مستدامة، نتيجة الممارسات الإسرائيلية إزاءهم.
الوفاة المباشرة لبعض الأسرى بعد تحررهم من الأسر لأسباب مجهولة
المؤشرات السابقة تدل على وجود أمر خطير داخل المعتقلات الإسرائيلية، بما فيها المعتقلات السرية ومراكز التوقيف وزنازين العزل، ومن مخرجات سياسة الإهمال الطبي الملموسة وفاة العديد من الأسرى بعد تحررهم من الأسر نتاج إصابتهم بأمراض مجهولة، مثل الأسير "أشرف أبو ذريع" الذي توفى بعد حقنه بإبرة مجهولة من قبل طبيب المعتقل، صباح يوم تحرره من الأسر، ووفقاً لشهادة والد الأسير أبو ذريع فإن سلطات المعتقلات لم تكتف بحقنه بتلك الإبرة، بل قامت بمسح وجهه وأنفه بمادة أخرى قبل تسليمه لذويه يوم الإفراج عنه، مدّعية أن هذا طعم ضد الانفلونزا، ووفاة الأسير "زكريا داوود" في عام 2011، بسبب إصابته بمرض السرطان، بعد 4 شهور من الإفراج عنه، حيث أمضى في الأسر الإسرائيلي 9 سنوات، ووفاة الأسير "زهير لبادة" في عام 2012م بعد أسبوع واحد من الإفراج عنه، بسبب تدهور حالته الصحية، وكان يعاني فشلاً كلوياً وتشمعاً في الكبد والتهابا رئوياً حاداً نتيجة الاهمال الطبي والدوية الخطأ، ووفاة الأسير "فادي الدربي" بسبب إصابته بمرض مجهول وفقاً لنتيجة التشريح العدلي.
ومن بين الأمراض الناتجة عن تلقي الأسرى للأدوية الخطأ ذكر الأسرى أمراض عديدة منها تقلّص الكبد وتحول لون بشرة العديد منهم إلى اللون الاصفر وظهور بياض يميل إلى الصُّفرة في عيو ن بعضهم، ومضاعفات (إبرة الإنفلونزا) التي يتم حقنهم بها من قبل طبيب مصلحة المعتقلات الإسرائيلي، وتتمثل بظهور بقع صفراء على مختلف أنحاء الجلد وتقيء شديد مصحوب بالدم، وضعف الرؤية والتعب العام والتهابات الأعضاء التناسلية وتضخمها، المصحوب بألم شديد؛ وانتشار حبوب "الحساسية" بحجم كبير حول الأعضاء التناسلية التي تصل أحياناً لأسفل القدمين.
عدم منح الأسرى العلاج المناسب
أجمعت العديد من الشهادات التي أدلى بها الأسرى المحررون ومنهم (م.ن و د.خ و ن.س و ق.د وم.ب) وجميعهم من سكان مخيم جنين، بأن الأمراض المنتشرة بسبب عدم تلقيهم العلاج المناسب أي حصولهم على العلاج الخطأ أدت إلى وقوع مضاعفات جانبية لتلك الأدوية وخاصة للأسرى الذين طلبوا علاجاً لمشكلات (الانزلاق في فقرات العمود الفقري، وقرحة المعدة والارتداد المعوي واتساع في عضلات المريء(.
حيث أكد الأسير (د.خ) المشار إلى شهادته هنا بأن حبة الدواء التي يتناولها بعض الأسرى لوجع القرحة في المعدة تصيبهم على الدوام بوجع في الرأس وجفاف في مجرى الجهاز الهضمي.
وأكد الأسير المحرر "محمد التاج" بأن التلف الكلي الذي أصاب رئتيه كان بسبب سياسة الإهمال الطبي، والأدوية الخطأ.
وأكد الأسير (ق.د) المشار إلى شهادته هنا بأن النتيجة المباشرة والمستدامة للأدوية الخطأ وأخرى لا نعرف أثرها هي عقم الأسرى.